تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذلك الإمام البخاري- رحمة الله عليه- لما صنَّفَ كتابه الصحيح الذي هو أصح كتابٍ بعد كتاب الله – عز وجل- بإجماع أهل العلم، ليس هناك كتاب أعلى من كتاب البخاري، لا في شرطهِ ولا في تبويبهِ، ولا في فقههِ ثم يتلوه كتاب مسلمٍ- رحمه الله-.< o:p>

الإمام البخاري سمى كُتب صحيحه كعادة أهل العلم الذين صنَّفوا كتب الأحاديث، يقول كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الحج، كتاب الطلاق كتاب النكاح، يقسمون كتب الأحاديث إلى كتب مسماه.< o:p>

بم بدأ البخاري رحمه الله صحيح البخاري وبما أنهاه؟ < o:p>

البخاري- رحمه الله- بدأ كتابه الجامع الصحيح بكتاب سماه كتاب بدأ الوحي وآخر كتاب في صحيح البخاري اسمه كتاب التوحيد، البخاري سمى أول كتاب في صحيحه كتابَ بدأ الوحي ثم كتاب الإيمان، ثمَّ كتاب العلم، ثمَّ كتاب الطهارة، وعندك الغسل والحيض وغير ذلك ثمَّ تدخل على الصلاة لكن أول كتاب اسمه بدء الوحي، وآخر كتاب في صحيحه اسمه كتاب التوحيد.< o:p>

ماذا يريد البخاري بهذا؟ < o:p>

أراد البخاري أن يقول: من أراد أن يُختم له بالتوحيد فعليه بالوحي، لابد أن يبدأ كلَّ حياتهِ بالوحي قرءانًا وسنة، لأنَّ الوحي ليس قرءانًا فقط، ? إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? (الحجر:9)، أجمع أهل العلم على أن الذكر هو القرءان والسنة معًا وليس القرءان وحده.< o:p>

فالذي يريد أن يُختم له بالتوحيد في آخر حياته فليلزم في كل أموره الوحي المنزَّل من الله- عز وجل- وهو القرءان، والموحى إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- إلا وهو السنة.< o:p>

إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.< o:p>

ترجم الإمام الزاهد الكبير العلَم سفيان الثوري- رحمه الله- هذا الكلام بكلمةٍ جميلةٍ قال فيها: (إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل) ,لا تفعل هذا إلا إذا كان مأذونًا لك، لأن الله – عز وجل- لما خلقنا وصمنا بصفة العبودية، فأنت عبد إما بالاختيار أو بالقهر والاضطرار.< o:p>

أكثر الخلق يقعون تحت مظلة عبودية القهر.< o:p>

عبودية القهر التي يقع تحت مظلتها أكثر الخلق كما في قوله تعالي:? إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا? (مريم:93)، هو عبدٌ رغمًا عن أنفه، لأنه يمرض بغير اختياره، ويموت بغير اختياره أيضًا، فهو موصوم بالذل الأصلي.< o:p>

أجمل تعريف للذل قرأهُ الشيخ _حفظه الله_.< o:p>

وأجمل كلمة قرأتها في تعريف الذل وهي كلمة جامعة مانعة في التعريف ولله در قائلها.قال: (كلَّ عزيزٍ دخل تحت القدرةِ فهو ذليل) < o:p>

الفرد الذي لا يدخل تحت القدرة هو الله- عز وجل- وحده.< o:p>

أما كلُّ عزيزٍ في الأرض سواء كان ملكًا مُطاعًا متوجًا أو رئيسًا في قومه فهو داخلٌ تحت القدرة، إذ أنه يموت ويمرض وقد يذهب ملكه، قد يستولي على ملكه من هو أقوى منه , ولقد قرأنا التاريخ وعلمنا كم من ملوك ذلّوا ودخلوا السجن وماتوا فيه وكانوا أعزة قبل ذلك، لا يُداس لهم على طرف ولا تسقط لهم كلمة ,فكل عزيز دخل تحت القدرة فهو ذليل.< o:p>

مايدلُّ علي تمام عز الله_ تبارك وتعالي_.< o:p>

وكما قلت لكم الفرد الذي لا يدخل تحت قدرة أحد هو الله- عز وجل-، قال تعالي:? وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ ? (المؤمنون:88)، وقال تعالى:? وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ? (الرعد:41)، وقال تعالي:? إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ? (هود:107)، وقال تعالي:? وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ? (الشمس:15).< o:p>

كل هذا يدلُّ على تمام عزه- تبارك وتعالي- له الأسماء الحسنى والصفات العلي، نحن خُلِقنا كما قلت ووصِمنا بصفة العبودية.< o:p>

المراد بالعبودية.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير