تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي يسعي إليه .. و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس .. انتظر

الشاب ساعتين حين يحين دوره .. انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له: الوقت

لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين ..

و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت: امسك بهذه

الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت.

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة .. ثم رجع لمقابلة

الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ .. الحديقة

الجميلة؟ .. و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ .. ارتبك الفتى و اعترف

له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة .. فقال

الحكيم: ارجع وتعرف علي معالم القصر .. فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف

البيت الذي يسكن فيه .. عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية

المعلقة علي الجدران .. شاهد الحديقة و الزهور الجميلة .. و عندما رجع إلي

الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي .. فسأله الحكيم: و لكن أين قطرتي الزيت اللتان

عهدت بهما إليك؟ .. نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا .. فقال له

الحكيم:

تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و

تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت

هما الستر والصحة .. فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.

*************************************************

اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة .. وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها .. وإنها تود الاستسلام .. فهي تعبت من القتال والمكابدة .. ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى ..

اصطحبها أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا ... ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على نار ساخنة ... سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة ...

وضع الأب في الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة

ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة (البن) في الإناء الثالث ..

وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما. . .

نفذ صبر الفتاة، وهي حائرة لا تدر يماذا يريد أبوها ... !

انتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار .. ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء .. وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان .. وأخذ القهوة المغلية ووضعها في وعاء ثالث. . .

ثم نظر إلى ابنته وقال: يا عزيزتي،ماذا ترين؟

- جزر .. وبيضة .. و بن .. أجابت الابنة.

ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر .. ! فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا .. !

ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة .. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة .. !

ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة .. ! فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية .. !

سألت الفتاة: ولكن ماذا يعني هذا ياأبي؟

فقال:اعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه، وهو المياه المغلية ...

لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف.

لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه مالبث أن تراخى وضعف، بعد تعرضه للمياه المغلية.

أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.

أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريدا ... إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه.

وماذا عنك؟

هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة .. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها؟

أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو .. ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قويا وصلبا؟

قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت من الداخل .. فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة!

أم أنك مثل البن المطحون .. الذي يغيّر الماء الساخن .. (وهو مصدر للألم) .. بحيث يجعله ذا طعم أفضل؟!

فإذا كنت مثل البن المطحون .. فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء.

فكري ياابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب ...

إذن ... هل أنت جزره أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة؟

************************************************** **منذ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير