كيف تكون محسنًا؟
ـ[أبو جمعة]ــــــــ[02 - 12 - 07, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تكون محسنًا؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد،
فهذا بحث مختصر في مفهوم الإحسان في الإسلام:
أولاً _ فضل الإحسان:
قال الله عز وجل:
(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: من الآية134).
(إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128).
(فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:85).
(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (لأعراف: من الآية56).
(وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) (الحج: من الآية37).
(وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: من الآية69).
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: من الآية26).
ثانيًا _ معنى الإحسان: للإحسان معنيان:
المعنى الأول: التفضل بما لم يجب:
وحكمه الاستحباب، حيث يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه، ومن أمثلته:
أ_ نوافل العبادات:
ودليله ما أخرجه البخاري عن طلحة بن عبيد الله قال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنْ الإِسْلامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. فَقَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _: وَصِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ. قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _ الزَّكَاةَ. قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ. قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلا أَنْقُصُ! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ " [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1).
2_ التسامح في المعاملات:
ومن أدلته: قال الله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) (آل عمران).
ومن أدلته: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَلَقَّتْ الْمَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لا. قَالُوا: تَذَكَّرْ. قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَآمُرُ فِتْيَانِي ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)) أَنْ يُنْظِرُوا ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)) عَنْ الْمُوسِرِ! قَالَ: قَالَ اللهُ _ عَزَّ وَجَلَّ _ تَجَوَّزُوا ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5)) عَنْهُ! " ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)). أي لا تعاقبوه، وصدق الله القائل: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ) (الرحمن:60).
قال بعض العلماء _ القرطبي عند تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) _ قال: زكاة العدل الإحسان، وزكاة القدرة العفو، وزكاة الغنى المعروف، وزكاة الجاه كتبُ الرجل إلى إخوانه.
المعنى الثاني للإحسان: الإتقان:
وحكمه الوجوب، فيثاب فاعله، ويعاقب تاركه.
¥