تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الباب من أبواب البخل، وأبوابه الغامضة كثيرة» [الأدب الكبير والأدب الصغير ص162.]

قال ابن عبدالبر رحمه الله: «ومن سوء الأدب في المجالسة أن تقطع على جليسك حديثه، وأن تبتدره إلى تمام ماابتدأ به منه خبراً كان أو شعراً تتم له البيت الذي بدأ به؛ تريه أنك أحفظ له منه، فهذا غاية في سوء المجالسة، بل يجب أن تصغي إليه كأنك لم تسمعه قط إلا منه». [بهجة المجالس1/ 162.]

وقال ابن جريج عن عطاء: «إن الرجل ليحدِّثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد». [سير أعلام النبلاء5/ 86، وتذكرة السامع والمتكلم ص157.]

18_ القيام عن المتحدّث قبل أن يكمل حديثه:

فهذا من قلة الأدب، ومما ينافي إكرام الجليس، فلا يسوغ للمرء أن يقوم عن المتحدث قبل أن يكمل حديثه؛ لما في ذلك من استجلاب الضغينة، واحتقار المتحدِّث إلا إذا احتاج السامع للقيام، واستأذن من محدِّثه_فهنا ينتفي المحذور.

قال أبو مجلز: «إذا جلس إليك رجل يَتَعَمَّدُك فلا تقم حتى تستأذنه». [المنتقى من مكارم الأخلاق ص153.]

وقال أسماء ابن خارجة: «ماجلس إليَّ رجل إلا رأيت له الفضل عليَّ حتى يقوم عني». [المنتقى من مكارم الأخلاق ص153.]

19_ المبادرة إلى تكذيب المتحدّث:

فمن الناس من إذا طرق سمعه كلامٌ غريب من متحدِّث ما_بادر إلى تكذيبه، وتفنيد قوله، إما تصريحاً، أو تلميحاً، أو إشارةً باليد أو العين، وأن يهمز من بجانبه؛ ليشعره بأن المتحدِّث كاذب.

فهذا العمل من العجلة المذمومة، ومن إساءة الظن بمن يتحدّث، وهو مما ينافي كمال الأدب والمروءة.

فينبغي لمن استمع حديثاً من أحد ألا يبادر إلى تكذيبه، بل عليه أن يُنصت له، وإن رأى في هذا في الحديث وجهَ غرابةٍ فلا يستعجل الحكمَ عليه بالكذب، بل يستفصل من المتحدِّث، لعله يُبين له وجهته وأدلته.

ثم إن تأكد من كذبه فلينصح له على انفراد؛ لئلا يعاود الكذب مرةً أخرى.

فإن عاد إليه، واقتضت المصلحة أن يُبيَّن كذبه_فلا بأس حينئذ من ذلك؛ حتى يرتدع من تلك الخصلة الذميمة.

قال عبدالله بن عمرو بن العاص_رضي الله عنهما_: «ثلاثة من قريش

أحسنها أخلاقاً،

وأصبحها وجوهاً،

وأشدها حياءً،

إن حدثوك لم يكذبوك،

وإن حدثتهم بحق أو باطل لم يَكْذِبوك،

وإن حدَّثتهم بحقٍ أو باطل لم يُكذِّبوك:

أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة ابن الجراح». [عيون الأخبار3/ 23.]

ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 02:49 م]ـ

جميل بارك الله فيك

ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:31 ص]ـ

آمين ...

وجزاك الله خيرا ...

ـ[السوادي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:22 م]ـ

بارك الله فيك

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 08:51 م]ـ

أحسنتم وجزاكم الله خير، وكم من عائب قول محدثه، وقد يجد في بقية حديثة ما يرد هذا العيب أو الخطأ، إذ إن الكلام لم يكتمل، فليس للمستمع الرد حتى يقف ذلك وينهي ما بجعبته،. ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير