تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و من هذه الآيات هي ما يصيب الناس من و يتفشى فيهم من طواعين و أمراض لم تكن في الذي سلفوا من قبلهم .. و يا ليت شعري ألسنا نرى هذه العلامة بارزة هذه الأيام ,, فلينتهض هؤلاء البشر المتمردون و الذين اقتحموا أجواء الفضاء و غاصوا في أمواج البحار , و ليصدوا هذه الأمراض و يقضوا عليها إن كانوا صادقين.< o:p>

إخواني: المسلم الحق ليس كغيره من الناس و الذين تمر عليهم الأحداث كما تمر على البهائم و الذين لا يستخلصوا العبر من هذه الأحداث فيتعظوا و يتوبوا .. المسلم يرى في كل حدث يمر به إنذارا من الله له و يحذر أن يكون من أهل آية التوبة السابقة.< o:p>

نعم المؤمن أواب رجاع لله , لا يزكي نفسه فيظن أنه ليس ممن يستحق الإنذار من الله و التخويف , لا يزكي نفسه و يجعل آية الأنفال نصب عينيه (و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب) < o:p>

و يجعل حديث عائشة نصب عينيه (أنهلك و فينا الصالحون: قال الرسول صلى الله عليه و سلم: نعم إذا كثر الخبث).< o:p>

و من هذا الباب فهذه نتف من العبر و التي يجب ألا يغفل عنها المسلم الصادق في هذه الأيام بعد أن انتشر فيروس انفلونزا الخنازير و هجم علينا حتى في بلاد الحرمين , و هذا الطاعون يعيد تاريخه فينتشر في اليمن جنوب الجزيرة .. فهذه العبر فارعوا لي القلوب قبل الأسماع أو الأنظار:< o:p>

أولا: الجزم الصادق أن هذه الأمراض و الطواعين إنما هي بسبب ذنوب بني ادم. و عندي أدلة كثيرة على هذا فمن ذلك قول الله تعالى (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) و قول الله تعالى (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) و ليعلم أن هذه الاية في الصحابة في غزوة أحد ,, و هم الصحابة أطهر الأمة و أشرفها فكيف بباقي البشر .. فكل كارثة تحل بالإنسان نفسه أو بمجتمعة فهي بسبب ذنبه , و العاقل يعرق كيف المخرج * فإن تاب و أناب كان خيرا له , و إن عاند و استكبر فيا ليت شعري أين عقل يفكر , و أين قلب يرق , و أين بصيرة تبصر .. < o:p>

و لما علم أن هذه الكوارث بسبب ذنوبنا و معاصينا , أليس هذا محفزا لنا للتوبة و الرجوع و الإنابة؟؟ أليس هذا يدفعنا للتزود من الأعمال الصالحة و الابتعاد عن المحرمات؟؟ < o:p>

أليس هذا دافعا لأرباب القنوات الفضائحية بأن ينتهوا عما هم فيه و يخففوا أثقال ظهورهم و يعودوا إلى ربهم .. و أنا خصصتهم لما جلبوا للأمة من داء عظيم لا يعلمه إلا الله ,, كفانا الله شرورهم. و هؤلاء و إن كانوا رموزا للشهوات , فلا أنسى أرباب الشبهات و الذين كثروا و طموا ,, و لعلي أحصر نصحي لبني علمان , و الذين تسلخوا من كل معاني الإسلام و أصبحوا يطبلون للغرب و لعقائده المخالفة للدين و العقل و المروءة ,, إلى دعاة تحرير المرأة و تفسخها عن حجابها , فأقول لهم: يا هؤلاء.اتقوا الله تعالى فو الله أن ما أنتم فيه باطل و ضلال و يغضب الرب و يسبب الوبال على أنفسكم و على أمتكم _إن كانت لا تزال أمتكم؟ _ فارعووا قبل أنا لا مناص.< o:p>

ثانيا: عظمة الغفلة و التي يمر بها أبناء هذه الأمة., فعلى الرغم من هذه النذر و المصائب و التي يشيب لها رأس الوليد و تتقرح لها الأكباد إلا أنه لا يزال كثير من هذه الأمة في سبات عميق و مكان سحيق عما يمر بهم.< o:p>

أليس التذكر و الاعتبار من صفات المتقين الأبرار,, فكيف تمر بنا المحن و نحن في ما نحن فيه؟؟ لست أدري متى سنستيقظ و نتذكر و نعتبر؟ فإن الأمر جد و الخطب أشد و لكن أين القلوب؟؟ < o:p>

إخواني و لست بلائمكم فقط و أنسى المتصدرين لوعظ الناس و تذكيرهم فإن مما أحز في نفسي هو أنني رأيت كثيرا من الخطباء و الوعاظ يصيحون في أودية بعيدة عن واديهم , و يتكلمون في أمور بعيدة عن واقعهم.< o:p>

فمنذ أن بدأ اشتداد هذا المرض , ما سمعت * في مدينتي على الأقل* واعظا يتكلم عن هذا الموضوع و يبصر الناس و يحذرهم, بل إن الكثير من الخطباء لا يكلف نفسه بأن يعد خطبة تتكلم عن وضع مجتمعه و أمته , و لكن مواقع الخطباء في الانترنت أغنتهم كثيرا,,و الله المستعان .. < o:p>

ثالثا:< o:p>

التنبيه على بعض المعاني الإيمانية المستنبطة من هذه الأحداث فمثلا::< o:p>

1: شدة بأس الله و نقمته على من عصاه .. < o:p>

2: عدم الأمن من مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.< o:p>

3: اللجوء إلى الله تعالى في أوقات الفتن و الحوادث .. < o:p>

4: الحث على طلب العلم فهو الآلة القوية في استنباط العبر من الأحداث.< o:p>

5: كثرة قراءة القران , و كتب التفسير ففيها ما يريح قلب المؤمن و يقوي إيمانه.< o:p>

إلى غير ذلك من المعاني.< o:p>

و هذا و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد .. < o:p>

خالد عريج.29/ 6/1430هـ< o:p>

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير