تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل تركه الشيطان؟ أبدًا، بعد الإسلام الشيء الطبيعي أن يفارق المرء ديار الكفر ليلتحق بديار الإسلام، حتى يستمتع بالإسلام، وأنت لا تستطيع أن تستمتع بالإسلام إلا إذا كنت في وسط مسلمين، هذا ينفذ أحكام الله، وهذا ينفذ أحكام الله، وأحكام ربنا عالية تشمل الجميع فتشعر بالدفء، وتستمتع بحلاوة الإسلام، فلذلك بعدما قاوم الشيطان وأسلم ينبغي عليه أن يهاجر.< o:p>

الطريق الثاني من طرق الشيطان في إضلال الآدمي.< o:p>

فالشيطان سبقه إلى طريق الهجرة ووقف على الرصد ووقف على قارعة الطريق يريد أن يصده عن الهجرة، وكما قلت لكم الهجرة الأولى التي هاجر فيها المسلمون من مكة إلى المدينة، كان القصد منها عمل كيان حتى يشعر المسلم أن له حيثية وأن له وطنًا، فهذا يعطيه شيئًا من القوة.< o:p>

وعادةً الذي يهاجر يترك خلفه ملاعب صباه ويترك أهله وخلانه وأصدقائه، ولا تجمل الحياة إلا بهذا كما سأذكر لكم، فقعد له في طريق الهجرة ,"فَقَالَ له: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ، وَسَمَاءَكَ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ " < o:p>

يريد أن يقول له تدع أرضك وسماءك، أنت عندما تنتقل من سكن إلى سكن تظل مدةً غريباً عن المكان، لماذا؟ لأن السكن لا يكون سكنًا إلا إذا صار بينك وبين الجدران مودة.< o:p>

تدخل الغرفة تعودت أن ترى هذا الجدار باللون الفلاني، وهذا الجدار باللون الفلاني، وتعودت أنك تري السرير في المكان الفلاني والسجادة في الموضع الفلاني، تعودت على هذا، وكثير من الناس إذا غير مكان نومه لا يستطيع أن ينام، ربما يظل يوم أو يومين إذا كان في سفر مثلًا، يظل يوم أو يومين عنده أرق حتى يأخذ على المكان ويكون بينه وبين المكان ألفه، فالشيطان أيضًا يهيجه ويريد أن يصده عن الهجرة.< o:p>

يقول: أتهاجر وتدع أرضك التي ولدت عليها ودرجت وملاعب صباك وسماءك، والذي يعرف هذه المسألة، الذين يعملون بالسلك الدبلوماسي، لماذا، لأنه كثيرو التنقل، ينقل من مكان إلى مكان ومن مكان إلى مكان، وهناك ناس لفت العالم كله إذا كان سفيرًا، أو إذا كان يعمل في سفارة أو هذا الكلام، يأتيه مرسوم أن ينتقل من هذه السفارة في الدولة الفلانية إلى سفارة في دولة أخرى وهذا الكلام.< o:p>

وممكن يسكن في أفخم القصور، وأفخم الأماكن وغير ذلك، لكن كل هذا لا يساوي في العاطفة بيته الأول الذي ولد فيه، ولا بلدته التي ولد فيها ونشأ فيها، تجد عنده عاطفة ناحية هذا المكان، بخلاف أي مكان في العالم مهما كان هذا المكان جيدًا ومريحًا.< o:p>

يسرد الشيخ _حفظه الله_ مثلاً للتقريب.< o:p>

وفي هذا قصة لطيفة حدثت لرجل من القدامى، هذا الرجل كان متزوجًا بامرأة ثم تزوج امرأة أخرى وأسكن المرأة الثانية بجوار المرأة الأولى، هذا البيت وبجانبه البيت الآخر، وكان لكل امرأة جارية تخدمها، ففي يوم من الأيام جارية المرأة الأولي تجلس علي الباب وخرجت جارية المرأة الثانية، فلما رأتها جارية المرأة الأولى قالت< o:p>

وما تستوي الرجلان رجل صحيحة< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير