تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لقيك في الطريق، أرجوا أن لا يكون فيه أحد في هذه القاعة د تورط بلبس شيء من الذهب من الرجال، يلبس دبله من الذهب أو يلبس خاتم ذهب، لو أن النبي- عليه الصلاة والسلام- لقيك في الطريق، وأنت تلبس الذهب وقال لك اخلع هذا فإنه لا يجوز لك، ماذا تقول له بصراحة؟ أنا أعرف جواب كل من في القاعة وكل من يصله هذا يقول سأخلع الذهب، لأنه لا يستطيع أن يقول للنبي: لا، لأن هذا يكون فسخ العقد الإيمان به.< o:p>

سبب نزول الآية.< o:p>

قال تعالى:? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا ? (النساء:65)، فترقى بالعبد على حسب إيمانه، هذه الآية كان لها سبب نزول، الزبير بن العوام له أرض وله جار من الأنصار أرضه مجاورة لأرض الزبير، لكن أرض الزبير في العالي وأرض الأنصار أخفض منها، ولم يكن قديمًا مواتير تضخ الماء الأنصاري التي أرضه أسفل قليلاً يريد أن يسقي أولاً، الزبير أرضه أعلى فأنت لو سقيت أرضك ستستوعب الماء كله ولا يصل الماء إلى أرضي، لأن أرضي في العالي، فحدث بينهما نزاع، من الحكم؟ الرسول- عليه الصلاة والسلام- ,فذهبا أي واحد عادي يحكم لمن؟ من الذي يسقي أولاً؟، للزبير طبعًا لأن أرضه في العالي، والماء لما يكون كثير يصعد ويروي الأرض فالنبي- عليه الصلاة والسلام- قال أسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري وقال للنبي-عليه الصلاة والسلام-: أن كان بن عمتك، لأنه ابن عمتك حكمت له عليَّ، فتلون وجه النبي- عليه الصلاة والسلام-، كأنما فقيء في وجهه حب الرمان، فقال له: أسق يا زبير ثم احبس الماء، لن تسقي أرضك.< o:p>

تنسب النبي- صلي الله عليه وسلم- إلى الجور وإلى الظلم، وإلى المحاباة فنزلت الآية:? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ?، وهذه أول درجة، لا يؤمنون حتى يجعلوا النبي- صلي الله عليه وسلم- حاكمًا عليهم في كل شيء، ? ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ ? لا أتضايق أنه قضى عليَّ وليس ذلك فقط، إنما? وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا ?.< o:p>

فلما يقول له: اخلع خاتم الذهب، لا يجوز أن يقول له: لا، لأنه بذلك يكون قد فسخ عقد الإيمان.< o:p>

ما هو الفرق بين أن يقول لك النبي- صلي الله عليه وسلم- ذلك شخصيًا، وبين أن يرسل النبي- صلي الله عليه وسلم- رسولاً إليك؟ < o:p>

أن اخلع الذهب، ما هو الفرق؟ لا فرق ن لأنك لو اشترطت أن تسمع هذا من النبي- صلي الله عليه وسلم- شخصيًا فيكون الدين انتهى بوفاته - صلي الله عليه وسلم-، لما أرسل النبي- صلي الله عليه وسلم- معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري إلى اليمن وقال:" أنك تقدم قومًا أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله- عز وجل- افترض علي أغنيائهم صدقة ترد في فقرائهم ".< o:p>

لو أن أهل اليمن قالوا لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري لا، لن نؤمن بهذا فما حكمهم؟ كفار أم لا؟ كفار عند كل العلماء، لماذا؟ لأنه لا فرق بين أن يقول النبي- صلي الله عليه وسلم- هذا مباشرة أو أن يرسل رسولاً ولذلك قامت حجة النبي- صلي الله عليه وسلم- على كسرى وقيصر وهرقل بالكتب التي كان يرسلها إلى الآفاق، إذاً وجود النبي- صلي الله عليه وسلم- ليس شرطًا.< o:p>

نرجع إلى بحثنا، أنا قلت لك كلامًا عن النبي- صلي الله عليه وسلم- لكن أنا معي توكيل صحيح، ما معنى توكيل؟ أي أعرف ما قاله مما لم يقله وهذا هو الشرط، أنت تعرف اليوم لما تعمل لواحد توكيل يستطيع أن يبيعك ويشتريك، يبيع أملاكك بالكامل بهذا التوكيل، أي أن التوكيل قائم مقام الموكل، فأنا عندما أقول لك: قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم- كذا وكذا، من حقك أن تطالبني وتقول بأي صفة تتكلم عن النبي- صلي الله عليه وسلم-، أقول لك: إني معي توكيل صحيح.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير