فنحن معاشر المسلمين ومعنا أهل الكتاب الذين يعلمون أنهم سيموتون وأنهم سيبعثون مع قطع النظر من أنهم يعتقدون أنهم أهل الجنة والباقي أغلي بضاعة نملكها هي الحياة.< o:p>
هم أهل الضلال، هذه قصة محتلفة, فتعالوا أيها الأخوة لننظر نحن إلى أغلى بضاعة في الدنيا كلها يمتلكها الإنسان، ولن أتكلم عن الإيمان سأتكلم عن شيء محسوس، أغلى بضاعة نملكها أنا وأنت هي الحياة مجموع السنوات التي نعيشها على الأرض رأس المال، كل الناس يغدو كما قال- عليه الصلاة والسلام-:" كُل الْنَّاس يَغْدُو فَبَائِع نَفْسَه فَمُوْبِقُهَا أَو مُعْتِقُهَا " أول ما تقوم في الصباح أنت داخل في سوق الحياة ستبيع نفسك، إما أن تبيعها وتربح، وإما أن تبيعها وتخسر.< o:p>
دراسة جدوى لحياة الإنسان.< o:p>
فتعالوا نُقِّيم تحت عنوان دراسة الجدوى حياة إنسان، طالما أن العمر بضاعة أي سلعة، قال- صلي الله عليه وسلم- كما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند حسن، قال:" أَعْمَار أُمَّتِي مَا بَيْن الْسِّتِّين إِلَى الْسَّبْعِيْن وَأَقَلُّهُم مَن يَتَجَاوَز ذَلِك ". الوفيات في الغالب ما بين ستين إلى سبعين، أكثر نسبة وفيات، الذي يزيد بعد السبعين حتى الثمانين والتسعين أقل من الذين يموتون مابين الستين والسبعين فلنأخذ إنسانًا سيعيش ستين سنة، عنكم سنة يحاسب، إذا وقف بين يدي الله قال- صلي الله عليه وسلم-:" رُفِع الْقَلَم عَن ثَلَاث عَن الْصَّغِيْر حَتَّى يَحْتَلِم "، من أول ما يولد حتى اثني عشر سنة لا يحاسب الذي هو البلوغ لو نفترض أن البلوغ اثني عشر سنة وممكن يمتد إلى خمسة عشر سنة ,ممكن يكون قبل ذلك بسنة، لكن سنأخذ متوسط اثني عشر سنة ينام ثماني ساعات في اليوم في ستين فيكون الناتج عشرون سنة أيضًا ونأخذ من الإثنى عشر سنتين لأنه وهو قبل أن يبلغ ينام أيضًا، فقد تصل في النهاية أنه سيحاسب عن ثلاثين سنة فقط في حياته، أنا أريد أي واحد يعمل بلغة الأرقام، واحد زائد واحد يساوي اثنين، أيفضل أحدنا أن يعيش ملكًا مطاعًا متوجًا يمتلك الأرض كلها.< o:p>
كما قلت إنسان يعيش ثلاثين سنة فقط يمتلك الأرض كلها بما عليها والأرض كلها بما عليها لا يستطيع أحد أن يقدر الأرض بثمن، نحن الآن في بَرلين، هل أحد يقدر أن يقول لي بالحساب برلين هذه كم تساوي؟ هذه القاعة التي نحاضر فيها لو هي أرض تباع، كم يكون ثمن المتر فيها؟ بمبلغ معين مثلًا، لو عليها برج كبير،أنظر البرج وكم تكلف الشقة، والتشطيب وغير ذلك، هذا في حدود برلين ممكن تدخل في تريليونات لا تستطيع أن تعدها.< o:p>
لم تأخذ ألمانيا كلها،وتأخذ أوروبا ثم تأخذ العالم كله وتحسبه بالأرقام لا تستطيع أن تصل إلى رقم، لو سلمنا أن إنسانًا يمتلك الأرض كلها خاصته، وعقدت عليه الخناصر لا يُعصى أبدًا وكل الناس خدم بالنسبة له، ما مرض قط،وما أذله أحد، ومتمتع بكل أنواع المتع وعاش ستين سنة ثم مات وهو لا يؤمن بالله، فما مآل هذه القصة كلها؟. < o:p>
قال - صلي الله عليه وسلم-:" يُؤْتَى بِأَنْعَم أَهْل الْأَرْض فَيُغْمَس فِي الْنَّار غَمْسَة وَاحِدَة , ثُم يُقَال لَه هَل مَر بِك نَعِيْم قَط، يَقُوْل لَا وَعِزَّتِك مَا مَر بِي نَعِيْم قَط،وَيُؤْتِي بِأَبْأَس أَهْل الْدُّنْيَا _ الَّذِي مَا ذَاق حُلْوا فِيْهَا قَط،" فَيُغْمَس فِي الْجَنَّة غَمْسَة وَاحِدَة، ثُم يُقَال لَه: هَل مَر بِك بُؤْس قَط؟ يَقُوْل لَا وَعِزَّتِك مَا مَر بِي بُؤْس قَط ".< o:p>
الحياة لحظة.< o:p>
سل الذين يرقدون على الأسرَّة في المستشفيات وهم عجزة الذي كان ملاكماً، والذي كان مصارعاً، والذي كان يلعب كمال أجسام، ثم مرض وصار طريح الفراش ,قل له: هل تذكر شيئًا من صحتك الماضية؟ أبدًا إطلاقًا، هو يعيش اللحظة فقط، إذا بريء وقام من على سريره وذهب ليلعب ملاكمة مرة ثانية، هل تتذكر أيام المستشفى لما كنت راقدًا، إطلاقًا، لا يذكر شيئًا من هذا، فلما أنا آتي على جدوى حياة إنسان يعيش ستين سنة، يحاسب على ثلاثين سنة فقط من حياته < o:p>
ما الذي يستقبله الإنسان في مقابل الثلاثين سنة التي يعيشها؟ < o:p>
¥