تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْشَّيْخ حَفِظَه الْلَّه: أنا فرقت بين شيئين ,هناك شيء أًسميه الشيء المدني الخاص بالنظام والتقدم وهذا الكلام والشق الأخلاقي ,أما بالنسبة للشق الدنيوي الألمان كلمة إجماع بالنسبة لنظامهم ولنظافتهم ولدقتهم في عملهم لذوقهم ,عندهم ذوق وعندهم احترام لخصوصية الآخر، فمن كان يدخل في المستشفى، تدخل طبيبة مثلا أو تدخل ممرضة، عندهم الابتسامة وهذا الكلام وتمد يديها تسلم، لم أكن أمد يدي لأسلِّم، لأن طبعاً مصافحة المرأة حرام لا يجوز ولم أجد إطلاقاً أي غضاضة ألاَّ أمد يدي، وإخواني الذين كانوا معي الألمان كانوا يقولون، معلش نحن عندنا في الإسلام لا نصافح، فلا يتغير وجهها ولا تزعل ولا تقلب ولا هذا الكلام إطلاقاً وكأنه لم يحدث شيء، فمسالة احترام خصوصية الآخرين هذه أنا لاحظتها الحقيقة عليهم جميعاً ,الشعب منضبط جداً، لأن كله جواسيس على كله، بسبب صرامة القانون لأنه لا فرق بين كبير وصغير، شعروا بشيء من أن الإنسان له حيثية، الإنسان له قيمة لا كبير ولا صغير لأني وأنا هناك في الصحف وهذا الكلام، مستشارة ألمانيا الغربية عندما ذهبت إلى جنوب أفريقيا، كانت المباراة ما بين ألمانيا والأرجنتين، وكيف أنهم ألقوا عليها باللوم أن تذهب بطائرة الدولة، فقالوا لها: تريدين أن تشجعي المنتخب الألماني فأنت كمواطنة عادية تقطعي تذكرة على حسابك وتذهبي، ولكن كيف تركبي طائرة الدولة على نفقة الدولة وتذهبي هناك لكي تشجعي الفريق وهذا الكلام! فهذه مساءلة فالكبير والصغير في القانون واحد فهناك تشعر أن لك حيثية، من حيث أنك إنسان محترم مثلاً: تجولنا في ألمانيا أوفي أوروبا عموماً لا يوجد بوليس وقف معنا مرة واحدة إلا في – بون- كنا عائدين من ميونخ – اسمها منشن ونحن العرب نسميها ميونخ – فعدنا على مطار بون، طبعاً كان يوجد جماعة من الأتراك من الأصل الألماني، أي معهم جنسية ألمانية، كانوا ينتظرون اثنان ملتحيين، فالبوليس أخذ جوازاتهم وسألهم: من تنتظرون؟ قالوا: نحن ننتظر هؤلاء الذين سيأتون، فعندما نزلنا أخذ الجوازات فقط يتأكد من التأشيرة وما إلى ذلك وبمنتهى الذوق، واعتذروا لنا وأخبرونا أن هذا نظام وبعد ذلك أعطونا الجوازات بأنفسهم واعتذروا مرة أخرى أننا لا نقصد إطلاقاً أي شيء من هذا إنما هذا من دواعي الأمن، فشكرنا لهم هذه المسألة ,فهم الحقيقة عندهم كنظام عام وصرامة القانون، وألمانيا من الدول البوليس فيها سريع جداً، تبلغ البوليس ثلاثة دقائق ويجب أن تجد البوليس، فعندهم سرعة غريبة الشكل وفي نفس الوقت يتعامل بمنتهى الرقي، لا يمكن أن يسب لا يمكن أن يعبس، إطلاقاً , بعد إحدى المحاضرات وكنا في عودتنا فالأخ الذي كان يقود بنا السيارة كان المفروض السرعة تكون ستون في مكان معين، طبعاً يوجد سرعة مفتوحة وسرعة مقيدة، أي أربع حارات وكل حارة لها سرعة، فنحن في السيارة، ابتسامة وحيا الأخ الذي يقود بي السيارة وقال له: أنت تجاوزت السرعة وهذا الكلام، فأنت من حقك أن تدفع الغرامة الآن أو تدفع الغرامة فيما بعد، وهذا الأخ الذي كان معي هو أحد الدعاة الألمان فدعاه للإسلام وسأله عن ديانته، قال له: ديانتي كاثوليكية وما إلى ذلك فسأله قائلا: لماذا لا تسلم وأخبره عن الجنة ويدخلا المسلمين وما إلى ذلك وهذا الرجل يبادله الابتسامة ويسأله عن كيفية ذلك؟ قال له لنا موقع على الإنترنت وما إلى ذلك، كل هذا وهو يأخذ الغرامة! ولم يلاقي أي مشكلة وفي آخر الحديث كرر شكره بقوله: شكراً شكراً فهذا أدهشني.< o:p>

فأنا أريد أن أقول أنهم من جهة الدنيا وتنظيمها وما إلى ذلك، لاشك أنهم وصلوا إلى قمة كبيرة جداً، والإنسان هناك محترم لذاته، وبالذات فيما يتعلق بالجانب الصحي وطبعا فيه تأمين صحي شامل بقانون الدولة لا يوجد أحد يدفع فلس فيما يتعلق بمستشفى ولا دواء إلى آخره، ولذلك كل المستشفيات على مستوى واحد من الجودة لا يوجد مستشفى خمس نجوم أو عشرة نجوم أو ثلاث نجوم ولا مستشفى مثلا تحت الصفر ولا استثماري، لا إطلاقاً، ولذلك إذا دخلت أي مستشفى تجد نفس الرعاية الطبية لأنه بروتوكول، أول ما تدخل يوجد بروتوكول صحي يجب أن يعمل من شعر رأسك إلى أخمص قدمك، تأخذ فحص شامل وهذا الكلام ورعاية كاملة وهدوء إلى آخره، فلو تكلمنا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير