تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَمَّا عُبُوْدِيَّة الْقَهْر وَالْإِذَلال وَهِي الْعُبُوْدِيَّة الْمُسَيْطِرَة عَلَى الْبَشَر كُلِّهِم وَالَّتِي ذُكِرَت فِي قَوْلِه تَعَالَي:? إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ? (مريم:93)، غَصَب عَنْه لِأَنَّه مَرْبُوْط وَمَقْهُور بِالْمَرَض وَمَقْهُور بِالْمَوْت، حَتَّى مُلُوْك الْدُّنْيَا، أَلَيْس مِن الْمُمْكِن أَن الْوَاحِد يَكُوْن مِلْك الْبَلَد وَفَجْأَة يُحَدِّث انْقِلَاب عَلَيْه وَيُؤْخَذ هَذَا الْمَلِك وَيُوْضَع فِي الْسِّجْن؟ أَلَيْس كَذَلِك؟ فَيَكُوْن مَقْهُوْر، مُمْكِن يُقْهَر، وَلَا يَكُوْن مِلْكا مِن سَاعَة مَا يَأْخُذ الْمَلَك حَتَّى يَمُوْت، لَا مُمْكِن أَن يَكُوْن سَجِيْن وَيُمَوِّت فِي الْسِّجْن أَيْضا.< o:p>

لِمَاذَا تُعْرَض نَفْسَك إِلَى هَذَا أَن تَكُوْن عَبْداً رُغْما عَنْك؟ وَتَأْتِي بِالْقَهْر وَالْإِذَلال، فَلَمَّا لَا تَأْتِي طوعاً؟ < o:p>

الْسَّمَاوَات وَالْأَرْض تَكُوْنَان أَفْضَل مِن الْعَبْد الَّذِي أَرْسَل الله إِلَيْه الْرُسُل وَأَنْزَل الْكُتُب، فِيْه إِنْسَان يَقْبَل مِثْل هَذَا، قَال الْلَّه- عَز وَجَل- لِلِسَّمَاوَات وَالْأَرْض:? طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ? (فصلت:11) فَأَنْت أَوْلَى أَن تَقُوْل هَذَا، إأتِي إِلَى رَبِّك طَوْعا أَو كَرْها، سَتَأْتِي طَوْعا أَو كَرْها، فالْأَفْضَل لَك وَالْأَشْرَف لَك وَالْأَكْرَم لَك أَن تَأْتِي طَوْعاً، لَا تَأْتِي كُرْهاً مِنْك ,لَا تَتَجَاوَز إِطْلَاقاً حُدُوْد الْعُبُوْدِيَّة، أَذْنَبْت فَارْجِع، وَلَا تَبْتَدِع فِي دِيَن الْلَّه مَا لَيْس مِنْه.< o:p>

فهمنا الْآَيَة:? فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا ? نَحْن نَمْشِي عَلَى الْصِّرَاط، وَاحِد يُرِيْد أَن يَخْرَج مِن بَاب مَن الْأَبْوَاب الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال:" وَهَذِه الْأَبْوَاب مَحَارِمُ الْلَّه ".< o:p>

لَابَد أَن يَكُوْن الْقُرْءَان أَمَامَك وَإِمَامِك.< o:p>

هُنَاك دَاعِيَان الْدَّاعِي الْأُوَل عَلَى رَأْس الْصِّرَاط، وَالْدَّاعِي الْثَّانِي فَوْق يُرَاقِب، َالْدَّاعِي الَّذِي هُو عَلَى رَأْس الْصِّرَاط هُو الْقُرْءَان، لَابَد أَن يَكُوْن الْقُرْءَان أَمَامَك وَإِمَامِك،كَمَا قَال أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي- رَضِي الْلَّه عَنْه- قَال: (مَن جَعَل الْقُرْءَان أَمَامَه قَادَه إِلَى الْجَنَّة، وَمَن جَعَلَه خَلْفَه زَخَّ فِي قَفَاه إِلَى الْنَّار) < o:p>

إِن كَان جِهَاز الِاسْتِقْبَال عِنْدَك جَيِّداً سَتَتَلَقِّى الْقُرْءَان وَتَنْتَفِع بِه، إِذَا كَان غَيْر جَيِّدٍ يَزِيْدُه الْقُرْءَان ضَلَالَاً.< o:p>

قَال تَعَالَي:? وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ? (الإسراء:82) وقال تعالي:? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ? (فصلت:44) يَسْمَع الْقُرْءَان يَزْدَاد كُفْرا، لِأَن جِهَاز الِاسْتِقْبَال عَندْه مُعَطَّل أَو رَدِيْء < o:p>

حَتَّى لَا تَتَعِوّج فَلَا بُد أَن تَمْشِي خَلْف إِمَامَك أَلَا وَهُو الْقُرْءَان.< o:p>

هَذَا الْقُرْءَان كِتَاب الْلَّه- عَز وَجَل- يَقُوْل لِّلِسَّائِرِين خَلَفَه عَلَى الْصِّرَاط مَا بَيْن الْسُّوْرَيْن، أَيُّهَا الْنَّاس أُدْخِلُوَا الْصِّرَاط جَمِيْعا وَلَا تَتَعَوَّجُوا، لَا تَذْهَب يَمِيْن وَلَا تَذْهَب شَمَال، تَذْهَب يَمِيْن سَتَخْرُج مِن الْبَاب عَلَى الْمُحَرَّمَات، تَذْهَب شَمَال سَتَخْرُج مِن الْبَاب عَلَى الْمُحَرَّمَات، حَتَّى لَا تَتَعِوّج وَتَذْهَب يَمِيْن أَو شِمَال فَلَا بُد أَن تَمْشِي خَلْف إِمَامَك أَلَا وَهُو الْقُرْءَان.< o:p>

الْنَفَس اللَّوَّامَة الْلَّه فِي قَلْب كُل مُؤْمِن. < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير