وأنظر إلى حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه- في صحيح مسلم قال:" سَأَل مُوْسَى رَبَّه،قَال رَبِّي مَا أَدْنَي أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلَة، فَقَال: رَجُل قِيَل لَه أَدْخِل الْجَنَّة، فَذَهَب فَنَظَر فِيْهَا ثُم رَجَع (وَفِي بَعْض الرِّوَايَات الْأُخْرَى مِن غَيْر حَدِيْث الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة،) قَال: "رَبِّي وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَقَال لَه: أَتَرْضَى أَن يَكُوْن لَه مِثْل مُلْك مَلِك مِن أَهْل الْدُّنْيَا، قَال: رَبِّي رَضِيْت، قَال: لَك ذَلِك وَمِثْلُه، وَمِثْلَه، وَمِثْلَه، وَمِثْلَه، فَلَمَّا كَان فِي الْخَامِسَة، يَقُوْل وَمِثْلُه فِي الْخَامِسَة قَال: رَضِيْت" كفاية خالص هكذا.< o:p>
في حديث لأبي سعيد ألخدري، قال:"وجعل ربه يذكره "، وأنت تعرف أن الإنسان لا يتمنى شيء إلا إذا وقعت تحت الحواس الخمس وربنا- عز وجل- يذكره، يقول له وتريد كذا، هي لم تأتي على باله لأنه لم يراها، يقول له: نعم، وكذا يقول له نعم، يقول: له وكذا يقول نعم، وربنا –سبحانه وتعالى – هو الذي يذكره، وتحتاج إنك أنت يكون عندك كذا أيضًا؟ يقول نعم، وكذا أيضًا يقول " حَتَّى إِذَا انْقَطَعَت بِه الْأَمَانِي"، لَم يَعُد عِنْدَه أُمَنيّة إِطْلَاقا، قَال:" وَعَشَرَة أمثاله معه.فَمُوْسَى- عَلَيْه الْسَّلَام- قَال: رَبِّي إِذا فَمَا أَعْلَاهُم؟، قَال الْلَّه- عَز وَجَل- أُوْلَائِك الَّذِيْن أَرَدْت غَرَسْت كَرَامَتَهُم بِيَدِي وَخَتَمْت عَلَيْهَا فَلَا عَيْن رَأَت وَلَا أُذُن سَمِعَت وَلَا خَطَر عَلَى قَلْب بَشَر"، ثم تلا قال: ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل:? فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? (السجدة:17) < o:p>
لابد أن تختار الآن.< o:p>
فنحن هنا في لحظة فارقة، ذكرت لك الدنيا بالمختصر الذي أرجو أن يكون مفيدًا، وذكرت لك شيئًا من أحوال الجنة وأهلها وأنت في لحظة لابد أن تختار الآن قبل أن تخرج من باب هذه القاعة، لابد أن تختار الآن في هذه اللحظة الفارقة بين الدنيا وبين الآخرة.< o:p>
إن كنت تريد الآخرة فالآخرة لها عدتها لأبد أن تأخذ بأسبابها أخذًا صحيحًا كما أمر الله- عز وجل-، وكما أمر النبي- صلي الله عليه وسلم-، ونهي الله- عز وجل-، ونهى النبي- صلي الله عليه وسلم- أما من كان يريد الدنيا فهذا له شأن آخر، وما أظن عاقلًا بعد هذا الذي سمعه يقول أنا أختار الدنيا.< o:p>
المقصود من تحريم الله _عز وجل_ بعض الأشياء.< o:p>
إن الله- عز وجل- أيها الأخوة وأختم كلمتي لما حرم علينا أشياء كان المقصود من التحريم أن تكون حياتك بهيجة، وهذا لا يعرفه إلا قليل من أهل العلم، هل التحريم يعطي لحياتك بهجة وسرور، هذا اسمه تحريم، يحرمك.< o:p>
من خساسة الدنيا كل نعمها مبنية على الحرمان.< o:p>
لما تشتري سيارة فارهة بمبلغ مثلًا نصف مليون تكون فرحاً بها جدًا للأنك كنت محروماً منها قبل ذلك ,هذا هو سر سعادتك بها أنك كنت محرومًا، كنت تسكن في شقة، الآن عندك فيلا بحديقة، عندك قصر، فأنت فرح به،لأنك كنت محرومًا، فكل متعها مبنية على الحرمان فإذا وصلت إلى غاية متعتك في الدنيا تفقد بهجة الدنيا.< o:p>
حفلة انتحار جماعي في أمريكا.< o:p>
من عدة سنوات أنا قرأت أنه في أمريكا مجموعة شباب عملوا حفلة انتحار جماعي، لأنهم فعلوا كل شيء يخطر على بالك، ثم جلسوا يفكرون ما الذي تبقي في الدنيا لم نفعله، لم يجدوا شيئًا، قالوا: ما قيمة الحياة وقد انتهت المتعة؟، أنت حياتك تستمتع بها طول ما أنت تكون لك رغبة أنك تصل، يكون عندك هدف وتبذل من أجله الجهد وأول ما تصل تفرح، وبعدما تفرح تريد أن تصل لما فوقها، وأن تبذل الجهد وفرحان وتقول ما تبقى إلا شبر وأصل، وتكون فرحان ومبسوط، فيه أمل مستمر في حياتك كلها.< o:p>
فلما وجدوا أنهم فعلوا كل شيء في الحياة، لم يجدوا للحياة متعة فقالوا: نعمل حفل انتحار جماعي، وجاءوا بعصير البرتقال المسموم ووضعوا عليه السم، وذهبوا إلى غابة من الغابات وظلوا يرقصون ثم شربوا البرتقال المسموم وماتوا جميعًا، وكانوا أكثر من ثلاثين شابًا.< o:p>
إذًا من حكم التحريم: أن تظل حياتك بهيجة، تتمني أن تفعل هذا الشيء لكن الشرع يقول لا،وعندك شيطان افعل والله غفور رحيم أدخل اعملها ثم تب، فتقول: لا، لا أفعل، افعل؟، لا أفعل، افعل لا أفعل، أنظر القصة جاءت من هنا، ثم إذا ربنا- سبحانه وتعالى- نصرك على شيطانك تشعر بمتعة أنك انتصرت وأرضيت ربك، تحس أن الحياة لها بهجة ولها قيمة.< o:p>
فمن جملة فوائد التحريم: أن تظل حياتك بهيجة، فلما حرم الله- عز وجل- علينا كذا وكذا، القصد، أن نستمتع بالطيبات التي أحلها لنا لأن الدنيا كما قلت لكم من خساستها أن كل متعها مبنية على الحرمان، فأنا أرجو في هذه اللحظة الفارقة وبعد أن أظهرنا هذا وهذا وكما يقول الشاعر: وبضدها تتميز الأشياء، أن يكون الصورة قد وضحت تمامًا، وأن المرء إذا كان رُكِبَ فيه آلة العقل،والعقل في القلب كما هو معروف، فإنه لا يمكن أن يختار الدنيا على الآخرة.< o:p>
قال الفضيل بن عياض: (لو كانت الدنيا ذهبًا يفنى، والآخرة خزفًا يبقى، لكان على العاقل أن يختار الخزف الباقي على الذهب الفاني).< o:p>
أسأل الله _ تبارك وتعالي_أن يبصرنا وإياكم،وأن يهدينا وإياكم وأن يتقبل منا وإياكم، وأن نخرج من هذه الدنيا علي خير، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين. < o:p>
أسألكم الدعاء بالإخلاص في القول والعمل (أختكم أم محمد الظن) < o:p>
¥