الحفظ ليس هو الغاية من العلم، بل هو وسيلة لتحصيل العلم، ولا يلزم أن يحصل العلم به، ولكنه في معظم الأحيان يكون هو أقصر طريق.
وأما أنه العامل الأقوى لنبوغ طالب العلم، فهذا ممكن؛ إلا أن هذا النبوغ يحتاج إلى اجتماع عدة ملكات لا يتحقق النبوغ ببعضها دون بعض، ومنها الحفظ.
وأما أنه مصدر الثبات لاستدعاء المعلومات، فليس الحفظ وحده هو أساس استدعاء المعلومات، وأقصد بالحفظ المعنى الشائع له وهو (التسميع)، ولكن ربط المحفوظ بكل ما يعرفه الطالب هو الطريقة المثلى لاستدعاء المعلومات.
وكم منا يحفظون القرآن؟ كثيرون، لكن لو سألت عن الآية التي تدل على كذا؟ أو الكلمة التي وردت كذا؟ أو الموضع الوحيد الذي صفته كذا؟ لما أجابك إلا القلائل.
وقل مثل هذا في جميع المحفوظات.
فالمقصود أن الطالب ينبغي أن يجعل حفظه وسيلة لتثبيت العلم، وذلك بربطه بكل ما يستطيع من معلومات أخرى، حتى إذا عرض له شيء منها تذكر تلقائيا الموضع الذي يحفظه مما يتعلق بذلك.
وبغير هذه الطريقة فسيعرض نفسه لأن يكون مجرد آلة تسجيل، وبهذا يفتح الباب للمشنعين على الحفظة، وما أكثرهم حاليا!
أخى الحبيب ما انا عرضته هو خلاصة خبرة و تجربة فى الدراسة الشرعية دامت سنوات عديدة
و راجع الكلام التالى لأبو البهاء
أليس قد قيل: " احفظ فكل حافظ إمام " و " العلم الذي لا يعبر معك الوادي لا يعمر بك النادي " و:
ليس بعلم ماحوى القمطر = ما العلم إلا ماحواه الصدر ُ
ودونَك جبال العلم وأئمة الدين هل ألفيتَهم إلا حُفَّاظا!، وهل كانت اليد البيضاء لأبي هريرة على الأمة إلا بحفظه، وانظر إلى نفسك لما تحفظ حديثا أو منظومة حفظا متقنا كيف تكون إفادتك من ذلك، فأنت حيثما كنت كان علمك معك تردده وتتأمله وتحدث به وتستشهد، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحفظ فقال لوفد عبدالقيس: "احفظوه وأخبروه من وراءكم "، وأوصي من هو في ابتداء طريقه في الطلب أن يعنى بالحفظ أكثر من القراءة فالحفظ زادك الذي يبقى معك، ثم إن حفظك الآن أقوى وأثبت وأما القراءة فهي فيما يستقبل من العمر أشد فائدة لاكتمال القوة العقلية.
يقول الشيخ أحمد الحازمي
"لاعلم إلا بحفظ"
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:38 م]ـ
احفظ واحفظ ثم احفظ واحفظ لا خير فيك إن لم تحفظ
المتون طبعا
ـ[محمود يحيى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:43 م]ـ
احفظ واحفظ ثم احفظ واحفظ لا خير فيك إن لم تحفظ
المتون طبعا
جزاكم الله خيرا على ردكم الطيب
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:14 م]ـ
الإخوة الأفاضل كلام أبو مالك العوضي منطقي جدا لأنه يتوافق مع الواقع فدونكم الشيخ الألباني لم ينقل عنه أنه حفظ الأحاديث وهناك أيضا من يحفظ الكتب الستة ومع ذلك يكون عاجزا عن استحضارها عندما يحتاج إليها في هذا الزمن لم يعد الحفظ هو الغاية من طلب العلم لأن مصادر المعلومات متوفرة بشكل كبير خاصة وأن الحفظ يأكل الوقت لأن الحفظ في هذا الزمن ليس كما في أسلافنا كما لا يخفى أنا لا أقلل من قيمة الحفظ ولكن لا يكون هو الغاية القصوى كما ذكر الأخ ولكن الأهم أن يكون الباحث ملما بالمصادر الأساسية التي تحتوي على الأحاديث وأن يتمكن من البحث فيها والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:28 م]ـ
الأخ أبو تميم الكفرسي
لقد فهمت كلامي على غير وجهه، فأنا لا أقلل من أهمية الحفظ، ولكن النقاش في أنه هو الغاية، فلا أظن من تأمل المسألة يقول إن الحفظ هو الغاية؛ لأن الحفظ إن لم يكن له ثمرة فهو في نفسه ليس غاية.
أما أن الحفظ لا بد منه لطالب العلم فهذا لا ينبغي أن يتنازع فيه، ومسألة توفر مصادر المعلومات لا تؤثر في المسألة؛ لأن المعلومات التي في الذهن تختلف تمام الاختلاف عن المعلومات التي في المصادر، ولا يمكن أن يتمكن الباحث من البحث عن كل ما يريد في المصادر، فهناك أمور لا تأتي إلا بالممارسة والحفظ والدرس، ولا يكفي فيها مجرد البحث.
والتمكن من البحث في حد ذاته يتفاوت من باحث إلى باحث بحسب خبرته وعلمه السابق وهذا لا يتحقق إلا بحفظ وممارسة طويلة.
¥