يُقالُ الشِّعرُ لَيسَ بِهِ بَوارُ
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:19 م]ـ
يُقالُ الشِّعرُ لَيسَ بِهِ بَوارُ
يُقالُ الشِّعرُ لَيسَ بِهِ بَوارُ = وَإن غَنّى بِهِ دَوماً نَزارُ
وَإِن يَحوِ عَلى غَمزٍ وَلَمزٍ = وَجدتَ العُذرَ هَمّازٌ يَغارُ
أباحَ الغَمز عَن بَحرٍ وَوَزنٍ = وَوافرُ بَحرِهِ عَذبٌ سِتارُ
تَستّر أَن يُقالَ لَهُ أَسأتَ = وَأن يُرجى عَلى الغمزِ اعتذارُ
يُغطي بِاليَدَينِ على سَماءٍ = وَهَل يَخفى عَلى بَصَرٍ نَهارُ
يُحجّرُ واسِعاً مِن غَيرِ علمٍ = عَلى ما فيهِ للمُفتي الخيارِ
إِذا ذُكرَ الخِلافُ عَلى مُباحٍ = يُرى فيهِ اصفرارٌ واحمرارُ
تَمَرّسَ أَن يَسيرَ على طَريقٍ = بِها مِن شِدَّةِ الغالي مَنارُ
وَيخشى أن يَكونَ عَلى وضوحٍ = لذلكَ فَاسمُهُ اسمٌ مُستَعارُ
بِهِ يَحثو عَلى النّاسِ افتراءً = ولا يَدري لِحُمقٍ ما يُثارُ
لعمري ما أراهُ عَلى اطّلاعٍ = وَيمشي حَيثُما يَمشي القطارُ
فما هذا الذي قَد قيل شِعراً = ألا يَكفي التَّهَكُّمُ والشّنارُ
إذا مازَلَّ حبرٌ كُنتَ بوقاً = لِزَلّتِهِ فيَسري الانتشارُ
ككومِ العِهنِ يُرمى في عَراءٍ = فَمَن يُطفيهِ إن طارَ الشّرارُ
تَمهل لا تَكُن للطَّيشِ سَهماً = وَإِن طالَ اصطِبارٌ وَانتِظارُ
فَكم رأَيٍ يُعابُ بِغَيرِ حَقٍّ = إِلَيهِ بَعدَ حَينٍ قَد يُصارُ
وَكَم عابوا جَهابِذ بِازدراءٍ = لَعمري لا يُشَقُّ لَهُم غُبارُ
وَلاتُدخِل فُروعاً في أصولٍ = لِيحصُلَ بِالتَّهاويلِ النِّفارُ
فَقَد سَوَّيتَ بينَ السحرِ جهلاً = وَبينَ الثّّدي يَرضَعُهُ الكِبارُ
فَهلاّ قُلتَ ما قالَ ابنُ رُشدٍ = خِلافٌ بينَ أسلافٍ مُثارُ
وَرجّح بَعد ذا إن كُنتَ تَزعُم = بِأنَّكَ قَد تشيرُ وتُستَشارُ
فَهَل مَن قالَ أَنَّ الكُفرَ حِلٌٌّ = كَمَن قَد قالَ للرضْعِ اضطرارُ
أَجبني وامنَعِ الإرضاعَ حَقا = فَقولُ المَنعِ أَبداهُ الكثارُ
وَمَن يرمِ بِناظِرهِ حِساناً = فناصِحْهُ وَبالنُّصحِ انزِجارُ
دَعِ التَّهويلَ مِن قَولِ اختلاطٍ = فَما هذا لِذي عِلمٍ شعارُ
فَهذا خَلوةٌ في لَفظِ شَرعٍ = وما فيه انعطافٌ وازورارُ
وَإن جازَ لَنا في الشّرعِ حُكمٌ = فَلا يُلقى لِذي الرأيِ اعتبارُ
وَسوّيتَ الرّبا ظُلماً وَجَوراَ = بِسَترِ الوجهِ شَرٌّ مُستطارُ
لَعَمري لَيس هَذا مثلَ هذا = وَإِنْ للفُحشِ قَد هُتِكَ الإِزارُ
فأدنى ذاكَ كالتسعينَ مرّة = بِها يُزنى بِأُمٍّ يا خَسارُ
وَكشفُ الوجهِ رأيٌ غَيرُ خافٍ = وَهَل في رأيِ ذي التَّحقيقِ عارُ ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=215535)
وَذمُّكَ لِلمزاميرِ اعتباطٌ = وَماذاكَ اجتهادٌ واقتِدارُ
فَلو غَنّى الّذي تَرضاهُ يوماً = لأَطرَبتَ الّذي مِنهُ يُجارُ
وَسوَّيتَ الرّوافِضَ في مَزارٍ = بِميلادٍ عَلَيهِ البعضُ ساروا
وَبَينَهُما عَلى التَّحقيقِ بَونٌ = وَكُلٌّ فيهِ للشيطانِ دارُ
وَما الإنشادُ للأشعارِ جُرمٌ = إذا غَنّى بها قَومٌ شِرارُ
فَكفّر مَن تُريدُ بِغَيرِ ذَنبٍ = فَلَم يُثنِكَ نُصحٌ أَو حُوارُ
ومَن يَنطِقْ عَن اللهِ افتراءً = فلا يغنيهِ في العُقبى فِرارُ
...
أبو يعلى محمود الجمل (اليمني)
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:04 م]ـ
يُحجّرُ واسِعاً مِن غَيرِ علمٍ = عَلى مافيهِ للمُفتي الخيارِ