تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتعالى- للمرأة أن تفتدي نفسها من الرجل ببعض المال، تصطلح معه على أن يطلقها أو أن يسرحها أو أن يخلعها ببعض المال، لكن المسألة كلها كما قال الله- عز وجل-? فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ?.< o:p>

أَي خَلَل فِي الْبُيُوْت سَبَبُه تَجَاوَز حُدُوْد الْلَّه.إذًاً رجل يظل مع المرأة كلاهما يتعدي حدود الله هذا لا يجوز، إن خاف كلاهما، أو خاف أحدهما أن يتجاوزا حدود الله، فيكون الفراق حينئذٍ أولى لو أنهما اصطلحا على شيء من المال وخلعت المرأة نفسها أو طلقها الرجل فتزوجت رجل آخر، ثم طلقها هذا الرجل الآخر، فأرادت أن تراجع زوجها الأول مرة أخرى.< o:p>

هَل يَجُوْز لَهَا أَن تَرْجِع إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّل؟ قال الله- عز وجل-:? فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ? (البقرة:230) والظن هنا لم يخرج على بابه الذي هو الشك، لا الظن هنا هو الظن الراجح، أي إن ترجح لهما إن تراجعا أن يقيما حدود الله، القصة ليست قصة ترجع لأجل الأولاد، أو نرجع لأن المرأة تحب الرجل، والرجل يحب المرأة أو هذا الكلام. لا، الكلام هذا ممكن أن يأتي في المرحلة الثانية، أو هو داخل عمومًا في قوله -تبارك وتعالى-:? إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ?، لا جناح عليهما حينئذٍ أن يتراجعا، أصبحت المسألة كلها أيضاً مضبوطة برعاية حدود الله- تبارك وتعالى-، الحياة أقصر من أن يقضيها الرجل والمرأة في شغب دائم، لا تستطيع المرأة أن تعبد ربها، ولا يستطيع الرجل أن يعبد ربه، الاثنين دائمًا في شجار مع بعض،وكل واحد يتحدى الآخر صارت الحياة الزوجية مباراة، وليست في مباراة الحياة الزوجية رجل رابح أبداً، الكل خاسر، إذًا نفهم من هذا أن أي خلل في البيوت سببه تجاوز حدود الله.< o:p>

مَا هِي الْنَّتِيجَة إِذَا تَجَاوُزا مَعا حُدُوْد الْلَّه- تَبَارَك وَتَعَالَى-؟ نسل فارغ دماغه فارغ، لا تنتفع الأمة به، وما صار حال الأمة إلي ما صارت عليه الآن بسبب عدم التربية، رجال يرضون بالذل والهوان، ولا يرى بأسًا في ذلك بخلاف الأولين كان يفضل أن يموت ولا يذل، كيف حدث هذا التبديل ونحن أمة العزة ? وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ? (المنافقون:8).نحن أمة العزة كيف صرنا نصبر على هذا الهوان، لا يستطيع المرء أن يسمع نشرة الأخبار، الحر إذا سمع خبراً يموت بسببه، كيف نأكل ونشرب ونتمتع بحياتنا ونستكثر من المباحات إلي الدرجة التي تدخلنا في المكروهات بل المحرمات وصارت المباحات كأنها واجبات، الكل صار يبحث عن الملذات وتائه لا أحد يشعر بالهوان الحقيقي الذي حاق بهذه الأمة، كيف حدث هذا؟ حدث هذا بسبب الإخفاق العملي في الأمة جمعاء في الإجابة عن هذا السؤال لماذا نتزوج؟ هذه الحلقات أبسط فيها الداء وأشخص الدواء، ليست من كيسي وليس من عندي ولكن من كتاب-ربنا سبحانه وتعالى-، ومن سنة نبينا- صلى الله عليه وسلم-، ومن تصرف الأمة على مدى القرون الفاضلة ومن واقع الناس اليوم فهو إذاً نص وتجربة.< o:p>

الْدَّلِيل عَلَى أَنَّه يُمْكِن أَن يُسْتَدَل مِن التَّجْرِبَة عَلَى نَص شَرْعِي:والتجربة أيضًا تدخل في واقع النص، ويمكن أن يستدل من التجربة على معنى شرعي، ودليلي على ذلك قصة المعراج، لما عرج بالنبي - صلى الله عليه وسلم- إلى ربه- تبارك وتعالى- فلما رجع النبي_ صلي الله عليه وسلم_ مر بموسى- عليه السلام-، قال له موسى- عليه السلام- ماذا أعطاك ربك؟ قال فرض على خمسين صلاة في اليوم والليلة، قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف، فإن أمتك لن تستطيع إنني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وفي لفظ قال موسى- عليه السلام- للنبي- صلى الله عليه وسلم-: إني جربت الناس قبلك وإن أمتك لن تستطيع، فرجع النبي- صلى الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير