تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلل بعض العلماء أنه لا يأتي من لا فوق ولا من تحت، لأن هذه جهة الخسف أو نزول العذاب، فعندما يقول سآتيه من هذه الجهات الأربع فهذا عدوٌ متربص، فلابد أن تأخذ حذرك منه، ثم ذكر- صلى الله عليه وآله وسلم- نماذج من فعل هذا الشيطان، فذكر نماذج ثلاثة، وتحتها تضع ثلاثمائة، ثلاثة ألاف، ثلاثين ألفًا، ثلاثمائة ألف، طرق الشيطان كثيرة جدًا في إضلال بني أدم.< o:p>

طرق الشيطان في إضلال بني آدم.< o:p>

فهذا الشيطان قعد له في طريق الإسلام أول شيء، فقال له: أتسلم وتذر دينك ودين أبائك وآباء أبيك؟ < o:p>

لماذا ذكر الآباء في مقابل الدين؟ < o:p>

لأن المرء يرث دين أبيه ,نحن معاشر المسلمين ورثنا الدين من آبائنا ليس لنا فضل تنقيب ولا تفتيش ولا بحث ولا هذا الكلام، فنحن نحمد الله- عز وجل- أن جعلنا مسلمين، كثير من أبناء غيرنا يتبعون ملل آبائهم ويموتون على هذه الملة، ويكونون حصب جهنم، فالمرء يرث دين أبيه، والآباء لهم جذور ضاربة في نفوس الأبناء.< o:p>

شطر الكفر الموضوع على الأرض سببه إتباع الآباء، وليس هذا كلامي، هذا ورد في القرءان كثيرًا ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ? (البقرة:170)، وقال تعالى:? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ? (المائدة:104).< o:p>

ولما جاء هود- عليه السلام- إلى عاد:? قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ? (الأعراف:70)، وإبراهيم- عليه السلام- ? وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ? (الشعراء:69 - 74)، وكذلك موسى– عليه السلام- لما جاء إلي دعوة فرعون:? قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ? (يونس:78).< o:p>

ولما جاء النبي- صلي الله عليه وسلم- إلى قريش:? قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ? (الزخرف:22)، وكل نبي أرسله الله- عز وجل – عارضه الناس بسنة الآباء، ? وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ? (الزخرف:23)، كما سمعتم من كلام الله- عز وجل- كلما يأتي نبي يقول تريد أن تلفتني عما كان عليه أبي.< o:p>

إذًا ما هو محل الوالد عند الولد؟ < o:p>

بكل أسف كثير من الآباء قدموا استقالات جماعية في هذا الصدد تركوا أولادهم يفعلون ما يشاءون، رفعوا أيديهم، مع أنه كما قلت لكم للوالد جذور ضاربة في نفس الولد، حتى أعطيكم مثالًا لوضع الوالد، قال الله- عز وجل-:? فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ? (البقرة:200).< o:p>

الشاهد من الآية: فالآية تحض على كثرة ذكر الله، فالله- عز وجل- يقول: أذكروني وأكثروا من ذكري كما تكثرون من ذكر آبائكم فلو كان هناك مذكور أكثر من الوالد لذكره الله- عز وجل-، لأنه في معرِض الحضّ على كثرة ذكره سبحانه وتعالي.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير