إذا نظرنا إلى علم الشيخ ابن باز المبارك، وجدنا أنه يقرأ عليه حديث فيعلق عليه بدقيقتين أو ثلاث أو خمس دقائق، ثم يقرأ عليه حديث ثاني وثالث ورابع وخامس في جلسة واحدة ولا تستغرق شيئاً، مثلاً بعد صلاة العصر ربع ساعة يعلق على خمسة أحاديث, ولا شك أن هذه طريقة السلف, وعلم مبارك ومعوله على الكتاب والسنة، ما أحد يشك في هذا، ولذا كان الشيخ ابن باز -رحمه الله- من الشيوخ الذين يقصدون من أجل معرفة أقوالهم في المسائل واختياراتهم، فهؤلاء الذين يأتون إلى الشيخ، ما هم بمنتظرين من الشيخ أن يذكر خلافات وعلل وأسباب واستطرادات ولوازم، إنما يريدون رأي الشيخ؛ لأن الشيخ إمام، ورأيه على العين والرأس، يسلم به.
[انتشار علم الشيخ ابن باز، انتشار الليل والنهار:]
والشيخ قد عُمّر بعد الأقران فكثرت الحاجة إليه، فهو في ليلة الوفاة مع التسعين سنة؛ لأنه ولد سنة 1330هـ، ومات في السنة التي نعدها سنة العلماء، سنة 1420هـ، فهذه تسعين سنة، وأما أقرانه فقد انقرضوا قبله بعشر أو عشرين سنة، وكان -رحمه الله- على الجادة، وعلى الهدي الشرعي، فأصبح محل ثقة الناس، واحتاجوا إلى ما عنده من علم؛ ولذلك انتشر علمه انتشار الليل والنهار، بينما من أقرانه من لو جمعت فتاواه لوجدتها في مجلد مثلاً، بينما ما جمع للشيخ ابن باز، يقرب من حجم فتاوى شيخ الإسلام، وبقي الشيء الكثير، ولو جمعت فتاواه في الطلاق فقط لبلغت حجم مجموع فتاوى شيخ الإسلام كله، والحاجة داعية، والناس كثرت عندهم الإشكالات، كثر عندهم ما يحتاج إلى سؤال أهل العلم من مشاكل سواءً كانت في الدين، أو في أمور الدنيا، أو في التعامل والأمور الاجتماعية، هذه كثيرة جداً، تحتاج إلى من يحلها بالطريقة الشرعية.
[زهد الشيخ ابن باز، وكرمه:]
وكان -رحمة الله عليه- من أزهد الناس، لكن مع ذلك إذا جئت ودخلت مجلسه وجدته فسيحاً وكبيراً، وإذا فيه الأمور المريحة من تكييف وألوان وأصباغ، ما تجده عند شخص زاهد لا يستقبل الناس ولا يعتني بهم، ولكن مقتضى بذل النفس للناس واستقبال الناس أن يتوسع في أمر من أمور الدنيا؛ لأن هذا يقتضي كثرة الكلام، كثرة الاستقبال، تجده يحتاج إلى مكان أوسع، تجده يحتاج إلى شيء يعينه على استقبال الناس، وبعض الناس ينظرون إليه من هذه الزاوية أنه شخص متوسع.
[ما كتب عن الشيخ:]
كُتب عنه -رحمه الله- الشيء الكثير، وقرأ القاصي والداني ما كتب عنه، حتى صار بعض من بَعُدَ عن الشيخ أدرى بحياة الشيخ من بعض من قَرُبَ منه؛ لكثرة ما كتب عنه، وجميع جوانب الشيخ العلمية والعملية، كتب عنها في كتب مستقلة ورسائل علمية، في جانب علمه، ودعوته، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وفي جانب مناصحاته للخاصة والعامة، للولاة والرعاة والرعية وغير ذلك.
[مؤلفاتالشيخ ابن باز:]
- فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهُ الله:
صِيغت بأُسلُوبٍ سلفيٍّ أثريّ مُحبَّب إلى النُّفُوس سهل يفهمُهُ كل أحد، فيه نوازل وفيه قضايا حلَّت بالأُمَّة في هذا العصر ويحتاجهُ كثير من طُلاَّب العلم، وأقواله -رحمه الله- من أعدل الأقوال، وهي نابعة من نصوص الكتاب والسنة.
- الفوائد الجَلِيَّة في المباحث الفَرَضِيَّة للشيخ ابن باز رحمهُ الله:
أَلَّفهُ الشيخ رحمه الله وعُمُرُهُ لا يزيد على الخمس وعشرين سنة، أو الست وعشرين سنة، وهو منْ أَنْفَع ما يُسْتَفاد منهُ في الفرائض على اختِصَارِهِ، وهو كتابٌ نفيس وجامع ومُختصر جدًّا وواضح، يكاد أن يكون شرحاً على الرحبية؛ لأنه على ترتيبها، ومتماشي على أبوابها، وهو شرح متوسط ونافع جداً لطالب العلم.
- شرح الشيخ ابن باز -رحمه الله- على بلوغ المرام:
شرح الشيخ -رحمه الله- على بلوغ المرام، من الكتب يستفيد منه كل أحد، المبتدأ يستفيد، يسمع علم سهل ميسر مبسط، ليس فيه غموض، ولا استعمال للاصطلاحات البعيدة، ويستفيد منه العالم، يستفيد من اختيارات الشيخ وتوجيهاته، وليس فيه أيضاً ما يحتاج إلى وقت طويل؛ لأنه مختصر جداً؛ لأنه يحكي علم الشيخ فقط، ليس فيه استطراد.
- التحقيق والإيضاح:
منسك الشيخ ابن باز -رحمه الله- المسمى: (التحقيق والإيضاح)، منسك مختصر مفيد اعتمد فيه الشيخ على الدليل.
- حاشية فتح الباري:
تعليقات شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- على أوائل فتح الباري، تعليقات نفيسة بأسطر قليلة، جعل الله -سبحانه وتعالى- فيها من البركة، ما جعلها تدور في الأقطار، وتصحح كثيراً من المفاهيم.
- الحلل الإبريزية:
كتاب فيه تعليقات وفوائد لشيخنا الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- على صحيح البخاري، جمعه: الشيخ عبد الله بن مانع.
- وللشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- تعليقات على التقريب.
ـ[محمد الحرز]ــــــــ[22 - 05 - 10, 08:37 م]ـ
رحم الله الإمام شيخ الإسلام وعلامة الزمان وسيد الفقهاء وإمام أهل السنة فى عصره عبد العزيز بن باز وأسكنه الجنة مع الحبيب المصطفى والله يا إخوة لا تعلمون كم حبى لهذا الرجل فى الله والله إنى أحبه أكثر ممن أعرفهم عن قرب ولا أبالغ إن قلت أننى أحبه أكثر من أبوى وكلما قرأت عنه ازداد حبى وإجلالى له ودائما ما أدعو للشيخ فى صلاتى بل والله أدعو له أكثر من أبوى ولقد كنت أتمنى أن ألقى هذا العالم العابد الزاهد الورع مرة واحدة فى حياتى وأن أقبل يده ورأسه ولكن قدر الله وما شاء فعل وإن شاء الله الملتقى الجنة
¥