تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فرحٌ هنا! وهناك قام المأتم!

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - 07 - 10, 02:16 م]ـ

هذه الصورة المبكية: قد تم تصويرها بواسطة أحد الصحفيين الفرنسيين في بلاد النيجر الإسلامية.

وهي لطفلِ صغير بائس يَجُرَُّ أمَّه الميِّتة من الجوع والحرمان!

وقد تمَّ بَيْعُ تلك الصورة بستة ملاين دولار! و تمَّ عرضُها عل

قناة: (الـ cnn ) الإخبارية.

فَرَحٌ هنا! وهناك قام المأْتَمُ!

شعبٌ يَنوحُ! وأمَّةٌ تَترنَّمُ!

واعجباً: من تلك الشعوب الإسلامية التي طوى الجوع بطونها! وأرَّقَتْ حرارةُ الشمس نومها! وأقضَّ الحرمان مضجعها! وهدم الهوان والفقر بيتَها ومخدعها! حتى نزلتْ ركائب الموت بساحتها! وعَبَثَتْ رياح المنايا بربوعها فأذهبتْ فرْحَتَها! فغدا أهلها في حفائر التراب بعدما أجهدهم العطش والجوع! ورقدوا في غياهب القبور بعدما انقطعت آمالهم وعزَّ عليهم النوم والهجوع!

وواعجبا: من تلك الشعوب الإسلامية الأخرى التي قد أهلك أكثرها الثراء والمال! وهطلتْ على رءوسهم سحائب الكنوز والأموال! فأنفقوها في غير مرضات الله! وفرّقوها في تحصيل ذلك المتاع الزائف من تلك الحياة! ولم يراعوا فيها: فقيرا ولا محتاجا! ولا كسوا – يوما- عريانا أو مسكينا ذا حاجة! بل ركبوا جواد التبذير في غير ما ينفع إخوانهم من المسلمين! وامتطوا خَيْل الإسراف في شهواتهم ونسوا الضعفاء من المؤمنين! وتواصوا فيما بينهم بمنع الزكاة عن مستحقيها وسائر المحتاجين! ونادى بينهم لسان حالهم: {أنْ اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين}!

فيالله: وتلك الأموال المبذولة في طبقات الشهوات! وواربَّاه: من تلك النفائس المصروفة في ابتغاء اللذات!

ولعل من الشقاء: ما سمعته قريبا: أن بعض الأثرياء العرب: قد عرض على بعض الغواني! مهرا عجيبا لم تسمع أذني بمثله بين المنتسبين إلى الإسلام! فقد كان على استعداد حاضر لبذل مهر قيمته: (مائة مليون دولار!) ليس فقط! بل و: (جزيرة في أسبانيا!) كل ذلك: موضوع تحت قدمي تلك الغانية - المطربة - الفانية! لأجل التزويج بها! والركود تحت قدميها!

وقبل أيام: أُقيم: (حفل زفاف) لبعض الغواني - من المطربات الراقصات - أيضا! وكان تكلفته يزيد على ملايين الدلارات النقدية! أما مهر العروس: فكان يزيد على: (مائة وعشرين مليونا مصريا!).

هذا: في الوقت الذي يموت فيه شعوب من قلة الزاد والدواء!

بل في مصر وغيرها: مساكن لا عائل لأهليها غير الله وحده!

بل إني أعرف منهم: من يبيتُ ليله طاوياً من غير طعام ولا شراب!

وأعرف: من يتقلب في الأسواق باحثا عن من يشتري له دواء لا حياة له إلا به!

فالله المستعان: فوالله إن القضية أعظم من أن تُوصفُ بحال!

وكتبه العبد الفقير: أبو المظفر سعيد بن محمد السناري القاهري.

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:53 م]ـ

..................................................

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير