تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سادساً: استمر في تطبيق هذه الاقتراحات لأنها نصائح مجربة وبديهية حتى تصل إلى مرحلة أسميها مرحلة جنون القراءة! وهي أن تمسك الكتاب فلاتتركه حتى تلتهمه التهاماً كاملاً فتقرأه من أول كلمة إلى آخره بلا ملل ولا ضجر، بفهم عميق واستيعاب أوسع. أخيراً: قد يقول قائل: قد تكرر طرح هذا الموضوع كثيراً حتى مللنا منه، وأقول: لولا أهمية القراءة لما كررت الكتابة عنها، ولنتذكرهذه الجملة التي تزين شعار معرض أبوظبي للكتاب وستفهمون لماذا أكرر طرح هذا الموضوع "أمة تقرأ أمة ترقى"

فن القراءة السريعة

د. مبارك الغربي الشمري

في هذا الزمان الذي يطلق عليه البعض عصر السرعة (صواباً كان أم خطأً) هناك عوامل عدة تتطلب من الفرد المسلم مضاعفة قراءته وعمل خطة تثقيفية للرقي بمستواه، ومن هذه العوامل ما يلي:

* الصحوة الإسلامية المباركة في أرجاء العالم الإسلامي والتي رفعت الوعي الثقافي والتحصيل العلمي لدى جيل الصحوة.

* الارتفاع المطرد في عدد المطبوعات في العالم العربي في شتى المجالات.

* تحسن المستوى الاقتصادي نسبياً مع الانخفاض في أسعار الكتب المطبوعة باستخدام التقنية الحديثة التي سهلت للكثير اقتناء الكتب وإنشاء المكتبات المنزلية.

* متطلبات الحياة العصرية أجبرت الكثير من الناس على الاطلاع على الكتب لمعرفة أسرار هذه الحياة.

وعندما نتحدث عن القراءة يجب أن ندرك أنها متعددة الأنواع وتتمحور حول أربعة فروع رئيسية:

(1) القراءة الثقافية: وتشمل الإلمام بالأولويات من أمور الدين والدنيا بما فيها الثقافة الشرعية الواجبة على كل مسلم والمعينة له على التزام الطريق الصحيح في هذه الحياة.

(2) القراءة الأكاديمية (الدراسية): هذه القراءة تستوجب الفهم المتعمق لعدة مواد ليتمكن المرء من اجتياز اختبار معين أو الحصول على مؤهل دراسي يعينه على العمل وتحديد المهنة. والقراءة الأكاديمية لها عدة خصائص منها الإلمام بكل نواحي المادة المقروءة، وتتميز أيضاً بعدم وجود عامل الاختيار الحر للمادة المقروءة.

(3) القراءة المرجعية: نقوم بهذه القراءة عندما نرغب في البحث عن معلومات معينة قد تتطلب الاطلاع على عدة مراجع أو كتب. فعلى سبيل المثال تكون قراءتنا مرجعية عندما نبحث عن تفسير آية أو معرفة حكم أو صحة حديث أو عند التحقق من معلومات جغرافية عن بلد معين ...

(4) قراءة المتعة: قد تكون هذه أقل القراءات شأناً وتشمل قراءة الصحف والشعر وبعض القصص وما شابه ذلك، وهدفها غالباً يكون الترويح عن النفس و للتسلية.

ولا شك أن الدراية بأصول القراءة السريعة سوف تعود بالفائدة العظمى على الفرد الواعي الطموح الراغب في استغلال وقته على أحسن وجه مهما كان نوع قراءته. فالسؤال الذي يطرح إذن هو: ما هي القراءة السريعة وما هي مبادئها؟.

القراءة السريعة - كما يدل عليها اسمها - هي عبارة عن أسلوب للقراءة تتضاعف به كمية المادة المقروءة في وقت معين مع الاحتفاظ بكامل الاستيعاب. فالفرد الذي يتقن هذه المهارة بإمكانه في المتوسط اختزال وقت قراءة كتاب معين إلى الربع أو أقل، وهذا المتوسط يعتمد أيضاً على مستوى القارئ وثقافته ومدى إتقانه وتدريبه على هذه المهارة، ولكن هناك بعض المبادئ الرئيسية والفرعية التي بإمكان أي فرد أن يطبقها بنفسه، ويمكن تلخيص بعضها فيما يلي:

أولاً: المبادئ الرئيسية:

أ- مسح المادة المقروءة:

ويتلخص في الأقيام بعملية مرور سريع للتعرف الشكلي على المادة قبل الشروع الفعلي في قراءتها. فمثلاً عند قراءة كتاب ما يمكن أن تتم عملية المسح بالخطوات التالية:

* الاطلاع على مقدمة الكتاب والتعرف على أهداف المؤلف من كتابة الكتاب.

* التعرف على أبواب أو فصول الكتاب الرئيسية و عناوينها العريضة وعلاقة بعضها ببعض.

* إلقاء نظرة سريعة على الأشكال التوضيحية المستخدمة في الكتاب وعلى الخاتمة.

وكذلك يقال في المقال؛ حيث ينبغي التعرف على الموضوع وعلى الأهداف والأسلوب العام للموضوع.

وعملية المسح هذه لها دور كبير في التحضير الذهني مما يساعد على سرعة الاستيعاب وبالتالي على سرعة القراءة.

ب - إتقان أسلوب القراءة المطردة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير