قال الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله في حديثه عن علاقته بشيخه الألباني رحمه الله تعالى: " ووالله! لقد عاينت من لطف الشيخ بى، وتواضعه معى شيئا عظيما، حتى أنه قال لى يوماً: صحَّ لك ما لم يصحُّ لغيرك، فحمدت الله عز وجل على جسيم منته، وبالغ فضله ونعمته.
فمن ذلك أننى كلما التقيتُ به قبلت يده، فكان ينزعها بشدَّة، ويأبى علىَّ، فلما أكثر قلتُ له: قد تلقينا منكم فى بعض أبحاثكم فى " الصحيحة " أن تقبيل يد العالم جائز.
فقال لى: هل رأيت بعينيك عالماً قطُّ؟
قلت: نعم، أرى الآن.
فقال: إنما أنا " طويلبُ علمٍ "، إنما مثلى ومثلكم كقول القائل:
إن البُغَاثَ بِأَرْضنَا يَسْتَنْسِرُ!
وبدأت جلساتى مع الشيخ بعد كل صلاة غداةٍ فى سيارته، ولمدة ساعة، ثم زادت المدة حتى وصلت الى ثلاث ساعات.
واستمر هذا الأمر، حتى جاء يومٌ ولم يُصلِّ الشيخ معنا صلاة الغداة، فحزنت لذلك لضياع هذا اليوم علىَّ بلا استفادة، واستشرت من أثق برأيه من إخوانى: هل أذهب الى الشيخ فى بيته أم لا؟
فكان إجماعهم أن لا أذهب، لأنك لا تعلم ما ينتظرك هناك، ولا يذهب أحد الى الشيخ فى بيته إلَّا بموعدٍ سابقٍ، فلربما ردَّك، فلا يكون بك لائقًا، لا سيما بعد المكانة التى صارت لك عند الشيخ.
وتهيبتُ الذهاب، ولكن قوى من عزمى أمران:
الأول: أن رفيقى آنذاك والذى كان يصحبنى بسيارته الأخ الفاضل الباذل أبو حمزة القيسى جزاه الله خيراً – قد أيدنى فى الذهاب.
الثانى: أننى استحضرت قصةً لابن حبان مع شيخه ابن خزيمة ذكرها ياقوتُ بسنده إلى أبى حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابورى قال: كنا مع أبى بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فى بعض الطريق من نيسابور، وكان معنا أبو حاتم البُستى، وكان يسألُه ويؤذيه، فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة: يا بارد! تنحَّ عنى ولا تؤذينى! أو كلمة نحوها، فكتب أبو حاتم مقالته، فقيل له: تكتب هذا؟ قال: أكتب كل شىء يقوله الشيخ)) ا هـ.
فقلتُ فى نفسى: ومالى لا أفعل مثلما فعل ابن حبان؟ وحتى لو قال لى الشيخ مقالة ابن خزيمة لعددتها من فوائد ذلك اليوم.
وانطلقنا اليه، وكان من أفضل أيامى التى أمضيتُها فى هذه الرحلة، فقد استقبلنى الشيخ استقبالا كريما، وأمضيت معه أكثر من ساعتين، وكان يخدمُنا بنفسه، ويأتينا بالطعام يضعه أمامنا، فكلما هممت أن أساعده أبى علىَّ، ويشيُر أن أجلس، ويقول: ((الإمتثالُ هو الأدبُ بل خيرٌ من الأدبِ))
ويعنى به: أن الإمتثال لرغبته فى الجلوس خير من سلوكى الذى أظنُّه أدباً، لأن طاعتى له هى الأدب. وكان يوماً حافلا قص على الشيخ فيه ما جرى بينه وبين الشيخ محمد نسيب الرفاعى حفظه الله ".
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/8.htm
والقصة الأخيرة سمعتها من الشيخ في لقاء له على قناة الحكمة في رمضان لما رجع من ألمانيا ..
ـ[أبو إقبال السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:46 م]ـ
جزاكم الله خيراً
لو نصحته على الخاص لكان أفضل
ونحسبه لم يقصد شيئاً مما ذكرت
والأفضل حذف المشاركة منعاً لمزيد الكلام
وجزاك خير الجزاء
وأظن أيتها الأخت الفاضلة أن أبا همام يتسع صدره لكلامي وإلا لما كتبت تلك المشاركة ,
ولست أنت من تحدد أن تحذف المشاركة أم لا ,ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وإن كان لا يقصد ما ذكر فقد يظن غيري أنه يقصد , ونحن إن شاء الله نحسن فيه الظن.
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وحفظ المشايخ الكرام
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:19 م]ـ
قدّم لي بعض مشايخي - حفظه الله - بعض الحلوى التي تأكل بالملاعق، وقدم إلي طبقًا، وأخذ ملعقتي يمسحها بالقماش - على نظافتها -، وأخبرني أثناء مسحه لها أن بعض المطاعم الراقية تفعل هذا الأمر قبل تقديم الملاعق إلى الزبائن، لذلك تجدها براقة عند التقديم، وعندما قدمها لي - حفظه الله -، وجدتها براقة بدرجة لم يسبق لي أن رأيت ملعقة عليها:) فابتسمت لما رأيتها، وصرت أفعل ذلك مع من يأتي إلي من أحبابي.
ـ[أبو إقبال السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:22 م]ـ
قدّم لي بعض مشايخي - حفظه الله - بعض الحلوى التي تأكل بالملاعق، وقدم إلي طبقًا، وأخذ ملعقتي يمسحها بالقماش - على نظافتها -، وأخبرني أثناء مسحه لها أن بعض المطاعم الراقية تفعل هذا الأمر قبل تقديم الملاعق إلى الزبائن، لذلك تجدها براقة عند التقديم، وعندما قدمها لي - حفظه الله -، وجدتها براقة بدرجة لم يسبق لي أن رأيت ملعقة عليها:) فابتسمت لما رأيتها، وصرت أفعل ذلك مع من يأتي إلي من أحبابي.
ما أجمل تواضع المشايخ
أسأل الله أن يزيدهم من فضله ...
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:59 م]ـ
وجزاك خير الجزاء
وأظن أيتها الأخت الفاضلة أن أبا همام يتسع صدره لكلامي وإلا لما كتبت تلك المشاركة ,
ولست أنت من تحدد أن تحذف المشاركة أم لا ,ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وإن كان لا يقصد ما ذكر فقد يظن غيري أنه يقصد , ونحن إن شاء الله نحسن فيه الظن.
أعتذر بشدة
شكراً لكم
¥