تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يُنَزِّل يَوّمَا وَأَنْزَل يَوْمَا فَإِذَا نَزَل أَتَانِي بِخَبَر ذَلِك الْيَوْم مِن وَحْي وَغَيْرِه، وَإِذَا نَزَلَت فَعَلْت مِثْل ذَلِك قَال وَكُنَّا مَعْشَر قُرَيْش قَوْم نَغْلِب نِسَاءَنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَي الْأَنْصَار فَإِذَا هُم قَوْم تَغْلِبُهُم نِسَاءَهُم، فَطَفِق نِسَاؤُنَا يَأْخُذْن مِن أَدَب نِسَاء الْأَنْصَار، فَصَخَبْت عَلَى امْرَأَتِي ذَات يَوْم فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْت أَن تُرَاجِعَنِي وَأَخَذَت قَضِيْباً فَضَرَبَتْهَا وَقُلْت لَهَا: أَفِي هَذَا أَنْتِي؟ فَإِنَّنَا كُنَّا لَا نَرَى الْنِّسَاء شَيْئاً وَلَا يَدْخُلَن فِي شَيْء لَنَا , قَالَت: أُوَفِّي هَذَا أَنْت يَا بْن الْخَطَّاب؟ كَيْف تَنَكِّر أَن أُرَاجِعَك وَأَزْوَاج الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يُرَاجِعْنَه وَيَهْجُرُنَه الْيَوْم حَتَّى الْلَّيْل قَال: فَأَفْزَعَنِي ذَلِك وَنَزَلَت إِلَى عَائِشَة فَقُلْت لَهَا: لَقَد بَلَغ بِك يَا ابْنَة أَبِي بَكْر أَن تُؤْذِي رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-؟ فَقَالَت: مَالِك وَلِي يَا بْن الْخَطَّاب عَلَيْك بِعَيْبَتِك ,قَال: فَنَزَلَت إِلَى حَفْصَة وَقُلْت: قَد بَلَغ بِك أَن تُؤْذِي رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- أَنْت تَعْلَمِيْن أَنَّه لَا يُحِبُّك، وَأَنَّه لَوْلَاي لَطَلَّقَك، أَطَلَّقَكُن الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-؟ قَالَت: لَا أَدْرِي، وَلَكِنَّه مُعْتَزِل فِي مَشْرَبَه , قَال: فَدَخَلْت عَلَى أُم سَلَمَة وَبَيْنِي وَبَيْنَهَا قَرَابَة، فَقُلْت لَهَا: قَد بَلَغ مِن أَمْرَكُن أَنَّكُن تُؤْذِيْن رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَالَت: وَاعْجَبَا لَّك يَا بْن الْخَطَّاب قَد دَخَلَت بَيْن الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَنِسَائِه، قَال: فَكَسَّرْتَنِي قَال عُمَر: فَصَلَّيْت الْفَجَر مَع الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَإِذَا رَهْط عِنْد الْمِنْبَر يَبْكِي بَعْضُهُم، وَالْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- صَلَّي وَدَخَل فِي مَشْرُبَة لَه وَعَلَى بَاب الْمَشْرُبَة غُلَام أَسْوَد يُقَال لَه رَباح،_طبعاً عمر بن الخطاب لما نزل على ابنته قبل أن يذهب إلى المسجد نزل على ابنته حفصة فقال: أَتُغَاضِب إِحْدَاكُن الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَتَهْجُرُه الْيَوْم حَتَّى الْلَّيْل؟ قَالَت: نَعَم , قَال لَهَا: وَمَا يُؤْمِنُك أَن يَغْضَب الْلَّه لِغَضَب رَسُوْلِه فَتَهْلِكِي، لَا تَسْأَلِي الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- شَيْئا وَلَا تَسْتُكْثِّرِيْه، وَلَا تَهْجُرِيْه، وَسَلِيْنِي مَا بَدَا لَك ثُم انْطَلَق عُمْر إِلَى الْمَسْجِد فَوَجَد عِنْد الْمِنْبَر رَهْطُاً يَبْكِي بَعْضُهُم، قَال عُمَر: وَالْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- مُعْتَزِل فِي الْمَشْرُبَة، وَقَال لِحَفْصَة أَيْضا مِن جُمْلَة مَا أَوْصَاهَا بِه قَال: لَا يَغُرَّنَّك أَن كَانَت جَارَتُك أَوْضَأ وَأَوْسَم وَأَحَب إِلَى الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- مِنْك وَهُو يَعْنِي عَائِشَة وَصِيَّة عُمَر بْن الْخَطَّاب- رَضِي الْلَّه عَنْه- لِابْنَتِه حَفْصَة._يريد أن يقول لها: لا تقلدي عائشة في شيء فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- يحتمل لها ما لا يحتمله لك إنه تزوجك من أجلي وأنت لا تجرين في مضمار عائشة فهي أوضأ أي: أجمل، وأوسم، وأحب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فممكن النبي- صلى الله عليه وسلم- يحتمل لها، فممكن تغاضبه وممكن تهجره يحتمل لها، لكن لا يحتمل لك، لأنه ليس لك من النصيب مثلما لعائشة - رضي الله عنها- وهذه وصية عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لابنته حفصة. وعلى هذا الجزء أو من هذا الجزء استل الإمام البخاري تبويبه في باب النكاح قال باب (مَوْعِظَة الْرَّجُل ابْنَتَه لِحَال زَوْجِهَا)، أي أن البخاري قصد هذا. المهم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- اعتزل في مشربه، وهي غرفة ملحقة بالمسجد ورباح على الباب، فجاء عمر فوجد هذا الرهط من الصحابة عند المنبر يبكي بعضهم لتكدر خاطر النبي- صلى الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير