تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اداب الردود العلمية]

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 05:59 م]ـ

قال بعضهم

في مقال جيد عن اداب الردود العلمية جزاه الله عنا خيرا

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)

(ربنا إنك تعلم مانخفي وما نعلن ومايخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء)

إن الردود العلمية لها مقصد وسبب، وثمرة وأدب، من التزم بهذه الركائز كان التوفيق صاحبه، وجاء رده كالبلسم الشافي، والمنبع الصافي، ومن أخل بشيء من تلك الركائز منع الوصول، وحرم القبول، (واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه).

ولايخفى على العقلاء أن الخلاف في المسائل وارد بسبب اختلاف الموارد التي ينهل منها الأشخاص، ومادام الأمر كذلك فليس عن الردود مناص،

ومن هنا وضع العلماء أصول الحوار وآداب المناظرة،

وبما أن المقام لايسمح بالإسهاب، فسأكتفي بتعليق وجيز على الركائز الأربع،

ومن أراد التفصيل فليراجع الكتب المؤلفة في أصول البحث والمناظرة.

1 - المقصد: تبيين الحق، فليس القصد من الرد التعالي على الآخرين أو التشفي منهم، أو كشف العورات، وتتبع العثرات،ولذلك ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يراجع نيته وينظر في طويّته لأن الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها، نسأل الله حسن النية وسلامة الطويّة.

2 - السبب: أي دافعك إلى كتابة الرد وهو رؤية مخالفة لابد من تصحيحها.

3 - الثمرة: تصحيح الخطأ. (والثواب لمن احتسب وأخلص النية).

4 - الأدب: أي التزام منهج الحوار والمناقشة.ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يتصف بالعلم والحلم، وهذا القيد يبين منهج الحوار بشكل مختصر، وحتى يزداد الأمر وضوحا سأذكر الأصول العامة لمنهج الحوار والمناقشة وهي:

1 - تحقق الخطأ: يعني أن تتأكد من أن الكاتب أخطأ في هذه الجزئية، وهذا يحتاج منك إلى قراءة الكلام بتمعن حتى يتبين لك الخطأ من الصواب.

2 - العلم: يعني أن يكون عندك من العلم مايعينك على فهم المسألة ومعرفة الخطأ من الصواب، فلايعقل أن يخوض الإنسان في علم لايحسنه، كمن يناقش مسألة في القراآت وهو لايحسن القراآت، ونعني بالعلم العلم الراسخ المبني على الأصول!

3 - الاتفاق على المرجع: يعني أن يكون هناك مصدريرجع إليه عند التنازع، فلايعقل أن تناقش شخصا ليس من أهل السنة وتورد عليه أدلة من صحيح البخاري وهو أصلا لايعترف بصحيح البخاري.

4 - الدليل: يعني أن يكون النقاش مبنيا على الأدلة وليس مبنيا على الأهواء والأذواق، لأن العلم معرفة الهدى بدليله.

5 - مراعاة مقتضى الحال: يعني خير الكلام ماقل ودل.

6 - وضوح الأفكار: يجب أن تكون الحجة واضحة المعالم بعيدة عن الطلاسم والرموز لأن المقام مقام بيان وتوضيح.

7 - سهولة العبارة والبعد عن الكلمات الغريبة.

8 - مراعاة مشاعر الطرف الآخر: يعني الابتعاد عن الهمز واللمز والسخرية والكلمات الجارحة،

قال الله عزوجل (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)

هذه بعض أصول الحوار وآدابه، راعيت فيها الاختصار خشية الإثقال على القراء،

وأحب أن أنبه على أمور مهمة يغفل عنها الكثير:

أ- تذكرأن الشخص الذي ترد عليه أخوك في الإسلام وأن له حرمة عند الله تعالى.

ب- تذكرأن ردك سيكتب في صحيفة أعمالك قال تعالى (إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون).

ج- تذكر أن أعداء الدين يراقبون ردود المسلمين بعضهم على بعض ويستغلون ذلك في الدعايات المضللة (فلا تُشمت بنا الأعداء).

د- تذكر أن جسد الأمة الإسلامية فيه من الجروح مايكفيه، فلاتكن سببا في زيادة الجروح وتفريق المسلمين.

ه- تذكر أن إخوانك الذين ترد عليهم غرباء في هذا الزمان فرفقا بالغرباء.

ي- تذكر أن الكتابة في المنتديات نعمة من الله سخرها لك وباب فتحه الله لك بعد أن أغلقت الصحف العلمانية أبوابها في وجهك، فلاتقابل نعمة الله بمعصية الله، والتطاول على عباد الله.

وبهذا ينتهي الموضوع، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،

والحمدلله رب العالمين

منقوول بتصرف

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 02:00 م]ـ

تذكر أن الكتابة في المنتديات نعمة من الله سخرها لك وباب فتحه الله لك بعد أن أغلقت الصحف العلمانية أبوابها في وجهك، فلاتقابل نعمة الله بمعصية الله، والتطاول على عباد الله.

وبهذا ينتهي الموضوع، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،

والحمدلله رب العالمين

ـ[أنس الشهري]ــــــــ[27 - 12 - 07, 02:42 م]ـ

ماشاء الله عرض رائع واختيار موفق

وقد قيل قديماً (اختيار المرء دليل عقله)

وأستأذنك في إضافة يسيرة

قال الذهبي -رحمه الله-:"وما زال العلماء قديماً وحديثاً يرد بعضهم على بعض في البحث والتواليف"السير (12/ 500)

نعم لقد دأب علماء السلف على الرد على المخالف وهي سنة ماضية لديهم مع تأدب في الخطاب وإحسان في الرد والجواب ولم يكن قصدهم إظهار عيب من رد عليه وتنقصه وتبيين جهله وقصور علمه ونحو ذلك وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين بردود هذا شأنها. يراجع كتاب الشيخ بكر أبو زيد "الرد على المخالف"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير