تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْبُخَارِي رَوَى الْحَدِيْث كَالْآتِي: أن أبا سلمة ابن عبد الرحمن سُئل أي القرآن نزل أولاً ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ? أم ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ?؟ فإن قوماً يقولون ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ? نزل أولاً وقومٌ يقولون ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنْذِرْ ?، فأبو سلمة قال: سألت جابراً، جابر ابن عبد الله الأنصاري فقال: الذي نزل أولاً ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ?ثم روى عن رسول الله ? أنه قال:" لَمَّا خَرَجْتُ مِن غَار حِرَاء وَذَلِك بَعْد فَتْرَة مِن الْوَحْي – كَمَا فِي بَدْء الْوَحْي- إِذَا بِي أَجِد المَلْك الَّذِي جَائَنِي فِي غَار حِرَاء فَرُعِبْتُ مِنْه فَذَهَبْت إِلَى خَدِيْجَة فَقُلْت: دَثِّرُوْنِي دَثِّرُوْنِي، فَنَزَل قَوْلُه تَعَالَى ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنْذِرْ ?< o:p>

هذا كلام جابرابن عبد الله وفهمُهُ، أن أول ما نزل من القرآن ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ?إنما حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي وهي تحكي حكاية مجيء جبريل عليه السلام إلى النبي ? وهو يتحنث – أي يتعبد في غار حراء- فجاءه فقال له: إقرأ، قال: ما أنا بقاريء – لم يقل له لن أقرأ، ولكن قال ما أنا بقاريء أي أنا لا أعرف القراءة – فغطَّه وقال اقرأ، قال: ما أنا بقاريء، فغطَّه، وقال إقرأ، فقال: ما أنا بقاريء، فقال: ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ?. ووقف إلى هنا.< o:p>

فالنبي ? خرج من الغار يرجف فؤاده وذهب إلى خديجة وقص عليها القصة وذهب إلى ورقة بن نوفل. القصة التي تعلمونها.< o:p>

إذن حديث عائشة يُثبت أن أول ما عرفه النبي ? من القرآن إقرأ وحديث جابر يقول أن أول ما نزل من القرآن ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ?هذا الذي يقبع تحت خط الفقر العلمي لا يستطع أن يستوعب الجمع ما بين الروايتين، والجمع بين الروايتين موجودٌ في كتب أهل العلم لكن هاؤلاء الجماعة لا يقرأون.< o:p>

البخاري له ثلاثمائة شرح وحاشية, طُبع من البخاري تقريبا 17، 18 شرح حتى الآن لو رجع إلى شرح واحد لأنفك إشكاله، لكن هؤلاء يعتقدون أنفسهم أنهم فوق البشرية جيمعها لا يقرأ لأحد ولا يرى شرح وإنما يقرأ غلط ويفهم غلط ومن ثم يخرج للناس ويقول وجدتها مثل أرشميدس.< o:p>

كَيْف جَمَع الْعُلَمَاء بَيْن الْرِّوَايَتَيْن؟:بوجوه من وجوه الجمع الوجه الأول: قالوا: حديث جابر ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ? محمول على أمور أنه أول ما نزل من القرآن كسورة كاملة، لأن سورة ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ? لم تنزل مرة واحدة، إنما نزلت بهذا القدر الذي سمعه النبي ?.< o:p>

الوجه الثاني: قالوا حديث جابر محمول على أنها أول سورة نزلت بسبب لأن ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ?ليس لها سبب لم يحدث شيء لكي تنزل سورة، هذا ابتداءً النبي ? ما كان نبياً لله عز وجل قبل أن يُنبأ لم يكن يعرف أنه نبي قبل أن ينبأ، فأول ما قرع سمعه من القرآن قول جبريل، فنزل جبريل بلا سبب، إنما يا ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ?هذه نزلت بسبب، أن النبي ? عندما رُعب وقال دثروني دثروني، فقيل له ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ ? لأني صرت نبياً لله عز وجل، فهذه سورة نزلت بسبب، وهذا هو الوجه الثاني الذي قاله العلماء.< o:p>

الوجه الثالث: محمول على أنها أول سورة نزلت بعد فتور الوحي لأن النبي ? أُوحي إليه ثم فتر الوحي حتى إن أم جميل إمرأة أبي لهب كانت تأتي وتقول له: أين شيطانك؟ فبعدما فتر الوحي نزل عليه جبريل بـ ?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ ?فحمي الوحي وتتابع.< o:p>

الوجه الرابع: أن هذا هو فهم جابر ابن عبد الله وتصوره< o:p>

الوجه الخامس: أن سورة ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ?هي الأولى مطلقاً و?َياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ? هي الأولى مقيدة، إذن أنا عندي مطلق ومقيد، لا يوجد تعارض أبداً ما بين قول عائشة رضي الله عنها وما بين قول جابر.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير