تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ?< o:p>

وَجْه الْدَلَالَة: فانظر إلى الفرق بين كلام موسى عليه السلام وبين كلام فرعون ?قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ? أهل العلم يسمون من يفعل هذا في باب المناظرات وعرض الحق يسمونها حيدة أنه حاد عن الطريق لما قال موسى عليه السلام: ?رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ?كان ينبغي لفرعون أن يثبت عكس ذلك، ولكن ليس عنده جواب فحاد عن الجواب، ?قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ?لم يحد موسي عن الطريق ولم يجادله فيما قاله لأن موسى عليه السلام عنده حق يريد أن يعرضه أي خروج مع هذا الحائد عن الطريق فيه أخذ من وقت عرض الحق وإنما استمر في عرض ما عنده من الحق ? قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ? فرعون لم يأت بحجة استمر موسى عليه السلام في عرض الحق الذي عنده ? قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ *قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ? حينذٍ سكت موسى عليه السلام ولم يواصل الكلام طالما إنه هدد بالسجن انتقلنا إلى شيء آخر?قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ? فطالما أنه هدد بالسجن , انتهي الحوار ,.< o:p>

لا يتكلم المرء إلا إذا علم أن كلامه يبلغ الحق الذي يعرضه , مثلما حدث مع إبراهيم عليه السلام أيضا مع النمروذ ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ? هذا الرجل الذي حاج إبراهيم في ربه ما الذي جرأه أن يحاج إبراهيم في ربه ? أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ ? < o:p>

وَهَذِه عَادَة الْلِّئَام إِذَا أَنْعَم الْلَّه _عَز وَجَل_ عَلَى لَئِيْم بِنِعْمَة يَسْتَطِيْل بِهَا وَيَنْسَى مَن أَسْبَغ عَلَيْه الْنِّعْمَة.مثل قارون عندما وعظه قومه ?وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي? أي ماعندي من مال بذكائي وتدبيري وحساباتي الدقيقة < o:p>

يقول أهل التفسير: أنه قال آت برجلين يحكم عليهما الاثنين بالإعدام ثم وهما, علي وشك تنفيذ الحكم عليهما , قال اعدموا هذا واتركوا هذا. فهذا الذي عفا عنه وهبه الحياة هو يقول هذا،.المجادلات الكثيرة تضيع القضية , فانتقل إبراهيم -عليه السلام- إلى جواب مفحم {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ? < o:p>

لِذَلِك كُل مَن يتّصُدي لِعَرْض الْحَق لَابُد أَن يَكُوْن عِنْدَه بدائل: وهذه كانت طريقة ابن حزم في المناظرات ولذلك استطاع وحده أن ينشر مذهبه على حساب كل علماء المالكية في الأندلس وظل ابن حزم لا يستطيع أحد الوقوف له في الأندلس حتى صارت الأندلس ظاهرية إلا ما ندر مع أنها كانت مالكية إلي أن جاء (أبو الوليد الباجي) من رحلته من المشرق التي ظل فيها سبع سنوات وبدأ يناظر ابن حزم وقوى قلوب المالكية في الدخول على ابن حزم، كان له طريقة معينة في المناظرة يحاصر الخصم ويهدم له الأدلة دليلاً دليلاً.< o:p>

مُوْسَى عَلَيْه الْسَّلَام لَم يُضَيِّع وَقْتاً فِي عِرْض الْحَق الَّذِي عِنْدَه. اليوم مع أي مخالف إذا لم تستعمل معه الحلم جيش عليك الجيوش الحلم يكسر حتى المعاند، الإنسان عندنا ينشر سنة في بلد ينبغي أن يكون رفيقًا لا يرفع راية التحدي لاسيما إذا كان ضعيفًا في البلد وهو الذي يحمل راية الحق وأهل البلد مبتدعة بحكم تطاول البدعة فيهم وأن الناس يعلمون الناس من عشرات السنين مقلدين و أراد أن يحرك هذا الجبل كيف يحركه واحدة.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير