تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ماهي الوظيفة التي من أجلها خُلِقَ العبد؟ إذ أن وظيفة العبد التي من أجلها خلق هي العبودية لله- تبارك وتعالى- وهذه العبودية هي أقدم ميثاق أخذه الله- عز وجل- على بني أدم، أخذه عليهم وهم في عالم الذر لما استخرجهم من ظهر آدم- عليه السلام- كما قال ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- موضحاً وقد ورد هذا صريحاً في قوله- تبارك وتعالى-: ?وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ? (الأعراف:172) < o:p>

الْعِبَادَة تَشْمَل كُل شَيْء فِي الْحَيَاة. وليست العبادة مقصورة كما يتوهم بعض الناس في آداء الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج، لا، بل العبادة تشمل كل شيء في الحياة، أنت مطالب بالعبودية في كل سكنة وحركة وكلما أعطى المرء العبودية حظها اتسع قلبه لأنواع العبوديات.< o:p>

اسْتِشْكَال: كَيْف نَجِيْب عَلَي ضَحِك الْفُضَيْل فِي يَوْم مَوْت وَلَدِه فِي الْوَقْت الَّذِي بَكِي فِيْه الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي الْيَوْم الَّذِي مَات فِيْه إِبْرَاهِيْم؟ فقد ذُكر أن الْفُضَيْل بن عِياض رحمه الله لما مات ابنه علي وكان علي من كبار الخاشعين لله ومن كبار الزهاد ومات علي شاباً، لما مات علي جعل الْفُضَيْل يضحك فتعجب الناس، كيف يضحك في اليوم الذي مات فيه ولده؟ فسألوه عن ذلك فقال: (أحببت أن أرضى بقضاء الله فاستشكل بعض الناس ذلك، وقالوا: كيف يضحك الْفُضَيْل في يوم موت ولده في الوقت الذي بكي فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- في اليوم الذي مات فيه إبراهيم؟ أيكون الْفُضَيْل أرضى نفسًا وأشرح صدرًا من النبي- صلى الله عليه وسلم- وكلاهما مبتلى بفقد الولد؟.< o:p>

فأجاب عن ذلك بعض من فتح الله عليهم ألا وهو شيخ الإسلام بن تيمية- رحمه الله تعالى- فقال: (هُدِي نَبِيِّنَا أَكْمَل، فَإِن الْفُضَيْل لَمَّا ضَاق قَلْبَه عَن اسْتِيْعَاب عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة وَ عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا، قَدِم عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا عَلَى عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة، أَمَّا نَبِيِّنَا- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فَأَعْطَى كُل حَقَّهَا عُبُوْدِيَّة فَبَكَى رَحْمَة لِلْوَلَد، وَبَيْن رِضَاه عَن مَوْت إِبْرَاهِيْم وَقَال:" ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ".< o:p>

الحاصل:أن كل شيء في الكون كل حركة وكل سكنة لها عبودية، كلما وفق المرء وهُدي إلى صراط ربه اتسع قلبه للعبوديات جميعًا، وإذا ضاق قلبه راح عليه من العبوديات ما يحبه الله- تبارك وتعالى-.إذًا لما نقرأ قول الله- عز وجل-:? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ? (الذاريات:56)، ليست العبادة كما قلت هي في ركعات أو في صيام يوم أو في الحج أو في نحو ذلك، بل العبودية تشمل الحياة كلها.< o:p>

فَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْدُّنْيَا وَجَدْنَاهَا تَتَكَوَّن مِن رَجُل وَامْرَأَة.? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ? (الحجرات:13) هذا الرجل له وظيفة، والمرأة لها وظيفة، إذا وجدت أي مشكلة في بيت ما فاعلم أن هؤلاء أخلوا بشيء مما فرضه الله- عز وجل- عليهم،.< o:p>

لَا يُمْكِن أَن تُوْجَد مُشَكَّلَة مَا فِي بَيْت وَفَّى الْعُبُوْدِيَّة حَقَّهَا أَبَدا. انظر إلى قول الله- تبارك وتعالى-:? الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ? (البقرة:229) ? فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ?الذي هو الخلع، المرأة كرهت الرجل ولا تستطيع أن تعيش معه، والرجل يرفض أن يطلق حينئذٍ رخص الله- تبارك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير