كان النبي- صلي الله عليه وسلم- يقف على المنبر فرفع أصبعه السبابة وهو على المنبر، لأن الإمام على المنبر لا يجوز له أن يرفع يديه أبدًا، الذي يرفع يديه المأموم إنما الإمام لا.< o:p>
الدليل: كما في صحيح مسلم من حديث عمارة بن روبية- رضي الله عنه- أنه رأى بعض خلفاء بني أمية يرفع يديه على المنبر، فقال:" قَبَّح الْلَّه هَاتَيْن الْيَدَيْن، مَا كَان الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَرْفَع يَدَيْه إِنَّمَا كَان يُشِيْر بِالسَّبَّابَة إِشَارَة إِلَى الْتَّوْحِيْد "< o:p>
لما قال له: الأعرابي:" هَلَك الزَّرْع وَالْضَّرْع وَنَفَقَت الْمَاشِيَة، فَادْعُو الْلَّه أَن يَسْقِيَنَا فَرَفَع أُصْبُعَه السَّبَّابَة- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام وَقَال الْلَّهُم اسْقِنَا، الْلَّهُم اسْقِنَا، الْلَّهم اسْقِنَا."< o:p>
قال أنس:" فَمَا نَزَل مِن عَلَى الْمُنْبَر إِلَا وَالْمَطَر يَتَحَدَّر مِن عَلَى لِحْيَتِه- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- وَخَرَجْنَا إِلَى بُيُوَتِنَا نَخُوْض فِي الْمَاء، وَظَلَّت تُمْطِر جُمُعَة كَامِلَة "< o:p>
في الجمعة التي تليها جاء الأعرابي نفسه ووقف على باب المسجد وقال:" يَا رَسُوْل الْلَّه هَلَك الزَّرْع وَالْضَّرْع وَنَفَقَت الْمَاشِيَة فَادْعُو الْلَّه أَن يَحْبِس عَنَّا الْمَاء،_ أَي مَاتُوْا فِي الْأَوَّل مِن قِلَّة الْمَاء، وَالْآن يَمُوْتُوْن مِن كَثْرَة الْمَاء _، فَهُنَا تَبَسَّم الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- ثُم قَال: أَشْهَد أَنِّي عَبْد الْلَّه وَرَسُوْلُه ".< o:p>
لماذا ذكر العبودية ها هنا؟ < o:p>
حتى لا ينسب أحدًا إليه إنزال المطر، لا يجوز، الداعية إلى الله – عز وجل- لابد أن يكون دقيقًا في اختيار كلامه، لما قال نديم الملك للغلام اشفني، لم يقل له سأشفيك، إنما قال إني لا أشفي أحدًا، فخلع حوله وقوته من المسألة كلها، ولكن يشفي الله تعالي، فإن آمنت به دعوته، أنظر بين ما له هو ليس له إلا أن يدعو، فإن دعوته شفاك فآمن جليس الملك بالله- عز وجل- فرد الله- عز وجل- البصر إلى جليس الملك.< o:p>
و كان جليس الملك في السابق يدخل يتحسس، لأنه أعمى، أو يعتمد علي أحد أو غير ذلك، الآن دخل مبصراً ويدخل على الملك وحده، فالملك قال له ما الموضوع "، هَل بَلَغ مِن سِحْر الْغُلَام أَن يَرُد عَلَيْك بَصَرَك؟ " فقال له جليس الملك لأنه لم يكن دبلوماسيًا قال:" لَا الَّذِي رَد عَلَي بَصَرِي هُو الْلَّه "، فالملك قال له: " أَوِّلَك رَب غَيْرِي قَال الْلَّه رَبِّي وَرَبُّك رَب الْعَالَمِيْن " قالها مباشرة، فما زال يعذبه أنظر الصداقة راحت، لم يعد نديم الملك ولا صديق الملك، ولا غير ذلك المسألة إذا جاءت على الكرسي يكون فيها نسف مباشرة، ولو حتى أخوه شقيقه.< o:p>
من أجل الملك يقتل الأخ أخيه ومثال ذلك.< o:p>
وأنتم تذكرون الأمين والمأمون، ما الذي حدث بين الأمين والمأمون؟ المأمون قتل الأمين، أخاه للملك، وهؤلاء أخوة أشقاء ظل كل منهما في بطن واحدة تسعة أشهر، ورضع من ثدي واحد حولين كاملين وأكلا من طبق واحد يمكن خمسة عشر سنة، حتى تزوج كل واحد منهما وانفرد ببيت، ومع ذلك مع كل هذا التاريخ، في بطن واحدة وثدي واحد وطبق واحد، ومع ذلك يقتل أحدهما الآخر من أجل الملك، هو لا جليس ولا نديم " وَلَا زَال يُعَذِبُه حَتَّى دَل عَلَى الْغُلَام ".< o:p>
لماذا لم يعذب الملك الغلام كما عذب نديمه؟ < o:p>
الغلام الملك يحتاج إليه، لأن الساحر كبر في السن وسيموت والغلام شباب ويؤمل دائمًا أن الشباب يعيش، وهو يحتاج إلى الغلام لأنه أثبت ذكاء وأثبت قوة لما قتل الأسد وغير ذلك، فعندما أتى الغلام لم يعذبه مثلما عذب نديم الملك، لأن نديم الملك لا يساوي شيئًا, لكن هذا الغلام الملك يحتاج إليه فلم يعذب الغلام، إنما بدأ يمشي معه بطريقة دبلوماسية، فقال له:" أَي بُنَي بَلَغ مِن سِحْرِك مَا أَرَى، تُبَرِّئ الْأَكْمَه وَالْأَبْرَص، وَتُدَاوِى الْنَّاس مَن سَائِر الْأَدْوَاء _ فَدَخَل الْغُلام إِلَيْه مُبَاشَرَة، لَيْس دِبْلُومَاسِي_ قَال:" إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدا، الَّذِي
¥