تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

< o:p>

سنفترض أن هذا الرجل مسلم وعنده أولاد يملئون هذه القاعة، أولاده وأحفاده وأولاد الأحفاد، عنده ألفان، ثلاثة مثلاً من الأولاد، وقيل له ما رأيك أن نعقد معك صفقة، تضحي بالستين مليار هذه والثلاثة ألاف ولد في مقابل أن ترى صفحة وجه النبي- عليه الصلاة والسلام- مرة واحدة، تنظر إليه فقط، نظرة، تكلفة هذه النظرة الستين مليار دولار وأن تفقد أولادك كلهم، من الذي ممكن أن يعمل هذه المسألة؟ < o:p>

أنظرة واحدة إلى صفحة وجهه – صلي الله عليه وسلم- تساوى هذا، فكيف لو كنت تصلى وراءه، أو أخذته بالحضن مرة، أو وضع يده علي كتفك، أو جاورته في مسكن، أو أن كل يوم الصبح تطالع صفحة وجهه مثلاً، هذه كم تساوي؟، بلغة الأرقام كم تساوي، إذا كانت هذه المسألة صعبة فعلاً أن تكون نظرة واحدة إلى صفحة وجهه- عليه الصلاة والسلام- تساوي ستين مليار دولار وبأولادي بالكامل، هذه صعبة علينا.< o:p>

هناك أخف من ذلك وهو ألا تخالفه في أمره فقط، لا نريد أكثر من هذا قال لك: افعل، تمتثل، قال لك: قف، تقف، أليس هذا في إمكاننا، من الذي ممكن أن ينفذ هذه المسالة، من الذي إذا قيل له أن النبي– صلي الله عليه وسلم- ينهاك أن يفعل كذا، يقول: أمر رسول الله– صلي الله عليه وسلم- على الرأس والعين.< o:p>

مايدل علي صدق محبة النبي _صلي الله عليه وسلم_ وإتباعه.< o:p>

في مسند الإمام أحمد بسند مقارب أنه بلغ أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن مصعب بن الزبير يريد أن يعاقب عريفاً من الأنصار، والعريف من الأنصار موظف قصر في عمله فمصعب بن الزبير هو الوالي أو أميره، أو الرئيس أراد أن يجلده، العريف هذا الموظف من الأنصار، ومصعب بن الزبير مديره في العمل أو رئيسه، لما بلغ أنس بن مالك أن الزبير يريد أن يضرب هذا العريف الأنصاري، جمع ملابسه عليه وانطلق، ودخل على مصعب بن الزبير، وقال له: ألا تحفظ فينا وصية رسول الله- صلي الله عليه وسلم-، فقال مصعب وما وصيته؟ قال:" أحسنوا إلى محسن الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم" حينئذٍ ألقى مصعب السوط من يده، وألصق خده بالأرض، وقال أمر رسول الله على الرأس والعين، وليس مجرد أنه قال: عفوت عنه، لا، ألصق خده بالأرض وقال أمر رسول الله على الرأس والعين.< o:p>

عبدالله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- في مرة من المرات وكان مريضاً، أولاده يجلسون حوله، حمزة – بلال – عبد الله – عبيد الله، فحدَّث عن النبي- صلي الله عليه وسلم- حديثًا وهو" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " < o:p>

_ وفي لفظ_:" إذا استأذنت أمة أحدكم أن تذهب إلى المسجد فلا يمنعها "، فقال واحد من أبناء عبد الله قال: "والله لنمنعهن يتخذنه دغلا."< o:p>

والدغل: مفرد أدغال، والأدغال هي الغابات.< o:p>

ماذا يريد أن يقول؟ < o:p>

يتخذنه دغلا: أي يتخذن الخروج إلى المسجد حيلة، كالذي يختبئ وراء شجرة في غابة، تريد أن تذهب لصاحبتها من ورائك، فتقول لك أنا سأذهب لصلاة الظهر وتصلي الظهر وتذهب إلى صاحبتها ابن عبد الله بن عمر يقول: لا، أنا لابد أن انتبه، إذا كانت تريد أن تتخذ الذهاب إلى المسجد حيلة، لا أنا أنتبه وأنا لا أخدع، لكن ماذا قال؟ قال: والله لنمنعهن والنبي- عليه الصلاة والسلام ماذا قال؟ قال: لا تمنعوهن، فكيف يقول النبي: لا تمنعوهن، وواحد يقول: لنمنعهن كيف ذلك مهما كان قصده؟.< o:p>

عبدالله بن عمر: عندما سمع ابنه يقول هذا الكلام لم ينظر إلى قصده ولا نيته، إنما حصبه بحجارة وطرده خارج المجلس وسبه سبًا سيئًا ما سبه أحد قبل ذلك، وقال: أقول لك قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم- لا تمنعوا إماء الله، وأنت تقول لنمنعهن، يقول الراوي: "وما أذن له أن يدخل عليه حتى مات "، تصور لم يأذن لهذا الولد أن يخل عليه مرة أخرى حتى مات عبد الله بن عمر، لماذا؟ لأنه عارض النبي- عليه الصلاة والسلام- قال: لا، خالف قوله- صلى الله عليه وسلم ,وهذه مسألة ما كان السلف الأول يطيقها أصلاً وهذه أحد أسباب الذل والعار الذي لزمتنا في هذا العصر وفي العصور السابقة، وهي بمنتهى البساطة مخالفة قول النبي- صلى الله عليه وسلم-.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير