أحاديث الوعيد دعها كما هي.إذا حاولت أن تفسر أحاديث الوعيد أو نصوص الوعيد عمومًا فتفقد الفائدة منها.< o:p>
تَفْسِيْر أَحَادِيْث الْوَعِيْد يَفْقِدُهَا الْفَائِدَة مِنْهَا: فمثلاً: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعاء الجاهلية) فقوله (ليس منا) دعها كما هي لا تفسرها لا تقول ليس على كامل طريقتنا لأنه إذا كان هناك من تلطم خدها أو من يشق ملابسه، أو يدعوا بدعاء الجاهلية،فعندما تقول له أنت مسلم ولكن لست على كامل طريقتنا ولا كامل هدينا وغير ذلك، فتكون قوة الزجر ضاعت بهذا التفسير.< o:p>
مَتَى نُفَسِّر أَحَادِيْث الْوَعِيْد؟ أفسر هذا الكلام، عندما يأتي من يقول بضد مقتضاها الصحيح، وفي مثل هذه الحالة سنتناقش ونتجاذب الحديث، إنما العوام لا. مثل جماعة التكفير والهجرة في القديم كل الأحاديث التي ذكر فيها (ليس منا) جموعها كلها وراء بعضها (وليس منا) أي كافر مباشرة كانوا يشتهون أن يكفروا الناس، فيرون ليس منا هذا وهذا وهذا ويجمع من الناس كل من يقع تحت الحديث فيكفره ويخرجه من الإسلام. (ليس منا من لم يأخذ من شاربه)، فإذا لقي رجل يطلق شاربه ووفاه فيقول عليه كافر، لأنه ليس منا.< o:p>
تَوْضِيْح الْشَّيْخ _حَفِظَه الْلَّه_ لِمَسْأَلَة نُصُوْص الْوَعِيْد:المسألة ليست هكذا، أنا يُمكن أن ألجا لتفسير هذا الكلام عندما أجد أحد هؤلاء، أقول له لا، [ليس منا] معناها كذا وكذا إنما عندما أكلم العوام أترك الأحاديث الزاجرة كما هي كما قال ? مثلاً:" بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر "، فلا تقول كفر دون كفر وغير ذلك، أتركها كما هي، لأن "من تركها فقد كفر" شيء يخض أي إنسان عنده ضمير أو يخاف من النار، يخاف من ربنا _سبحانه وتعالى _بمجرد سماعه " من تركها فقد كفر" يُمكن أن يصلي مباشرة، لكن عندما أفصل له وأنه كفر دون كفر، وطالما انك لم تجحد فأنت لا زلت على الإسلام فطالما أنا على الإسلام فلماذا أصلي؟، فهذا ليس من الحكمة.لذلك العلماء كانوا يقولون نصوص الوعيد أتركها كما هي لا تفسرها، متى تفسرها عندما تجد واحد يقول بضد مقتضاها الصحيح وفي مثل هذه الحالة سنتناقش ونتجاذب الحديث، إنما العوام لا. < o:p>
لِكُل مَقَام مَقَال: عندما يكون رجل غارق في الدنيا فلا أحضر إليه الأحاديث التي تحض على الدنيا واستثمار المال واستثمار الأرض لأنه غارق فيها، و عندما أجد مغرور بالدنيا أعطيه قليل من الترهيب، عندما أجد من هو بعيد عن الدنيا وترك ما أباحه الله عز وجل له.< o:p>
كما قال بعض الناس:) بحثت عن شيء حلال في الدنيا صرف فلم أجد إلا الملح، فأنا لا آكل إلا الخبز والملح (الرسول_ ? _ كان يأكل البطيخ والرطب وكان يأكل الحلواء ويشرب العسل، وكان يستعذب له من الماء في بستان أبي طلحه الذي كان أجل مال أبي طلحه وكان قٌبالة المسجد النبوي مباشرة، وكان أبو طلحة يحب هذا البستان لأن النبي ? _ كان يدخله ويشرب منه الماء العذب وكان أبو طلحه يستعذب الماء للنبي _ ? _.والنبي عليه_ ? تمتع بكل الطيبات لكن بالشرط المذكور الذي ذكره أبو حازم وهو ألا تأخذ من الدنيا شيئًا يكرهه الله، حرم عليك الرشوة حرم عليك السرقة، حرم عليك أن تأخذ أي شيء إلا بحل دع هذا واعلم أن في الحلال مندوحة وأن العبد إذا تحري الحلال لا يحتاج إلى شيء من الحرام أبدًا، فإن الله_ عز وجل _تكفل لنا بذلك اليسر كله فيما أمرك الله به.كما قال بعض أهل العلم إن الله تكفل لنا بذلك يجعلوها تحت قوله تبارك وتعالي:? وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ? [الحج: 78]، أي أن اليسر كله فيما أمرك الله به.< o:p>
أُسْوَتُنَا رَسُوْل الْلَّه _ ?:إنما الكلام الذي نراه في تراجم أهل العلم نجده معرِض تمامًا عن الدنيا فهو حر هو رأي أنه لا يصلح إلا بذلك، لا جناح عليه، لكن لا ينفع عندما أكلم الناس وأفتي الناس أحضر أفعال هؤلاء العلماء مع جلالتهم ومع فضلهم لكن أسوتنا رسول الله _ ? _ الذي يقول لم يصفوا لي إلا الخبز والملح وصبر على ذلك ورأي صلاح نفسه في ذلك فله ذلك، لكن لا يصح أن يحتقر الآخرين أو ينسبهم إلى التقصير لأنهم يأكلون الحلوى والعسل وغير ذلك إذا كانت من حلال.< o:p>
وَسُفْيَان الْثَّوْرِي كَمَا هُو مَعْلُوْم عَنْه كَان إِمَاما فِي الزُّهْد: كان إمامًا في العلم والعمل، رأوه مرة في السوق وفي يده دراهم فتعجبوا سفيان الثوري معه نقود، هذا الذي نضرب به المثل في الزهد، فقال له أحد ما يا أبا عبد الله أمثلك يمسك هذه؟ تضع في يدك نقود في الدنيا، فقال له أُسكت لولا هذه لتمندل بنا الملوك لولا هذه النقود لكان الملوك جعلونا مناديل وأنت تعرف أن الواحد يمسح بالمنديل ثم يرميه، هذه هي الذي عصمتنا وعصمة ماء وجوهنا أن يراق على أبواب السلاطين أو على أبواب أصحاب الأموال، فسفيان الثوري بين له إنه إنما يستعف بمثل هذه الأموال ونحن لنا مع الدنيا كلام طويل.< o:p>
وَالْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى أَسْأَل أَن يَجْرِي الْحَق عَلَى لِسَانِي وَأَسْأَل الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى أَن يَنْفَعُكُم بِمَا أَقُوْل إِنَّه وَلِي ذَلِك وَالْقَادِر عَلَيْه، وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَالْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه.
< o:p> انْتَهَى الْدَّرْس الْأَوَّل< o:p>