تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بَعْض الْنَّاس يَتَصَرَّفُون كِآِلِهَة صِغَار عَلَى الْأَرْض: لا يردهم وازع من الدين ولا حتى من الحياء، فكل إنسان منا أنا وأنت على استعداد أن نقول أنا ربكم الأعلى، ما الذي يكبح هذه الشهوة التسلط والكبر وهذا الكلام؟ أهل الإيمان يمنعهم الإيمان أن يقولوا هذا، وأهل الفجر يرمون بالحجارة، لو واحد قال أنا ربكم الأعلى، ولو أنا مؤدب معه أقول له هات لي العمارة، هات لي القصر، اعمله لي ذهب وغير هذا الكلام، فسيعجز، أقول له أنت لست إله واخرج من هذه الحدوتة التي تعيش فيها هذه.< o:p>

لا أحد يعرف أن يدعيها، لكن يدعي بعض صفاتها، واحد يتشاجر مع واحد، تأتي لتصالحه، يقول له لم يخلق الذي يقول لي لا، لماذا لم يخلق، هل أنت أعلي واحد، إذا كان غني هناك من هو أغنى منك، وإذا كنت قوي هناك من هو أقوى منك، وإذا كنت رئيس هناك رئيس أعلى منك يجعلك تتحرك ريموت كنترول، لا تعمل فيها أنك من أنت، وتقول المباحثات والعلاقات الثنائية، لا يوجد حاجة اسمها العلاقات الثنائية، هناك يذهب فيؤمر ويطيع، إنما يطلع والكاميرات وكم صورة وغير ذلك، نحن أهم شيء نريد الذي بالداخل، ما الذي يقال في الغرف المغلقة، يذهب ويتلقى الأوامر ويأتي لينفذ، وليس العلاقات الثنائية، إذا كنت تنسى أنا أفكرك وأحضر لك الدفاتر القديمة وأتصفح لك الصفحات وهذه الحدوتة.فلا تعتقد لأنك وصلت إلى القمة في مكان معين أنه لا يوجد من هو أعلى منك.< o:p>

المهم أريد أن أقول دائمًا فوقك أحد: إياك أن تتصور أنك أنت الذي فوق، وتأتي وتقول لم يخلق الذي يأتي بأنفي الأرض، لم يخلق، لم يخلق، وكأن الله أطلعك على لوحه في الخلق، هذا عنده ماذا وهذا عنده ماذا، لكي تقول لم يخلق، فهذا الذي كلما تصالحه لا تعرف أن تأتي به، فهذا عنده داعية الإلوهية ولكن ليس كلها، قطعة أخذها وهي الكبرياء، لا يريد أن يكون له كبير ولا أحد يكلمه.< o:p>

مَالَّذِي يَكْبَح جِمَاح الْنَّفْس الْبَشَرِيَّة مِن دَاعِي الَإِلُوهِيّة؟ فأريد أن أقول النفس البشرية الذي فيها داعية الإلوهية، ما الذي يجعله ينزل إلى الأرض؟ الذل، لكن نحن نريد ذلًا بحب وهذا موضوعنا، لماذا؟ لأننا نتذلل لخالقنا لربنا وإلهنا الذي خلقنا وعافانا منها فأرسل إلينا رسولًا وأنزل إلينا كتابًا، واصطفاك مسلمًا، كان من الممكن أن تكون ابن لأبوين كافرين وتكون متعصب لهذا الدين وترى أنك على الحق وكل الدنيا على الباطل، عافاك من هذا، وخلقك مسلمًا ولم تعرف شرف هذا الاختيار، بأنك فرطت في أوامر خالقك، وفرطت في إتباع نبيك- ? - الذي جاءك ليدلك على الله، ومن ثم إذا آمنت به دلك على الخلود في الجنان.< o:p>

إذًا خاطرتنا وعصبها: العبودية، التي هي تشمل المحبة، وانظر الله- عز وجل- وصف أنبيائه بهذا الوصف الجميل، أنظر نوح:? إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا? (الإسراء:3) ? وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ? (ص:30) ? إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ? (ص:44) ? وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأيْدِي وَالأبْصَارِ ? (ص:45) ويوسف:? إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? (يوسف:24)، والنبي ? وصفه ربه في أعظم المقامات بالعبودية.أنظر نزول القرءان عليه:? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ? (الكهف:1)، في التحدي:? وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نزلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ? (البقرة:23)، في الإسراء:? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا ? (الإسراء:1)، في مقام الدعوة:? وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ? (الجن:19)، أشرف المقامات يصفه بالعبودية، حتى أن بعض الناس يفاضل بين ليلة القدر وليلة الإسراء، أيهما أفضل، أيهما أشرف، لماذا؟ لأنه وصل إلى ربه وكلمه ربه- تبارك وتعالي- في ليلة الإسراء، فالعلماء يفاضلون بين ليلة الإسراء ولية القدر الذي هي خير من ألف شهر كما تعلمون.والكلام في الحديث المشهور عن أنس ويرويه عن بن معاذ أيضًا لما ركب معاذ خلف النبي ? -:" فقال: يا معاذ، قال: يا رسول الله لبيك وسعديك، ثم صار ساعة، ثم قال: يا معاذ، قال: يا رسول الله لبيك وسعديك، ثم صار ساعة ثم قال: يا معاذ "، كل هذا لكي يجمع معاذ قلبه كله، لأنه لما يقول له ثلاث مرات ويتركه، مرة ويتركه، ثم مرة ويتركه، فصار معاذ متلهفًا، ما الذي سيقوله، " قال أتدري ما حق الله علي العبيد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: حقه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال: أتدري ما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: ألا يعذبهم ". فذكر مقام العبودية التي يشتمل على أعلى درجات الحب، فهذا عصب الخاطرة، وغدًا بإذن الله- تبارك وتعالي- نواصل الكلام، وسآخذ كلام بن الجوزي فقرة فقرَة، لأن كل فقرة من فقرات بن الجوزي في هذه الخاطرة تصلح أن تكون محاضرة لو أردنا أن نبينها ونوسع الكلام عنها.< o:p>

وَالْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى أَسْأَل أَن يَجْرِي الْحَق عَلَى لِسَانِي وَأَسْأَل الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَى أَن يَنْفَعُكُم بِمَا أَقُوْل إِنَّه وَلِي ذَلِك وَالْقَادِر عَلَيْه، وَآَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَالْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه.< o:p>

انْتَهَى الْدَّرْس الْأَوَّل< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير