[جميع الأعضاء ,, هل منكم من لم يصبه مرض (الجرب) لا تظن بنفسك خيرا , لعلك بالفعل أجرب]
ـ[أبو فهدعبدالعزيز]ــــــــ[09 - 12 - 07, 07:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله مغدق النعم , ظاهرة وباطنه , المتقرب إلى عباده بنعمه وجزيل فضله ومنه , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير , والصلاة والسلام على خير من قام وركع وأناب وخضع لله الفرد الصمد , المتعال عن الصاحبة والولد , وعلى آله ومن صحب ومن سار على دربه واتبع ,,, أما بعد
إن من ما لا شك فيه أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون , ولكن هناك مسألة؟!!!
هل كل ابن آدم سبق وأن عمل حسنة في ما قدر له من أجل في هذه الدنيا؟!!!
إن العمل الصالح يستوجب شروطا يأتي بها العبد وموانع يتجنبها
فمن الشروط:
النية
والإخلاص
والمتابعة
فلأولى والأخيرة لها شواذ
والوسطى باقية ما دامت السماوات
والشرط عرفه العلماء ب: وجوده قبل البدء واستمراره إلى ما بعد الانقضاء.
مثال:
الطهارة هي شرط لصحة الصلاة فرضا كانت أو نافلة , فيشترط طهارة العبد قبل الاتيان بتكبيرة الاحرام واستمرار تلك الطهارة إلى ما بعد التسليم ,, الخ تلك الامثال.
فيعرف بعد تلكم الشروط أن كثيرا من الخلق لا عمل صالح لهم , وإن أصابوا بعض الحسنات فيجازون بها في الدنيا
أما من أتى بتلك الشروط فهو عمل صالح يرفعه الله إليه.
كل ما سبق هو حسن
فلننظر ما بال (الجرب) وما دخله في الموضوع؟!!!
إن من المعلوم من الدين بالضرورة أن كل ابن آدم خطاء
فلننظر لأثر تلكم الخطيئة , وما مدى تأثيرها على العبد
إن كل خطيئة يأتي بها العبد مدارها على أمرين اثنين:
الأول: شهوة
والآخر: شبهة
والأخيرة ليس هذا مجال ذكرها
فدعونا ننظر بالشهوة
إن من أصيب بمرض (الجرب) ليستلذ بتمزيق جلده إلى قطع دم ,, ولكن _ وهي تجب ما قبلها _ سيستلذ قليلا ويندم كثيرا
فإن اللذة سريعا ما تنتهي ويعقبها الألم ومضاعفة المرض!!! (النقطة السوداء في القلب حتى تعميه) الحديث.
فهكذا القلب العاصي والنفس العاصية
تكون في قمة نشوتها في أثناء مقارعة المعاصي , فإن كانت (لوامة) ندمت بعد ذلك واستشعرت قبح ما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا
وإن كانت من النفوس المطموسة فلا تشعر إلا وملك الموت يقلع الروح ويمزقها ألما كما كان يمزق صاحب (الجرب) جلده تلذذا
عافاني الله وإياكم من أمراض القلوب والأبدان
اللهم اجعل هذا الكلام خالصا لوجهك الكريم معافى من الرياء والعجب
ولا تجعله جسرا يعبر الناس عليه ثم يكب في جهنم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وسامحونا على اللغة الركيكة.