هذا التوكيل من أين أتيت به؟ أنا لا أتكلم عن نفسي طبعًا، أنا أمثل بنفسي فقط، أقول لك: شهد لي أهل العلم بأنني أهل أن أتكلم في الدين، وأن أبلغ عن النبي- صلي الله عليه وسلم- وهي كانت قديمًا اسمها الإِجازة، كما قال مالك- رحمه الله -: ما استفضت الفتيا إلا بعدما شهد لي سبعون من أهل المدينة، من علماء المدينة أنني أهل للفتيا < o:p>
هذا هو التوكيل، أقول لك شهد لي العلماء فلان وفلان وفلان أنني أهل أن أتكلم في الدين، وهذه هي صحة التوكيل، فإذا ثبت هذا التوكيل فلا يحل لك أن تقول للكلام الذي نقلته لك لا، فهذه جناية عظيمة على إيمانك وأقول لكم بكل صراحة لا يستطيع رجل أن يتبع النبي- صلي الله عليه وسلم- حق إتباعه إلا إذا كان الحب له سابقًا.< o:p>
وسأقول لكم شيئًا يدخل تحت منظومة الحساب وأكيد في الجلوس تجار ومحاسبون يفهمون لغة الأرقام، ونحن في بلد كل الدنيا فيها أرقام، الفرد فيها رقم، معك الرقم الفلاني تساوي هذا الرقم، ليس معك شيء لا تساوي شيء، فأعتقد أن لغة الأرقام لغة شائعة ومفهومة ودارجة بينكم.< o:p>
الحسبة التي سأذكرها الآن أخفق فيها معظم أهل الحساب، بالرغم من أنها حسبة يستعمل فيها الحساب، لكن كلهم رسبوا فيها إلا من شاء الله، ونجح فيها أهل المحبة، قال النبي- صلي الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الشيخان واللفظ لمسلم قال- عليه الصلاة والسلام-، وأنا أرجو من الأخوة أنهم ينتبهوا تمامًا لهذا الحديث، إذا كنت سرحان أفق وأنتبه وأسمع، قال- عليه الصلاة والسلام-:" إن من أشد أمتي لي حبًا رجل يتمني أن يراني بأهله وماله "، صفقة أغني واحد في العالم الآن كم رأس ماله؟ ستين مليار دولار هذا أغنى رجل في العالم على حسب ما قرأت في إحصائيات الشهر الماضي أغنى رجل في العالم يمتلك ستين مليار دولار.< o:p>
سنفترض أن هذا الرجل مسلم وعنده أولاد يملئون هذه القاعة، أولاده وأحفاده وأولاد الأحفاد، عنده ألفان، ثلاثة مثلاً من الأولاد، وقيل له ما رأيك أن نعقد معك صفقة، تضحي بالستين مليار هذه والثلاثة ألاف ولد في مقابل أن ترى صفحة وجه النبي- عليه الصلاة والسلام- مرة واحدة، تنظر إليه فقط، نظرة، تكلفة هذه النظرة الستين مليار دولار وأن تفقد أولادك كلهم، من الذي ممكن أن يعمل هذه المسألة؟ < o:p>
أنظرة واحدة إلى صفحة وجهه – صلي الله عليه وسلم- تساوى هذا، فكيف لو كنت تصلى وراءه، أو أخذته بالحضن مرة، أو وضع يده علي كتفك، أو جاورته في مسكن، أو أن كل يوم الصبح تطالع صفحة وجهه مثلاً، هذه كم تساوي؟، بلغة الأرقام كم تساوي، إذا كانت هذه المسألة صعبة فعلاً أن تكون نظرة واحدة إلى صفحة وجهه- عليه الصلاة والسلام- تساوي ستين مليار دولار وبأولادي بالكامل، هذه صعبة علينا.< o:p>
هناك أخف من ذلك وهو ألا تخالفه في أمره فقط، لا نريد أكثر من هذا قال لك: افعل، تمتثل، قال لك: قف، تقف، أليس هذا في إمكاننا، من الذي ممكن أن ينفذ هذه المسالة، من الذي إذا قيل له أن النبي– صلي الله عليه وسلم- ينهاك أن يفعل كذا، يقول: أمر رسول الله– صلي الله عليه وسلم- على الرأس والعين.< o:p>
مايدل علي صدق محبة النبي _صلي الله عليه وسلم_ وإتباعه.< o:p>
في مسند الإمام أحمد بسند مقارب أنه بلغ أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن مصعب بن الزبير يريد أن يعاقب عريفاً من الأنصار، والعريف من الأنصار موظف قصر في عمله فمصعب بن الزبير هو الوالي أو أميره، أو الرئيس أراد أن يجلده، العريف هذا الموظف من الأنصار، ومصعب بن الزبير مديره في العمل أو رئيسه، لما بلغ أنس بن مالك أن الزبير يريد أن يضرب هذا العريف الأنصاري، جمع ملابسه عليه وانطلق، ودخل على مصعب بن الزبير، وقال له: ألا تحفظ فينا وصية رسول الله- صلي الله عليه وسلم-، فقال مصعب وما وصيته؟ قال:" أحسنوا إلى محسن الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم" حينئذٍ ألقى مصعب السوط من يده، وألصق خده بالأرض، وقال أمر رسول الله على الرأس والعين، وليس مجرد أنه قال: عفوت عنه، لا، ألصق خده بالأرض وقال أمر رسول الله على الرأس والعين.< o:p>
¥