تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذهبت إلى صعيد مصر عام 1994 إلى جرجا وإلى قرية الجرجاوي " أم القرعان " إلى المكان الذي ولد فيه والمسجد الذي كان يصلي فيه وقالوا لي هناك إنه كان يملك 25 فداناً من الأرض - وهي كبيرة بالنسبة لمصر - باع خمسة منها وقطع تذكرة وذهب لليابان. وذكر أهل القرية أنه كان رجلاً صالحاً تقياً كريماً يأتي قريته بعد كل ثلاثة أشهر يوزع الهدايا على الناس المحتاجين. وساعدني في زيارتي لصعيد مصر الأخ الكريم إبراهيم أبو الوفا الشرقاوي وعائلته الكريمة المضيافة في نجمع حمادي, ومع إحترامي الشديد لأهل الوجه البحري فأن الذي لا يزور الصعيد لا تكتمل زيارته لمصر الحبيبة على نفوس العرب والمسلمين. ومن هناك سافر معي في القطار إلى القاهرة أحد أقربائه وشاهدنا المنزل الذي سكنه الجرجاوي وتوفي فيه عام 1961م. وكان معي في هذه الزيارة الأستاذ عبد الرحمن سوزوكي والدكتور عبد الباسط السباعي زميلي في الدراسة في جامعة طوكيو. فوجدنا في المنزل زوجة أخ الجرجاوي وثلاثة من بنات أخيه. ووجدت صورتين للجرجاوي وبعض الأوراق التي صورت نسخاً من بعضها. علمت أن كتبه ومخلفاته أخذت من قبل إبن أخته وبيعت بثمن بخس بثمانين جنيهاً. وقيل لنا إن الجرجاوي كانت تأتيه رسائل من اليابان والصين وإسطنبول وكانت عنده ساعة أهداها له إمبراطور اليابان ولم اعثر عليها. وقيل لي إنه لم يتزوج حيث أنه عند عودته من اليابان حدث عحريق في باخرته فأعترته هزة جعلته لا يقترب النساء. قابلت بعدها المستشار محمد عزت طنطاوي الذي كتب عن الجرجاوي في مجلة الأزهر عام 1978م وحدثني أن الجرجاوي كان صديقاً لوالده وأنه كان رجلاً صادقاً صالحاً وأنه كان يتحدث دائماً عن اليابان.

هذا ما توصلت إليه بنفسي. وكان الأخ عبد الرحمن سوزوكي أخبرني بشيئين الأول: أن كتاب الجرجاوي " الرحلة اليابانية " موجود في مكتبة قرب الأزهر. وفعلاً ذهبت واشتريت 40 نسخة وجلدتها وأهديتها للأصدقاء اليابانيين والعرب, والثاني: أن الجرجاوي نزل عام 1906 في فندق جراند هوتل Grand Hotel مقابل إدارة الميناء في يوكوهاما وأنه زار الفندق عام 1982ورأى في سجلات الفندق القديمة إسم الجرجاوي وختمه. عجبت من هذه الرواية وللتحقق منها حاولت كل الأساليب وأرسلت الأصدقاء اليابانيين وغير اليابانيين واتصلوا بفندق جراند هوتل وسألوا عن ختم الجرجاوي فلم يسعفوني. وإني ذهبت بنفسي إلى جراند هوتل في صيف 1993م بصحبة الأستاذ سليم الرحمن خان مدير شؤون الدعوة في المركز الإسلامي وطلبت من الإدارة الإطلاع على السجلات القديمة إلا أنهم أخبروني بأن ملكية الفندق تغيرت عدة مرات, وجدد الفندق مرات عديدة وهو الآن ليس كما كان سابقاً بل إنه فندق ضخم ذو خمسة نجوم, ولكنهم وبعد إلحاحي الشديد وعودوني أن وجدوا شيئاً فسوف يرسلونه لي. وكررت الزيارة في السنة التالية فحصلت على نفس الإجابة. كما إني حاولت قبل عشرين سنة أن أعرف اسماء الذي دخلوا ميناء يوكوهاما عام 1906م إلا أن الأحصاء ذكر أعداداً وليس أسماء. كما إنه ذكر أن هناك أتراك دخلوا, ولعل المصري آنذاك كان يعتبر تركياً.

شيء آخر عملته هو إني حاولت أن أجد أثراً للأشخاص الذين ذكرهم الجرجاوي في كتابه وهو الهندي والصيني والروسي واستخدمت كل خبرتي في الإتصال بأهل الصين وآسيا الوسطى وقازان وبشكيريا والهند فلعل أحد هؤلاء الذي صاحبهم الجرجاوي من هو أوعى منه في الكتابة وذكر معلومات مفصلة لما أهمله الجرجاوي. وذهبت من أجل ذلك إلى الهند. وكما ذكرت إن لي فريقاً مساعداً الآن يعمل في برطانيا والهند وأندونيسيا وتركيا ومصر كلهم يبحثون فيما يبحثون عن الجرجاوي والوثائق المتصلة بالعلاقات اليابانية الإسلامية والعمل مستمر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير