تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المباح لايصفو]

ـ[محمد الجبل]ــــــــ[18 - 07 - 10, 08:42 ص]ـ

المرء في هذه الحياة يغدو ويروح إما في صلاح دينه أو صلاح معاشه ودنياه وفي بعض الأحيان قد لايغدو لشئ من ذلك

((فكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) رواه مسلم

ومادام في عمر ابن آدم بقية فلابد أن يهم بشئ أو يعزم على شئ سواء كان ذلك في أمر دينه أو دنياه

كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أصدق الأسماء حارث وهمام) رواه أبوداود

فلابد للإنسان من الهم بشئ سواء كان واجباً أو مستحباً أو مباحاً ..

وإذا كان ذلك كذلك ...

فأعظم الناس همة وإرادة من سخر أنفاسه ووقف عمره في طاعة الله متقلباً في رياض القربات والطاعات

فإن عجزت نفسه أو ضعفت فإن نيته تكون أبلغ من عمله وهذا هو شأن المؤمن ..

فعظيم الهمة لايقنع بملء وقته بالطاعات بل هو دائم الفكر في ألا نتقطع حسناته بموته

فلايرضى بالتفريط بالنية الصالحة في المباحات فضلاً عن التفريط في الواجبات أو المستحبات ...

وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله – فائدة نفيسة – وهي أن المباح لايصفو ولايستمر بل لابد أن ينقلب إما إلى طاعة أو معصية ..

فما كان من المباحات مقوياً ومعيناً على طاعة الله كان من جملة الأعمال الصالحة ..

ولذا قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((حبب إلي من دنياكم النساء والطيب)) رواه أحمد والنسائي

((وكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يبدو إلى بعض التلاع)) رواه ابوداود

[والتلاع هي مارتفع من الأرض]

يخرج عليه الصلاة والسلام لكي يستجم ويروح عن نفسه ويستقبل بعد ذلك ماكلف به من أعباء الرسالة ودعوة الخلق إلى الله عزوجل ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير