الْسُّؤَال: هَل عِنْدَك مُفْتِي عرِّضَت عَلَيْه هَذَا الْعَقْد وَقُلْت لَه: أَُنْظُر فِيْه هَل فِيْه شَيْء يُخَالِف دِيْنِي أَم لَا؟ < o:p>
الْجَوْاب: لَا ثُم لَا ثُم لَا، عِنْدَك مُسْتَشَار قَانُوُنِي، وَعِنْدَك مُحَاسِب وَلَيْس عِنْدَك مُفْتِي يُفْتِيَك يَقُوْل هَذَا حَلَال وَهَذَا حَرَام، الْمُفْتِي عِنَدَمّا يَعْمَل عِنْدَك يَعْمَل مَجَّاناً.< o:p>
عِنَدَمّا يَتَّصِل بِي أَحَد يُرِيْد يَسْأَلُنِي فِي شَيْء مَا، وَيَأْخُذ مَعِي سَاعَة عَلَى الْتَّلِيْفُوْن، وَأَخَذ يَقُوْل لِي وَالْلَّه أَنَا أُرِيْد أَن أَقْرَأ عَلَيْك الْشُّرُوْط الْفُلَانِيَّة أَنَا سَأُحْضِر الْبِضَاعَة مَن الْبَلَد الْفُلَانِي، وَالْشُّرُوْط يَشْتَرِط عَلَي الْمُنْتَج كَذَا وَكَذَا وَكَذَا وَكَذَا، هَل فِيْه شَرْط مِن هَذِه الْشُّرُوْط يُخَالِف نَصاً مِن الْقُرْءَان وَالْسُّنَّة؟ ,أظلّ أَسْأَلُه وَأَخَذ وَأَرُد مَعَه وَهَذَا الْكَلَام مُمْكِن يَأْخُذ مِنِّي عَشْر دَقَائِق، نِصْف سَاعَة، سَاعَة، وَمُمْكِن يَسْأَل عَشْر مَرَّات، كُل مَرَّة يَأْخُذ رُبْع سَاعَة، أَنَا كَمُفَتِي مَا الَّذِي أَخَذَتْه مِنْه هَل قُلْت لَه نَظِيْر أَنَّنِي أَنْفَقْت مَعَك سَاعَة أَو سَاعَتَيْن، أَو ثَلَاثَة، أَعْطِنِي أُجْرَة الْفَتْوَى ,فَكَيْف تُحَضِّر مُسْتَشَار قَانُوُنِي، وَتُحَضَّر مُحَاسِب وَتُعْطِي لَه فُلُوْس وَالْمُفْتِي الَّذِي يَعْمَل مَجاناً لَا تُكَلِّف نَفْسَك وَتَرْفَع سَمَاعَة الْهَاتِف، أَو حَتَّى تَذْهَب إِلَيْه.< o:p>
هَذَا يَدُل عَلَى هَوَان الْدِّيْن، وَهَوَان تَحَرِّي الْحَرَام وَالْحَلَال عَلَى هَذَا الْتَّاجِر، وَهَذَا مَوْجُوْد عِنْد تِسْعَة وَتِسْعين بِالْمَائَة مِن تُجَّار الْمُسْلِمِيْن لَيْس لَهُم مُفْتِي يَقُوْل لَهُم هَذَا حَلَال وَهَذَا حَرَام، فَهَذِه لَا تَكُوْن عُبُوْدِيَّة.< o:p>
الْعُبُوْدِيَّة: أَن تَنْظُر مَاذَا يُرِيْد سَيِّدُك؟ الَّذِي خَلَقَك وَأَمْرُك وَنَهَاك، قَبْل أَن تَرْفَع قَدَمَك، أَنْت تُرِيْد أَن تَمْشِي، فَأَوَّل فَعَل لَّك هُو أَن ترْفَع قَدَمَك الْأولي ثُم تَضَعُهَا، ثُم تَرْفَع الْأُخْرَى وَتَضَعُهَا، قبُل أَن ترْفَع قَدَمَك سَل نَفْسَك أَنَا كَعَبْد هَل مَأْذُوْنٌ لِي أَن أَرْفَع قَدَمَي أَم لَا؟ فَأَنْظُر مَاذَا قَال لِي سَيِّدِي؟ قَال لِي سَيِّدِي: ارْفَع قَدَمَك فَأَرْفَعُهَا وَبَعْد أَن رَفَعَتْهَا أَيْن أَضَعُهَا، أَضَعُهَا هُنَا أَم هُنَا أَم هُنَا.< o:p>
أَسْأَل سَيِّدِي يَا سَيِّدِي أَيْن تُرِيْد أَن أَضَع قَدَمَي، لِأَن هُنَا مُمْكِن يَكُوْن حَلَال، وَهْنَا حَرَام، أَو مَكْرُوْه، فَيَقُوْل لَك ضَع قَدَمَك هُنَا وَلَا تَضَعْهَا هُنَا وَل هَا هُنَا، رِجْلَك الْأُخْرَى تُرِيْد أَن تَرْفَعُهَا، سَيِّدِي أَرْفَع قَدَمَي أَم لَا؟ قَال: ارْفَعَهَا، أَو قَال لَك لَا تَرْفَعُهَا تَضَعُهَا وَتَقِف حَيْث أَنْت، فَهَذِه هِي الْعُبُوْدِيَّة، وَلَيْسَت الْكَلِمَة الَّتِي انْتَشَرَت بَيْن الْمُسْلِمِيْن كُلَمَا أَمْرِه أَحَد بِشَيْء قَال لَه: أَنَا حُر.< o:p>
فَمَا مَعْنَي أَنَا حُر؟.< o:p>
أَنَا حُر: مَعْنَاهَا أَنَا مُنْفَلِت، أَنَا مُتَسَيِّب، أَنَا أَفْعَل مَا أُرِيْد، وَمَا يُمْلِيْه عَلَي الْهَوَى،فَهَذَا مَعْنَى كَلِمَة أَنَا حُر، يَا بُنَيَّتَي تَحْجَبِي، تَقُوْل: أَنَا حُرَّة، حُرِّيَّتِي الْشَّخْصِيَّة مِزَاجِي، لَا، هَذَا خَرَج مِن حَظِّيْرَة الْعُبُوْدِيَّة طَالَمَا قَال: أَنَا حُر وَأَفْعَل مَا أُرِيْد لَم يَعُد عَبْدا.< o:p>
الْعَبْد َإِن لَم يَأْتِي بِالْعُبُوْدِيَّة أَتَى بِّعُبُوْدِيَّة الْقَهْر وَالْإِذَلال.< o:p>
الْعَبْد إِمَّا أَن يَأْتِي طَوَاعِيَة إِلَى الْعُبُوْدِيَّة فَيُمْدَح بِذَلِك، فَإِن لَم يَأْتِي بِالْعُبُوْدِيَّة أَتَى بِّعُبُوْدِيَّة الْقَهْر وَالْإِذَلال، لِأَنَّه عَبْد، عَبْد شَاء أَم أَبِي.< o:p>
¥