تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عبدالله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- في مرة من المرات وكان مريضاً، أولاده يجلسون حوله، حمزة – بلال – عبد الله – عبيد الله، فحدَّث عن النبي- صلي الله عليه وسلم- حديثًا وهو" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " < o:p>

_ وفي لفظ_:" إذا استأذنت أمة أحدكم أن تذهب إلى المسجد فلا يمنعها "، فقال واحد من أبناء عبد الله قال: "والله لنمنعهن يتخذنه دغلا."< o:p>

والدغل: مفرد أدغال، والأدغال هي الغابات.< o:p>

ماذا يريد أن يقول؟ < o:p>

يتخذنه دغلا: أي يتخذن الخروج إلى المسجد حيلة، كالذي يختبئ وراء شجرة في غابة، تريد أن تذهب لصاحبتها من ورائك، فتقول لك أنا سأذهب لصلاة الظهر وتصلي الظهر وتذهب إلى صاحبتها ابن عبد الله بن عمر يقول: لا، أنا لابد أن انتبه، إذا كانت تريد أن تتخذ الذهاب إلى المسجد حيلة، لا أنا أنتبه وأنا لا أخدع، لكن ماذا قال؟ قال: والله لنمنعهن والنبي- عليه الصلاة والسلام ماذا قال؟ قال: لا تمنعوهن، فكيف يقول النبي: لا تمنعوهن، وواحد يقول: لنمنعهن كيف ذلك مهما كان قصده؟.< o:p>

عبدالله بن عمر: عندما سمع ابنه يقول هذا الكلام لم ينظر إلى قصده ولا نيته، إنما حصبه بحجارة وطرده خارج المجلس وسبه سبًا سيئًا ما سبه أحد قبل ذلك، وقال: أقول لك قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم- لا تمنعوا إماء الله، وأنت تقول لنمنعهن، يقول الراوي: "وما أذن له أن يدخل عليه حتى مات "، تصور لم يأذن لهذا الولد أن يخل عليه مرة أخرى حتى مات عبد الله بن عمر، لماذا؟ لأنه عارض النبي- عليه الصلاة والسلام- قال: لا، خالف قوله- صلى الله عليه وسلم ,وهذه مسألة ما كان السلف الأول يطيقها أصلاً وهذه أحد أسباب الذل والعار الذي لزمتنا في هذا العصر وفي العصور السابقة، وهي بمنتهى البساطة مخالفة قول النبي- صلى الله عليه وسلم-.< o:p>

أئمتنا القدامى الذين تدور عليه الفتوى كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وقبل ذلك الثوري والأوزاعي، وبعد ذلك الأئمة البخاري ومسلم وسائر الأئمة كان لهم كلمة يقولونها بلسان المقال والحال،" إذا صح الحديث فهو مذهبي "< o:p>

رجل قال للشافعي- رحمه الله- يا أبا عبد الله ألئن جاءك حديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أتأخذ به؟ فغضب الشافعي، وقال تراني في كنيسة تراني ألبس في وسطي زُنارًا، أشهدكم أنه إذا قال النبي- صلي الله عليه وسلم حديثٌ ولم آخذ به فقد ذهب عقلي، لأنه لا يتصور أن يأتي عن النبي- صلي الله عليه وسلم حديث ثم أقول له لا وهناك منظومة جميلة في هذا المعني نظمها بعض العلماء المتأخرين وهو يتكلم عن قول علماء الإسلام: إذا صح الحديث فهو مذهبي، يقول: < o:p>

وقول أعلمِ الهدى لا يعملُ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير