تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَأَرِيْقُوْا عَلَى بَوْلِه ذَنُوْباً مِن مَاء) _ لا تزرموه_ أي لا تقطعوا عليه بوله. < o:p>

وَانْظُر إِلَي الْحِكْمَة الْأَعْرَابِي مُنْذ قَلِيْل يَقُوْل"الْلَّهُم ارْحَمْنِي وَمُحَمَّداً": الذي يقول هذا الكلام يمكن أن يدري حكم التبول في المسجد؟ لا بعدما حجر هذه الرحمة الواسعة وقصرها عليه وعلى النبي -عليه الصلاة والسلام- حكم البول حكم جزء لا يُعرف إلا من قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا الرجل ما فعل هذا إلا جاهلاً بالحكم،.< o:p>

وقد ظهر هذا في حديث ابن عباس الذي أخرجه أبو يعلى وغيره (أَن الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- اسْتَدْعَى الْرَّجُل فَقَال لَه: مَا حَمَلَك عَلَى أَن بُلْت فِي مَسْجِدِنَا؟ أَلَسْت بِرَجُل مُسْلِم، قَال وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَق مَا ظَنَنْتُه وَهَذِه الْصَّعَدَات إِلَّا شَيْئا وَاحِدا) _الصعدات_ الأرض المنبسطة، لم يتصور الرجل أنه بمجرد أن تبني جدران حول مكان ما وتقول هذا مسجد أنه صارت له أحكامٌ بخلاف الأرض، يقول (ما ظننته) أي ما ظننت هذا المسجد وهذه البقعة من الأرض- وهذه الصعدات إلا شيئًا واحدًا.< o:p>

قَدْر الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- أَن هَذَا الْأَعْرَابِي أُتِي مِن مَكَان بَعِيْد وَجَاء لِيَتَعَلَّم فَهُو يَعْذِرُه وَالْأَعْرَاب كَان يَغْلِب عَلَيْهِم فَعَل مِثْل هَذَا.< o:p>

بل في حديث خزيمة بن ثابت الأنصاري ما هو أبلغ من هذا وذلك (أَن الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- اشْتَرَى قُعُوْدا مِن رَجُل أَعْرَابِي وَاتُّفِق مَعَه عَلَى ثَمَن الْبَعِيْر،_ أَعْطَاه ظَهْرِه،يَرْكَب الْبَعِير يَعْنِي، إِلَى الْمَدِيْنَة ثُم يَنْقُدُه ثَمَنَه_ فَجَاء رَجُل مِن الْمُسْلِمِيْن وَلَا يَدْرِي أَن الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- اشْتَرَى الْجَمَل فَعَرَض عَلَى الْأَعْرَابِي أَن يَشْتَرِي الْجُمَّل فَقَال بِكَم فَقَال بِكَذَا وَأَعْطَى ثَمَنا أَعْلَى مِن الثَّمَن الَّذِي قَدَّرَه رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَاتَّفَق مَع الْأَعْرَابِي عَلَيْه فَجَاء الْأَعْرَابِي إِلَى الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال إِمَّا أَن تُشْتَرَي هَذَا الْجَمَل وَإِمَّا أَن أَبِيْعَه لِهَذَا الْمُشْتَرِي، فَقَال -عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- يَا أَعْرَابِي أَوَلَم تَبِعَنِي الْجُمَّل؟ قَال: مَا بِعْتُك شَيْئا، قَال يَا أَعْرَابِي بَل بِعْتَنِي، قَال مَا بِعْتُك شَيْئا, وَجَعَل الْصَّحَابَة يَلُوْذُوْن بِرَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-،عندما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- بل بعتني يا أعرابي، يقول ما بعتك شيئًا هذا تكذيب للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وَالْصَّحَابَة يَقُوْلُوْن لَه وَيْحَك إِن رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- مَا كَان لَيَقُوْل إِلَّا حَقا، فَيَقُوْل الْأَعْرَابِي هَلُم شَهِيْدا يَشْهَد أَنَّنِي بِعْتُك، فَانْبَرَى خُزَيْمَة بْن ثَابِت الْأَنْصَارِي وَقَال أَشْهَد أَنَّك بِعْتَه الْجمَّل، فَقَال الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- بِم تَشْهَد يَا خُزَيْمَة؟ قَال بِتَصْدِيْقِك _أَي وَأَنَّك لَا تَكْذِب،_ فَجَعَل الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- شَهَادَة خُزَيْمَة بِشَهَادَة رَجُلَيْن،) < o:p>

مَامَنَع الْصَّحَابَة أَن يَقُوْلُوْا مِثْل خُزَيْمَة: إنما خشي الصحابة أن يقول الواحد منهم مثلما قال خزيمة فينزل القرآن بتكذيبه أو بعتابه، لكن هذا من توفيق الله وتسديده للعبد.< o:p>

مثل عُكاشة بن محصن الأسدي لما النبي -عليه الصلاة والسلام- "قَال إِن سَبْعِيْن مِن أُمَّتِي يَدْخُلُوْن الْجَنَّة بِغَيْر حِسَاب، قَال عُكَّاشَة بْن مِحْصَن الْأَسَدِي: يَا رَسُوْل الْلَّه اجْعَلْنِي مِنْهُم، قَال: أَنْت مِنْهُم، فَقَال آَخَر وَأَنَا يَا رَسُوْل الْلَّه ادْعُو الْلَّه أَن يَجْعَلَنِي مِنْهُم، قَال: سَبَقَك بِهَا عُكَّاشَة. "والأعراب لهم مواقف كثيرة من مثل هذا يغلب عليهم الجهل أتى من باديته ليتعلم عند النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو لا يدري شيئًا،.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير