18: عدم الخطبة على خطبته: بمعنى أن لا تخطب على خطبته، حتى ينكح، أو يتراجع عن الخطبة. فإن فعل ذلك مما يوغر الصدر، ويسبب العداوة، ويذهب الأخوة. ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر " مسلم (1413) عن عقبة بن عامر ..
19: عدم البيع على بيعه: أن لا تبيع على بيعه، حتى يشتري أو يتراجع عن الشراء. وكثيرا ما تسبب الوقوع في مثل ذلك في تغير النفوس، وحلول العداوة والبغضاء محل المحبة والمودة. وقد سبق الحديث عن تحريم ذلك في الأدب السابق.
20: الصدق مع الأخ وعدم الكذب عليه: والمقصود أن تصدقه ولا تكذب عليه أبدا، لا في حديث، ولا في نصيحة، ولا في غير ذلك. فإن هذا كله من الغش والخيانة. وذلك لقوله صلى الله غليه وسلم: " المسلم أخو المسلم: لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: عرضه، وماله، ودمه. التقوى ها هنا- وأشار إلى قلبه – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، " الترمذي (1927) وحسنه، عن أبي هريرة. صحيح الترمذي (1572). .
21: تصديق الأخ وعدم تكذيبه: والمقصود بذلك أن تصدقه في خبره، ولا تكذبه بغير سبب كاف، ولا يجوز للمسلم أن يكذب أخاه المسلم ما دام لم يجرب عليه الكذب، فإن تكذيبه يوغر صدره، ويسبب عداوته. والحديث السابق يدل على ما ذكر.
22: عدم خيانة الأخ: بمعنى أن لا تخونه أبدا، لا في ماله بأخذه بغير حق، ولا في عرضه بانتهاكه، ولا تفشي له سرا. فكل هذا من الخيانة التي حرمها الله تعالى، وقد قال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} الأنفال: 58. ومما يدل على وجوب حفظ سر المسلم وعدم إفشائه قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانه " أحمد (3/ 380) وأبو داود (4868) والترمذي (1959) وحسنه، عن جابر. انظر صحيح الترمذي (1597). ومعنى (التفت) قيل: أي انصرف. وقيل: التفاته خشية أن يسمعه أحد دليل على أنه خصك بالسر. فكان إفشاؤه خيانة.
23: احترام الأخ في الله والمقصود: عدم تحقيره، وعدم الحط من شأنه، أوتسفيهه بأي صورة، وذلك للحديث السابق في الأدب العشرين، ولأن ذلك يوغر صدره، بل الواجب أن تظهر له كل احترام وإعزاز، وأن تستمع لرأيه، ولا تتنقصه، ولا تسخر منه، وخصوصا أمام الآخرين.
24: الدعاء للأخ في الله: بمعنى أن تدعو له بظهر الغيب عندما تدعو لنفسك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل " مسلم (2732) عن أبي الدرداء. وقال صلى الله عليه وسلم: " دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد " البزار (4/ 500) عن عمران بن حصين. صحيح الجامع (3379) وهذا من أعظم علامات صدق الأخوة والمودة، إذ لا مجال للمراءاة أو المداهنة والتزليف في مثل ذلك.
25: عدم هجران الأخ الصديق: بمعنى أن لا تهجره بغير مبرر مشروع، فإن ذلك لا يحل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيصد، هذا، ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " البخاري (6077، 6237) ومسلم (2560) عن أبي أيوب. وتزداد الحرمة كلما طال الهجر، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه " أحمد (4/ 220) وأبو داود (4915) والحاكم (4/ 163) وصححه، ووافقه الذهبي، والبخاري في الأدب المفرد (313) عن أبي خراش. صحيح أبي داود (4107).
أما إذا كان هجره لمعصية يقع فيها، أو بدعة يعتنقها، ويرجى أنه سوف يتأثر بالهجر فيقلع عنها، فذلك حسن. وإلا فلا. وكذلك يهجر إذا تخلى عن إيمانه والعياذ بالله، ولكن قبل الهجر ينبغي النصح له، ومحاولة الأخذ بيده، فلعله يرجع إلى الحق والصواب.
26: التعاون معه على الخير: بمعنى معونته على البر والتقوى، وعلى طاعة الله عز وجل، وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} المائدة: 2، ولا تتخلى عنه إذا وقع في معصية، بل تسدده وتوفقه وتشجعه على التوبة، وتقف إلى جانبه، كما قال عمر رضي الله عنه: إذا رأيتم أخا لكم زل زلة فسددوه ووفقوه، وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه ...
وأما التخلي عنه إذا وقع في معصية، وعدم الأخذ بيده إلى الخير، فهو مما قد يتسبب في ضياعه بشكل نهائي.
¥