تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

درسنا هذا المساء بعنوان (قل هو نبأ عظيم)، وأتعرض فيه لشرح حديث صحيح رواه الإمام أحمد والنسائي وبن أبي شيبة وغيرهم، وصححه الإمام بن حبان في صحيحه من حديث ْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي الفَاكِهٍ قَالَ: قال رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ، وَدِينَ آبَائِكَ، وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ فَعَصَاهُ، فَأَسْلَمَ، فقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ له: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ، وَسَمَاءَكَ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، فقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ له: أتجاهد؟ وإنما الجهادَ جَهْدُ النَّفْسِ، فَتُقْتَلُ، وتُنْكَحُ امَرْأَتكُ، وَيُقَسَّمُ مَالُك، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وإن قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ".< o:p>

أظهر عداوة في العالم هي عداوة الشيطان.< o:p>

هذا الحديث كما عنونت له: (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) لأن أظهر عداوة في العالم هي عداوة الشيطان، وقد وصفها الله- سبحانه وتعالي- في القرءان بأنها عداوةٌ بينة، فقال تعالي:? إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ? (القصص:5) وكان الشيطان للإنسان عدوًا مبينًا، وقال تعالي:? أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا? (الكهف:50)، وقال لأبينا أدم – عليه السلام-:? إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ? (طه:117) < o:p>

عداوة الشيطان بيِّنة.< o:p>

فعداوته بينه، ومع ذلك فترى أكثر أهل الأرض قد وضعوا أيديهم في يده ويتورط كثير من المسلمين أيضًا في هذا المسلك، مع أن عداوته بينه وليست بينةً فقط وشديدةٌ أيضًا.< o:p>

الدليل علي عداوة الشيطان.< o:p>

كما في حديث أبى هريرة- رضي الله عنه- وهو في الصحيح قال – عليه الصلاة والسلام-:" ما من مولودٍ حين يولد إلا وينخُسهُ الشيطان ساعة يولد، ولذلك يستهل صارخًا "، الولد ينزل من بطن أمه يصرخ، لماذا يصرخ الولد، انتقل من حياة إلى حياة؟، من بطن ضيق إلى العالم الواسع؟ أهو جائع؟ أهو عطشان؟ لا، لا هذا ولا هذا ولا ذاك، إنما نزل صارخًا لأن الشيطان نخسه في جنبه، مع أن هذا الوليد لا له سن تقطع ولا يد تبطش ولا فعل شيئًا، مولود في التو واللحظة-:" ما من مولود حين يولد إلا وينخسه الشيطان ساعة يولد ولذلك يستهل صارخًا، إلا مريم وابنها ثم قال إقرؤا إن شئتم? وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? (أل عمران:36) < o:p>

فعداوته الشديدة دفعته إلى أن ينخس مولودًا حتى لم يتركه يتدرج ويكبر ثم يكون بينه وبينه معاهدات أو صفقات، لا أبدًا من أول لحظة، كأنما يذَّكره بأنه عدو.< o:p>

عدم وصف الشيطان في القرآن بالعداوة.< o:p>

ثم لعلكم تلاحظون أن الشيطان لم يوصف في القرءان قط بأنه عدو لله ولم يذكر الله – عز وجل في القرءان أبدًا وقال إن الشيطان عدو لي في الوقت الذي قال الله – عز وجل– فيه إن من بني أدم أعداءٌ له فقال تعالي:? فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ? (البقرة:98).< o:p>

مالسر في أن يكون من بني آدم عدوٌ لله؟ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير