7: عيادته عند المرض: بمعنى زيارته إذا مرض، كما في الحديث السابق. وهذا مما يجبر خاطره، ويجعله يشعر بمكانته عند أخيه، ويديم حبل المودة، ويقوي من روح المريض المعنوية، وحينئذ ينبغي للزائر التأدب بآداب عيادة المريض.
8: إجابة دعوة الصديق: أي: إجابة دعوته إذا دعاك إلى طعام، سواء في وليمة أو عقيقة، أو نحوها، كما في الحديث السابق. ما لم يكن في هذه الدعوة محرم لا يقدر على تغييره، فلا يجوز حضورها.
9: النصح للأخ الصديق: أي: النصيحة الصادقة له بما فيه منفعته إذا استنصحك. وذلك بما فيه الخير له في دينه ودنياه، فإن هذا من حقه عليك كما في الحديث السابق في الأدب الخامس. وينبغي أن تصدقه في النصيحة. ولا تخدعه أو تغشه فيها، لأن ذلك خيانة له.
10: قبول هدية الصديق: أي: عدم رد هديته، مهما كانت بسيطة أ و صغيرة الشأن، لقوله صلى الله عليه وسلم: " أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية ... " أحمد (1/ 404) والطبراني في الكبير (10/ 10444) والبيهقي في الشعب (5359) والبخاري في الأدب المفرد (رقم157) عن ابن مسعود. صحيح الجامع (158).
ورد هدية الصديق قد يكون باباً من أبواب الشيطان ينفذ منه ليقطع حبل المودة بشكل كامل بين الصديقين.
11: الإهداء للصديق: وهذا مما ينبغي الحرص عليه، الإهداء إلى الأخ الصديق من حين لآخر، وفي المناسبات المختلفة، وفي حدود الطاقة. فإن هذا مما يستجلب محبة الأخ الصديق، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تهادوا تحابوا " البخاري في الأدب المفرد (ص 87) وأبو يعلى (5/ 6122) عن أبي هريرة. صحيح الجامع (2004). وانظر: صحيح الأدب المفرد (462). وأما رد الهدية وعدم قبولها فإنه يذهب المحبة، ويقطع أواصرها.
12: مشاركته الحزن: أي: إظهار الحزن لأجله، ومواساته بالمال، وبالكلمة الطيبة، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " البخاري (481، 2446، 6026) ومسلم (2585) عن أبي موسى.
13: مشاركته الفرح: يعني مشاركته في أفراحه، وإظهار السرور و الفرح لأجله، فإن هذا مما يقوي عنده دواعي المحبة وأن تدعو له بالبركة إذا نزلت به نعمه، ولا تحسده عليها.
14: محبة الخير له: أي: أن تحب له ما تحب لنفسك من الخير، فإن هذا من خصال الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " البخاري (13) ومسلم (45) عن أنس، وكذالك تكره له ما تكره لنفسك من الشر والضرر، فإن الإيمان لا يكتمل إلا بذلك، وهو عنوان الصدق في المحبة، والسمو فيها.
15: دفع الغيبة عنه: بمعنى أن تذب عنه بالغَيبة، وتدفع عن عرضه إذا كان غائبا، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من ذب عن عرض أخيه بالغَيبة، كان حقاً على الله أن يعتقه من النار " أحمد (6/ 461) والطبراني في الكبير (24/ 442:443) عن أسماء بنت يزيد، صحيح الجامع (6287).
فلا تسمح لأحد أن يذمه في غيابه، بل تمنعه من ذلك. ومن باب أولى أنك نفسك لا تغتابه، فإن هذا من حقه عليك. والأخ الكريم لا يمكن أن يغتاب أخاه أبدا.
16: الستر عليه: وذلك بأن تستره بكل صورة، سواء بستر عرضه، أو بستر عورته، أو بستر عيبه ومعصيته وزلته، وغير ذلك. لقوله صلى الله عليه وسلم: " من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة " أحمد (4/ 62) عن رجل من الصحابة. وأصله في الصحيحين. صحيح الجامع (6287). فإنها تشمل كل أنواع الستر، وذلك على النحو الذي ترضاه لنفسك سواء بسواء.
17: نصرة الأخ في الله: بمعنى أن تنصره ظالما أو مظلوما. أما نصرته مظلوما فبالوقوف معه حتى يسترد حقه. وأما نصرته ظالماً فبرده عن الظلم، وإعادته إلى الحق والرشد، لقوله صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاك ظالما أو مظلوماً". قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: "تحجزه عن الظلم، فإن ذلك نصرته " البخاري (2443، 2444، 6952) عن أنس.
ولا يجوز للمسلم أن يخذل أخاه المسلم إذا احتاج لنصرته، والوقوف معه، بل يجب عليه أن يهب سريعاً للوقوف معه، والدفع عنه.
¥