أما جماعة التبليغ من باكستان فكان لهم الدور الريادي في إحياء الدعوة الإسلامية في اليابان من خلال الزيارات الأربعة التي قاموا بها لهذا البلد ما بين 1956 - 1960, وما بعد ذلك وإلى الوقت الحاضر. ففي أول زيارة لهم, مروا في طريقهم بمدينة رانغون عاصمة بورما (مايمار) , وهناك إلتقوا بياباني مسلم مدرب للجودو عرفهم على مسلم ياباني في مقاطعة ياماناشي قر طوكيو اسمه "سودا" الذي كان يعرف الروسية ولا يعرف الانجليزية. وهنا طلب السيد سودا من السيد سايتو, الذي سبق أن كان موظفاً في السفارة اليابانية في كابل خلال الحرب العالمية الثانية, ويعرف الفارسية والبشتوية والإنجليزية, طلب منه مساعدته في الترجمة, وهذا اللقاء مع جماعة التبليغ أدخل سايتو في الإسلام متخذاً اسم عبد الكريم. لقد كان لعبد الكريم سايتو دور ريادي بالدعوة الإسلامية في اليابان فيما بعد, حيث أصبح بروفسور في أحد الجامعات اليابانية متخصصاً بدراسات الشرق الأوسط وأهتدى بواسطته العشرات من الطلاب اليابانيين للإسلام ارسلناهم سوية للدراسة في الأزهر الشريف, وأصبح سايتو رئيساً لجمعية مسلمي اليابان وأحد مؤسسي المركز الإسلامي في اليابان وعضواً في المجلس العالمي للمساجد وعضواً في المجلس الإسلامي الأعلى في القاهرة ومثَلَ مسلمي اليابان في العديد من المؤتمرات الدولية. وممن أسلم على أيديهم الأستاذ خالد كيبا الذي أصبح شخصية إسلامية وفقيهاً في الشريعة الإسلامية وأحد مؤسسي الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض وعضواً في الهيئة التأسيسية لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وأحد مؤسسي المركز الإسلامي في اليابان ورئيساً له في عدة دورات. كما أصبح فيما بعد منسقاً لمجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية كما إنهم ساعدوا عمر ميتا في أن يكون موجهاً للعمل الإسلامي في اليابان , وترجم العديد من الكتب والرسائل للغة اليابانية وأهم عمل قام به هو ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية. كما إنهم زرعوا بذرة الإسلام في مناطق لم تعرف الإسلام من قبل مثل جزيرة شكوكو وعلى الأخص مدينة طوكوشيما
.
عبد الرشيد أرشد من عمالقة الدعوة الإسلامية في اليابان
ولا ننسى المرحوم عبد الرشيد أرشد (باكستاني باتان) وهو مهندس تلفونات حضر دورة تدريبية في اليابان عام 1959 والتحقت به دفعة من جماعة التبليغ, وكان له دور كبير في الدعوة الإسلامية في اليابان حيث أسلم على يديه أفاضل المسلمين مثل الأخ خالد كيبا, كما إنه ساعد المرحوم عمر ميتا في ترجمة معاني القرآن الكريم حيث كان عبد الرشيد يشرف على إقامة خطوط التلفونات بين مكة المكرمة والمدينة المنورة, وتوسط لدى رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة التي استدعت مأجورة عمر ميتا من اليابان وسكن مع عبد الرشيد. في مكة المكرمة وعملا سوية على ترجمة معاني القرآن الكريم وساعدهما فيما بعد مصطفى كومورا.
إن عبد الرشيد أرشد هو الذي شجع كاتب هذه السطور على السفر إلى اليابان بعد تخرجي من كلية الزراعة , وكان يقول لي: إن اليابان كالبسان الكبير المليء بالثمار اليانعة, ما عليك إلا أن تجني منه وتضع في سلتك, وإن من اليابانيين الذي يسلمون من هم كالصحابة.
جمعية الطلبة المسلمين والمجلس الإسلامي المشترك
في أوائل عام 1961م أسسنا جمعية الطلبة المسلمين في اليابان والتي بدأها كل من, صالح السامرائي (عرب) , عبد الرحمن صديقي (باكستان) , أحمد سوزوكي (ياباني) , زحل ومعه رحمة شاه (إندونيسيان) , مظفر أوزي (تركي) , وإن جمعية الطلبة المسلمين شكلت مع جمعية مسلمي اليابان مجلس مشترك Joint Board مكون من (عمر ميتا, عبد الكريم سايتو, عبد الكريم واطانابا, من الجانب الياباني, وصالح السامرائي, عبد الرحمن صديقي, ومظفر أوزي من جانب الطلبة). وقد تولى هذا المجلس أمور الدعوة الإسلامية في اليابان ما بين 1961 - 1966. وكان من بين النشاطات التي قام بها المجلس المشترك:
1. نشر المطبوعات التي ألفها عمر ميتا عن الإسلام والحياة الإسلامية.
2. ترجمة ونشر كتاب مباديء الإسلام للسيد أبو الأعلى المودودي.
3. دعم نشر صحيفة نصف شهرية (صوت الإسلام في اليابان) باللغة اليابانية من قبل الأخ فاروق ناكاسي Nagase .
4. الإحتفال بالأعياد الإسلامية.
5. القيام بجولات دعوية لمختلف أنحاء اليابان.
¥