الْمُقْتَضَى الْرَّابِع: أَن الْمَرْأَة هِي الَّتِي تطْلَب ذَلِك، أَي رَجُل فَاجِر فِي الْدُّنْيَا يَخْشَى أَن يُرَاوْد امْرَأَة عَلَى نَفْسِهَا رُبّمَا كَانَت عَفِيْفَة فَتَصْرُخ وَتَفْضَحُه، فَلَا يَسْتَطِيْع أَن يُرَاوْد امْرَأَة عَلَى نَفْسِهَا إِلَا إِذَا فتحَت لَه الْمَرْأَة الْبَاب، لَا يُوْجَد امْرَأَة فِي الْدُّنْيَا كُلِّهَا يُمْكِن أَن ترْتَكَب جَرِيْمَة الْزِّنَا إِلَا إِذَا كَانَت هِي الَّتِي فَتَحَت الْبَاب لِلْرَّجُل، وَإِلَا عُد الْرَّجُل مُغْتَصِبِاً، لِأَجْل هَذَا لَمَّا تَنْظُر فِي قَوْلِه تَعَالَي فِيْمَا يَتَعَلَّق بِالْزِّنَا، قَال تَعَالَي:? الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ? (النور:2) فَقَدِم الْزَّانِيَة عَلَى الْزَّانِي لِأَنَّهَا هِي الْسَبَب، أَمَّا فِي الْسَّرِقَة قَال:? وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ? (المائدة:38)، لِأَن الْلُّصُوْص رِجَال، تِسْعَة وَتِسْعُوْن فِي الْمِائَة رِجَال، فقدم الْسَّارِق عَلَى الْسَّارِقَة ,هُنَا الْمَرْأَة هِي الَّتِي تَطْلَب ذَلِك فَيَكُوْن أَمِن عَلَى نَفْسِه لِأَن الْمَرْأَة حَرِيْصَة عَلَى أَن تُغْطِّي عَلَى الْأَمْر كُلِّه فسَيَفْعل الْفِعْل وَلَا أَحَد يَعَلِّم، أَرْبَعَة مُقتضيات كُلَّهَا تَقُوْل هَيْت لَك < o:p>
الْمُقْتَضَى الْخَامِس: أَنهَا سَيِّدَته وَتَهَدِدَه إِذَا لَم يَفْعَل، فَيَكُوْن قَد دَخَل فِي دَائِرَة الْإِكْرَاه، حَتَّى إِن نَجَا مِن الْمُقْتَضَى الْأُوَل وَالْثَّانِي وَالْثَّالِث وَالْرَّابِع مُمْكِن يَقُوْل لِنَفْسِه مَاذَا أَعْمَل؟ أَنَا بَذَلْت كُل قِوَاي، لَكِن مَاذَا أَعْمَل؟ سْتَضَعَنِي فِي الْسِّجْن أَو تَقْتُلَنِي وَأَنَا بِذَلِك مُكْرَه فَلَيْس عَلَي شَيْء ,خَمْس مُقْتَضَيَات كُلَّهَا تَدْعُوَ إِلَى الْفِعْل، وَمَع ذَلِك مَا الَّذِي قَالَه يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام -؟،? قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ? (يوسف:23).< o:p>
فِتْنَة الْنِّسَاء لَا يَنْجُو أَحَدٌ مِنْهَا إِلَا بِاللَّه.< o:p>
لَا يَقُوْل وَاحِد فِيْهَا أَنَا رَجُل، وَلَا يَفْتَح صَدْرَه فِي هَذِه الْفِتْنَة، تَأْخُذُه مُبَاشَرَة، كُلُّنَا إِلَا أَن يَعْصِمَه الْلَّه، فَيَوْسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- مَعْصُوْم لِأَن الْلَّه- عَز وَجَل- قَال فِيْه:? إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? (يوسف:24).وَلَيْس الْمُخْلِصِيْن، لَا هُنَاك فَرْق بَيْنَهُمَا كَالْفِرْق بَيْن الْقَدَم و الْفَرْق.< o:p>
الْفَرْق بَيْن الْقَدَم وَالْفَرَق؟ < o:p>
الْقَدَم: أَنْت تَعْرِفُه، وَالْفَرْق: أَي فَرْق الْشِعَر، أَي كَالْفرْق بَيْن الْرَّأْس وَالْقَدَم.< o:p>
الْفَرْق بَيْن الْمُخْلَصِينَ والْمُخْلِصِيْن.< o:p>
الْمُخْلَصُون بِفَتْح الْلَّام: أَي الَّذِيْن أَخَلَِّصُهُم الْلَّه لِنَفْسِه وَانْتْقَاهُم وَعَصَمَهُم وَصَانَهُم، وَهَؤُلَاء الَّذِي لَا يَسْتَطِيْع الْشَّيْطَان أَن يُفْعَل مَعَهُم شَيْئاً, لِأَن الْشَّيْطَان قَال:? إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? (الحجر:40) هَؤُلاء لَا أَسْتَطِيْع أَن أَقْتَرِب مِنْهُم، لِأَنَّهُم فِي حِمَى الْمُلْك.< o:p>
الْمُخْلِصُوْن بِكَسْر الْلَّام: مَن أَخْلَص نَفْسَه لِلَّه، فَيُمْكِن أن ينزل إِيْمَانِه فيرْتَكِب الْمَعْصِيَة، فَنَجَا يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- وَحَقَّقَّ عُبُوْدِيَّّة الْوَفَاء،?قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي ?< o:p>
أَقْوَال الْعُلَمَاء فِي رَبِّي.< o:p>
قَوْلَان:< o:p>
الْقَوْل الْأَوَّل: هُو رَب الْعَالَمِيْن- تَبَارَك وَتَعَالَي-.< o:p>
الْقَوْل الْثَّانِي: الْعَزِيْز، أَي الْعَزِيْز رَبَّانِي كَيْف أَخْوَنُه فِي عِرْضِه.< o:p>
¥