فلما جاء – عليه الصلاة والسلام- أخبره بذلك، فقال له:" ربح البيع يا أبا يحيا " ربح البيع، إنك تركت هذا لله وما عند الله لا يضيع أبدًا، لأن الله- عز وجل- قال لنا:? إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ? (التوبة:111)، هذا عقد بيع معروض علينا جميعًا، معروض على كل المسلمين:? إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ?، والجزاء ? بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ?.< o:p>
أي عقد بيع يكون فيه توقيع البائع وتوقيع المشتري والشهود يتم عقد البيع بهذا، أما الذي اشترى فهو مضمون مائة بالمائة، الذي اشترى في عقد البيع هذا هو الله- عز وجل- وعندما أقول مضمون مائة بالمائة فهذا من باب تقريب المعنى فقط، وطبعًا هذا لا يجوز، الواحد ممكن لا يصف ربنا سبحانه وتعالي إلا بما وصف به نفسه لكن أنا أقرب المعنى، المشتري هو الله، ومعروف في القرءان آيات إن الله لا يخلف الميعاد ,والسلعة مضمونة، من الذي بقي في هذا العقد حتى يتم توقيع البائع، توقيعي وتوقيعك هو الذي بقي، فهل أنت على استعداد فعلًا والمشتري مضمون والسلعة مضمونة، وبقي توقيعك أنت كبائع فهل ممكن توقع.< o:p>
كثير من الناس لا يوقعون.< o:p>
في الأموال مثلًا أردنا أن نبني مسجدًا من المساجد، فنطوف على أصحاب الأموال، والله نريد أن نبني مسجد في المكان الفلاني، فقيل لنا أن فلان الفلاني هذا عنده أرض كثيرة وعنده تجارات وغير ذلك أي مليونير، أنتم اذهبوا إليه وهو سيعطيكم مبلغ محترم.< o:p>
فذهبت إليه و فتح الله عليَّ في الكلام عن المسجد وتكلمت كلام عاطفي لدرجة أنني كنت سأبكي من الكلام، فمن كثرة تأثري بالكلام كدت أن أبكي، فبعدما انتهيت من الكلام قلت أن الرجل سيعطينا شيك بمائة ألف أو مثل ذلك، هذه حقيقة لكنها نكتة، فقال أنا متعاطف وسأدفع مائة جنيه، أنا قلت في رأسي مائة جنيه كاملة هذا المبلغ الخطير الذي سنبني به ويبقى منه أيضًا، مائة جنيه، فماذا ستفعل، هذا هو الذي خرج من ذمته وأنا أتكلم وأحضرت الآية وأخذت أتكلم فيها? إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ? غير ذلك، وأتكلم، وأنفعل وأنا من كثرة كلامي كدت أن أبكي من كثرة ما أنا تأثرت بكلامي.< o:p>
هناك ناس أقل من هذا بكثير، وعنده أموال لا آخر لها، أنت ستتركها للورثة الذين لن يترحم واحد منهم عليك، فلما لا تضع في رصيدك شيء،.< o:p>
ما تتصدق به في رصيدك أنت، لن يأخذه أحد آخر.< o:p>
قال- صلى الله عليه وسلم – للصحابة يومًا:" أيكم مال وارثه خير من ماله قالوا يا رسول الله ما منا من أحدٍ إلا وماله أحب إليه من مال وارثه قال:" فإن مالك ما قدمت، ومال غيرك ما تركت "، الذي ستتركه سيذهب إلى الورثة.< o:p>
مايدل علي زهد عمر بن عبد العزيز وورعه.< o:p>
أنظر عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه- كان عنده أربعة عشر ولد وهو يحتضر في سياق الموت، قال هاتوا الأولاد، فدخلوا عليه أولاد صغار ولم يكن عند عمر مال، أمير المؤمنين ومعروف زهد عمر وفضل عمر، ويكفي أنه أخذ شبكة امرأته فاطمة بنت عبد الملك ووضعها في بيت المال، وليس ذلك فقط ذات مرة دخل على غرفة فيها عطور لما دخل أغلق أنفه وهو يتفقد الغرفة، قالوا يا أمير المؤمنين هذا ريح، أي الهواء ممتلئ به وهو أخذ من الريح فلما تسد أنفك؟، لم تأخذ عطر وتضع علي يدك ولا غير ذلك، فقال:" وهل ينتفع منه إلا بريحه."< o:p>
يضرب بعمر المثل بجده الأعلى عمر بن الخطاب، ولما دخل أولاده وهذه اللحظات أنت تعرف أنها لحظات فارقة، لما يكون أب وترك أولاده صغار، الذي عمره ست سنين أو سبع سنين أو عشر سنين فتجده يقول لنفسه يا تري هؤلاء الأولاد ما مصيرهم بعدما أموت هل سيكونون كالأيتام على موائد اللئام، لاسيما لو كان بينك وبين أخيك، أو بينك وبين الأسرة مشاكل وتعرف أن عم الأولاد سيضيعهم، فيكون قلبك يعتصر حزنًا على الأولاد الصغار قبل أن تموت، فلما دخلوا عليه الأربعة عشر ولد ورآهم فقال أخرجوهم وبكى.< o:p>
سبب بكاء عمر بن عبد العزيز.< o:p>
¥