تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يوم وصول فيلدرز للحكم]

ـ[ hedaya] ــــــــ[13 - 07 - 10, 06:23 م]ـ

فتنة فيلدرز الهولندي

يوم وصول فيلدرز للحكم (1):

لا يُعاني المسلمون وحدهم من أراجيف ومؤامرات صاحب الفيلم المعادي للإسلام المسمى "فتنة", وهو البرلماني الهولندي "خيرت فيلدرز" (46 سنة) -فيلدرز مشتقٌّ من كلمة "التوحش"! - وإنما يُعاني كثير من الهولنديين أيضاً من فِتَنِه وأراجيفه المفتعلة، والتي أدارها حتى اليوم داخل البرلمان الهولندي هو وثمانية من أعضاء حزبه نجحوا في الانتخابات السابقة, والآن ازدادوا بنتائج الانتخابات الأخيرة إلى (24) عضواً من (150) عضواً يتشكَّل منهم البرلمان الهولندي.

"إذا أصبحت مواقف فيلدرز تجاه الإسلام جزءاً من برنامج الحكومة؛ فأتوقَّع أنَّ مجموعات كبيرة من المواطنين سيُهاجرون إلى الخارج، وأنا سأكون من بين هؤلاء".

لم يكن هذا قول شخص مسلم يعيش في هولندا، ولكنَّه قول وزيرة الداخلية الهولندية السابقة "خوسيه تر هورست"، وهو قول لافت, فيه من الدلالات والإيحاءت التي تُشير إلى اضطراب الأوضاع الداخلية في هولندا إلى درجة ما, وتوجَّسَ كثيرون من تداعيات وصول فيلدرز للحكم ومعه (23) من أعضاء حزبه، لكنْ دعونا ندخل إلى "المسألة الهولندية" من آخر تفاعلاتها ودهاليزها وتداعياتها الحالية, فبنهاية يوم الأربعاء (9 يونيو 2010) سقطت حكومة "الحزب الديمقراطي المسيحي" ( cda) سقطة تاريخية مؤلمة، على إثر إعلان نتائج انتخابات ذلك اليوم المشهود، وقد أمكن للمشاهدين أن يروا آثار هذا السقوط المروِّع على وجه رئيس الحكومة "يان بيتر بالكينده" وهو يُعْلِنُ استقالته من رئاسة حزبه؛ وذلك بعد سويعات من خسارة حزبه لقيادة الدولة الهولندية ورئاسة الحكومة.

هذا فيما أمكن للمشاهد الهولندي أيضاً أنْ يرى صعود البرلماني الهولندي المعادي للإسلام "خيرت فيلدرز"، والمؤسس لحزب الحرية الشعبوي (عام 2004م)، وهو يحتفل بانتصاره الكبير هو وحزبه, آملاً أنْ يُشارك في حكومة ائتلافية مقبلة، ومتوعِّداً - في لحظة عاطفية متطرِّفة- بكلمات واثقة، ومكرِّراً لبعض ما قاله من قبل عن موقفه من الإسلام في هولندا، وعن تحدِّيه للأحزاب الكبرى.

ولا شكَّ أنَّ العوامل الاقتصادية وعدم ثقة الشعب بالاقتصاد والأحزاب الكبرى, وشيوع الخوف من المستقبل بصورة لافتة، وانخفاض درجة الشعور بالأمن والسلام الاجتماعيين، والشعور بالقلق من انهيار العملة الأوروبية -وهو شعور غير صحيح على كل حال-؛ كل ذلك وغيره أدَّى إلى تراجع الأحزاب الكبرى في هولندا، وتقدُّم الحزب اليميني المتطرِّف لفيلدرز.

زيادة على ذلك: فإنَّ عدم اقتناع كثير من الناخبين (المتأرجحين دائماً) ببرنامج الحزب الحاكم, وفقدانهم الثقة في برامج الأحزاب ومزاعمهم في إصلاحهم أوضاع التعليم والأمن والاقتصاد، وفوائد البنوك فيما يخصُّ شراء البيوت، وارتفاع النفقات بعد توحيد العملة الأوروبية، وانخفاض قيمتها بصورة ملحوظة؛ كلُّ تلك الرياح العاتية قذفتهم على شاطئ فيلدرز "الأشقر"، وقراصنته وهم في حالةٍ من التوجُّسِ والإعياء الشديدين.

فهذا هو حلمه، أن يسيطر مجموعات، أو "كتلة" لابأس بها من الطبقات الفقيرة والمعوزة، وكذلك الحانقين من شعبه، وهؤلاء حققوا له حلمه بأن يشارك في حكومة وبعدد من المقاعد مناسبة للضفط السياسي الفاعل، كما ان حلمه ان يحصل على وزارات وحقائب دبلوماسية بات وشيكا: "لقد أصبح الحُلُمُ مستحيلا"، وهو مع ذلك، لم ينسي ان يطلق تهديداته لحظة سماع نتائج الانتخابات الاخيرة: "سنريهم الويل" (هل سنعتبر إعلانه هذا نبوءة؟!،)، كما ورد في صحيفة "دي تلغراف" الهولندية صبيحة يوم 10 يونيو.

####

وتصِفُ صحيفة "ألخمين داخبلاد" استقبال الحزب له بالقول: " قُوبل خيرت فيلدرز بتصفيقٍ صَمَّ الآذان عند إعلانه نبأ فوزِ حزبه الساحق"، لقد قال لهم: إنَّ من أهدافه العمل على التقليل من الإسلام في هولندا، وإنَّه يُشاركه في أهدافه مليون ونصف مليون مواطن ممن انتخبوه، وقال متهجِّماً على البرلمانيين: "أقول للنواب الجدد لحزبنا -حزب الحرية الجميل-: ليجلب كل منكم غداً شيئاً نقذفهم به"،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير