[((ولسوف يعطيك ربك فترضى)) - خاطرتي]
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[01 - 06 - 10, 10:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم< o:p>
الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده< o:p>
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته< o:p>
للهموم وجوه كثيرة أسوأها الوقوف عند حافة اليأس و فقدان الأمل وفي الآونة الأخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامه فقد ابتليت بأمر أرهقني فالغم لازمني و الحزن صاحبني و الهم أحرق مقلتي و الدمع أغرقني ... الفرح إن حضر يوما غاب بقية أيامي, القلب بحرارة يشتكي و ينادي الذي أهمني و لكن لا حياة لمن ينادي فبقي الألم يواسيني و الظلام يحضنني ... نظرت للسماء شاكيا همي ألتمس رؤية الحمام لكني وجدتها مليئة بالغمام كأنها محملة بالغموم و كافة أنواع الهموم ... و نظرت للأرض باكيا قلبي وجدت الحب فيها سرابا و القلوب مملوءة حقدا و عذابا ... < o:p>
فقدت ما أريد و أقام في قلبي كل هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت أفقد اليقين إلا أني رفضت الإنكسار و وجهت وجهي للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالأنبياء ... فتحت المصحف فسبحان الله وقع بصري على الآية: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" هاج قلبي و ضج و أحسست بأن الخطاب موجه لي:< o:p>
" يا أيها المهموم الكسير يا أيها المغموم الحسير ... يا أسير الحزن أبشر ثم أبشر ثم أبشر فما ودعك ربك ... إذا غطى ظلمة الحزن بجلبابه نهارك و أطبق الغم بجناحيه عالمك فلسوف نعطيك و نرضيك ... < o:p>
إن عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و أغرقك أمواج الحزن و اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول كل تلك المتاعب ... إن ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حي يا قيوم فسترضى بالمقسوم ... < o:p>
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
يا عبدالعزيز ربك أعلم بك منك و أعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و مأواك و يسمع دعائك و نجواك ... إذا ألم البلوى قصم ظهرك و أوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك ... إن داهمك أمر عظيم سيكفيك ربك العظيم ...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
إن باعدك الأصحاب فرب الأرباب أدناك و اختارك من خلقه و ابتلاك ... إن لم ينفعك الأقارب و الأنساب و تقطعت بك الأسباب فما ودعك ربك و ما قلاك ... إن فقدت عزيز و إن فارقك حبيب فنحن منك قريب و أقرب من حبل الوريد ...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
إذا الهم طغى و بغى و كل من صاحب رجوته اتبع هواه فهوى و غوى و ودعك و قلى و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الأولى و الفرح اختفى و تولى فاذكر شديد القوى محيى الموتى الذي أنشأك النشأة الأولى فهو قادر على أن يعيدك سيرتك الأولى إن وجدك عبدا إذا ذكر ربه صلى و نهى النفس عن الهوى و كان على الهدى ...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
إن ابتليت بمصيبة تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان ورث الندم وإن زللت للحصول على مريدك و ذكرتنا فنحن نغفر الزلة ونضع عنك وزرك و إن أذلك مريدك فنحن نجبر تلك الذلة و ننقض ظهرك و نشرح صدرك و نرفع لك ذكرك ... إن همت نفسك بالمعصية و ابتليت بارتكاب السيئة فأكرمناك بفعل الحسنة و محونا عنك الخطيئة ...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
إن كنت في أمرك في حيرة عمياء و أذن الآخرين عن سماعك صماء و أصابتك الضراء فاعلم أن ربك يسمع و يرى و لسوف يعطيك ربك فترضى وليذيقنك نعماء بعد ضراء ... إن لم يفهمك إلا القلة فسنجعلهم لك نعم الخلة و لسوف نعطيك و نرضيك ألم نجنبك فعل الرذيلة و أكرمناك بالأخلاق الكريمة الفضيلة!؟
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
إن أحاطك الشيطان و لم تجد من يعطيك الحنان فتذكر الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء المنان خالق الأكوان الذي أغرقك بالنعم على مر الأزمان فاعتصم بالقرآن فهو الركن إن خانتك أركان و لسوف يعطيك ربك ما لم يكن في الحسبان و كل منه إحسان ...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى< o:p>
¥