تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذين قال الله عز وجل فيهم: ? وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ ? [الأحقاف:29 - 31].< o:p>

فخبر هؤلاء الجن كما فى صحيح البخاري ومسلم إنهم جماعة من جن نصيبين وكانوا ذاهبين كالعادة يسترقون السمع ليعرفون الأخبار، وأثناء ذهابهم إلى المهمة الرسمية فإذا بالشهب تطاردهم وهذا ليس كالعادة، ما الذي حدث قالوا لابد أن يكون حدث شيء.< o:p>

فرجعوا إلى قومهم فقالوا لهم لماذا رجعتم؟ قالوا حدث كذا وكذا، قالوا حدث شيء عظيم، طوفوا بمشارق الأرض ومغاربها وأتونا بالخبر ما الذي حدث؟، فلما ذهبوا مرة أخري كان النبي _صلي الله عليه وسلم_يقرأ في صلاة الفجر يصلي بأصحابه ويقرأ، فعندما, وقفوا على قراءة النبي_صلي الله عليه وسلم_ لم يتحركوا، وقالوا أنصتوا، أي استمعوا بأذن أي ألق سمعك أي استسلم، ? فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ?هم كانوا ذاهبين ليستمعون إلى خبر السماء وكانوا يعملون مع الكهان، الجن , عندما يسترق السمع يسرق الأخبار التي سوف تنزل على الأرض، كأن يقول مثلاً فلان سيموت اليوم في الساعة الثامنة صباحًا.< o:p>

الأمر نزل سينزل به الملك، ملك الموت _عليه السلام_ أو أحد من يعاونوه الساعة الثامنة تمامًا هذا يكون روحه خرجت، تخرج بأي وسيلة وهو يجلس في بيته، اصطدم في عمود، وقع عليه جدار، وقع تحت سيارة، غرق في البحر، كما يقدر ربنا سبحانه وتعالى كيف سيموت، فيتسمع الجني بأذنه الأخبار فيعرف أن فلان سيموت الساعة الثامنة.< o:p>

والجن لكي يصلوا إلى السماء يركبون بعضهم علي بعض ,إلى آخر واحد يسترق السمع، و الشهب باستمرار لهم بالمرصاد، الشهاب يحرق هذا وهذا، وهذا، ويقوم أحدهم بنقل الخبر للذي تحته ثم إلى الذي تحته ...... وهكذا إلى أخر واحد يحملهم ,فتكون الشهب حرقت معظم هؤلاء الجن وهذا الذي يفلت بالخبر.< o:p>

فيذهب إلى الدجال ويقر هذا الخبر في إذنه قر الدجاجة، [الدجاجة عندما تريد أن تبيض و تصدر صوتاً معيناً]، فهذا الجني يعمل هكذا، فالرجل الذي هو كاهن يرسل للجماعة يقول لهم ليس هناك داعي أن يسافر اليوم، اجعلوه يؤجل، كيف يؤجل والتذكرة مقطوعة والحجز مؤكد وإذا لم أذهب سيكون هناك أضرار علي فيصر علي الذهاب فيصرح الكاهن بأنه لو ذهب سيتعرض لحادث, فلا يصدقوه, متهمين إياه بالجنون , لأنه لايعلم الغيب، إلا الله وبالفعل يذهب ويعمل حادثة ويموت فيها، المرة القادمة لو قال له لا تتحرك فلن يتحرك، فهذا كلام عائشة رضي الله عنها لما تقول: (يا رسول الله إن الكهان يحدثوننا بالكلمة فتكون حقًا قال: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني ثم يخلطونها بمائة كذبة).< o:p>

فالجن الذين كانوا يذهبون بهذه المهمة بمجرد أن سمعوا القرءان رجعوا دعاة إلى الله سبحانه وتعالي: ? فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ? _ ولى_ معناها [أسرع] أي لم يمشي ببطء أسرع، لماذا لأنه نبأ عظيم كبير.< o:p>

ولو أننا صرنا بنفس حس الجن في هذا الموقف أعتقد أننا سنطبق الأرض هدى بإذن الله تعالي_ عز وجل_، والفرد الواحد في بلد يستطيع أن يكون كالشمس، والشمس اليوم تخرج فتضيء الكون كله.< o:p>

أدع إلي الله ودعك من المثبطات وتحقير النفس.< o:p>

فلا تقلل من قدر نفسك ولا تقول لن أصلح الكون ولا أقدر علي عمل شيء وغير ذلك، دعك من هذا كله، وكلمة ما ترك الأول إلى الأخر شيئًا من المثبطات التي ينبغي أن يطرحها المرء خلف ظهره لعل الله_ عز وجل_ أن يجعل هدى البلد بك، ولا تحقرن موهبتك، ولا تحقرن نفسك ولا تقل أنا كبير في السن والعلم يحتاج إلى بذل وإلى تعلم من الصغر وكل هذا الكلام اطرحه جانبًا.< o:p>

مغاليق الفهم إنما تفتح بإذن الله.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير