[الشيخ فوزى بن سابق بن فوزان 1275هـ - 1373هـ أول سفير للسعودية بمصر]
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 03:51 ص]ـ
اسمه: فوزان بن سابق بن فوزان آل فوزان، من عشيرة آل عثمان، أحد أفخاذ قبيلة الدواسر.
مولده: ولد في بريدة عام 1275هـ، ونشأ فيها، وتعلم في كُتَّابها مبادئ القراءة والكتابة، ثم شرع في طلب العلم.
طلبه للعلم: سافر إلى الرياض، فقرأ على العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
كما سافر إلى الهند هو والشيخ علي بن وادي لطلب العلم على العلامة الشيخ صديق حسن خان، ولما لم يتيسر له ذلك أخذ في القراءة على محدث الهند الشيخ نذير حسين.
عاد إلى القصيم وكان شيوخه كما يقول الشيخ محمد حامد الفقي يتوسمون فيه النجابة والذكاء، وقوة الحافظة، وشدة الحرص على طلب العلم، والحرص على الوقت، وكانوا يتحدثون أنه سيكون من النابغين، لو أنه تابع السير في طلب العلم على هذا النهج.
لكنه - رحمه الله - بعد أن أخذ حَظًا من علوم العربية والتوحيد والتفسير والفقه، ذهب يطرق أبواب الحياة العملية، فاشتغل بالتجارة في الخيل والإبل، وسكن الشام، ثم حبب إليه إخوانه في مصر وتجارته الرابحة فيها، فسكن مصر واستقر بها، واتخذ دارًا في مطرية الزيتون، وكانت أول رحلة له إلى مصر، كما يقول هو بعد ثورة عرابي بعامين، ومعنى هذا أنه كان تاجرًا سنة 1300هـ.
كانت داره قبلة العلم والعروبة والكرم، ويقول الشيخ حامد الفقي في مجلة الهدي النبوي: وفي داره العامرة تعرفت عليه بواسطة أخي في الله الشيخ محمد ملوخية المدني في عام 1328هـ، إذ كنت طالبًا في الأزهر وكنا نذهب إليه كل يوم جمعة، فنصلي معه الجمعة، ثم يكرمنا بواجب الضيافة، ثم بعد ذلك يزودنا بالمعلومات والكتب العلمية، ففي داره وبيده غرست أنصار السنة، وفي داره وبيده ترعرعت أنصار السنة، حتى كان يوم موته - رحمه الله - قرة لعينه.
وللشيخ - رحمه الله - أياد بيضاء على العلم وطلبته، ففي كل بلد كان يحل به يكون بيته منتدى لطلبة العلم، ونشر التوحيد ومذهب السلف، وكم لاقى من معارضات المعاندين والمخرفين، والله ينصره عليهم، وكم من خير ومعونة صادقة قدمها للسلفيين، وخصوصًا لأنصار السنة المحمدية، فقد سعى لدى الملك عبد العزيز رحمه الله في مساعدته على شراء دار الحلمية الجديدة، فتبرع بألف وستمائة جنيه مصري - في ذلك الوقت-، فجزاهما الله أفضل الجزاء.
وكم نشر من كتب علمية بماله وبالوساطة عند الملك عبد العزيز رحمه الله، هذه الكتب نفع الله بها نفعًا عظيمًا، وآخر مآثره في العلم: كتاب «البيان والإشهار لكشف زيغ الحاج مختار» الذي كان مشتغلاً بتأليفه من أيام كان بالشام، وشغلته أعماله السياسية عن إتمامه ونشره، فلما تفرغ من السياسة عكف عليه فنقحه وأتمه، ثم طبعه بمطبعة أنصار السنة المحمدية قبل سَفْرَتِهِ إلى الحج، التي ودع فيها بيت ربه.
ويستمر الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه الله - في ذكر مآثر الشيخ الفوزان وفضله في العطاء فيقول: وفي داره وبواسطته تشرفت بالاتصال بآل الشيخ، وبالملك عبد العزيز - أسكنه الله فسيح جناته - وبأصحاب السمو أنجاله الأمراء.
وقد عين الشيخ الفوزان عميدًا للسلك السياسي بمصر بمدة تزيد عن الثلاثين عامًا، وكانت له مكانة عند الملك عبد العزيز الذي لم يكن يعامله كموظف، وإنما كان يعامله كشخصية لها مكانتها العلمية في المجتمع.
وعن ذلك يقول الأستاذ خير الدين الزركلي: ظل الفوزان اثني عشر عامًا وهو قائم بأعمال المفوضية بمصر، وأنا مستشار له، وكان الملك عبد العزيز يرى وجوده في العمل وقد طعن في السن إنما هو للبركة، وللاستفادة من خبراته - ولما رزق الفوزان بابن وهو في نحو الثمانين، أرسل إليه الملك عبد العزيز، وجعله وزيرًا مفوضًا نحو ثلاث سنوات.
شيوخه ورحلاته في طلب العلم:
¥