تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي مطلع القرن الحادي عشر وفق الله بفضله رجلاً من أبناء هذا البلد هداه الله للطريق المستقيم ومن عليه بفهم كتاب الله وبفهم سنة محمداً صلى الله عليه وسلم وفهم ما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان وخيار هذه الأمة فقرأ كتاب الله وفهمه وقرأ سنة رسول الله وألم وتتلمذ على علماء عصره ...... الرأي والعلم في الاحساء والبصرة والمدينة ومكة وفي بلده يتلقى العلم ويتلقى التحصيل وقد فتح الله على قلبه فقارن بين واقع مجتمعه ومادل الكتاب والسنة عليه فرأى أن هذا المجتمع مجتمع يعيش على أمور تخالف شرع الله لا سيما في أصل الدين وأساسه فأرتد أن يدعو قومه إلى الله وأراد أن يبين منهج الله وأراد أن يكشف لهم الحقيقة ويريهم المنهج القويم ويدلهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم وهدي أئمة الهدى من الصحابة ومن سار على نهجهم لكن القوم قد أشربوا الباطل ونشئوا وهرموا عليه فعندما ابتدأ الدعوة إلى الله قوبل بالإنكار وقوبل بالتكذيب وقوبل بالعداء وقيل له جئت الناس بما لا يعرفه آبائهم وقيل له إنك أتيت بمذهب خامساً زائد على المذاهب الأربعة وقيل، وقيل لكنه لم يلتفت لتلك الأمور بل شد المئزر وقام لله قيام صدق وإخلاص وعلم الله ذلك منه فوفقه وأعانه.وكان يعرض دعوته لمن يثق به ممن يرجوا أن ينصرها ويؤيدها ولكن الله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم فعندما ضاقت بالشيخ الحيل وضاقت به الأرض بما رحبت ولم يجد ناصراً ولا مؤيداً لجاء إلى الله وفوض أمره إلى الله واستعان بمن هو على كل شيء قدير.

فسخر الله له وهيئا الله له إمام من أئمة المسلمين وفرداً من أفذاذ ذلك الزمان ألا وهو الإمام محمد بن سعود بن مقرن آل سعود فقبل هذه الدعوة واقتنع بها وارتضاها واطمئن إليها وشرح الله صدره لها فآوى الشيخ وأيده ونصره ودافع عنه واتخذه أمام له يقتدي به ويتأسى به ويسمع ويطيع لتوجيهاته لأنه يراها حقاً وهدى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فهذا الإمام رحمه الله لما بين له الحق شرح الله صدره لقبوله واطمئن لذلك وعاهد الشيخ على القيام بالدعوة إلى الله ونشر هذه الدعوة في هذا البلد وما جاورها عسى الله أن يجعل فيها خيراً وعسى الله أن يوفق لقبولها فقام الإمامان بهذا الواجب لكنهم فوجئوا بالعداء من قومهم ولا سيما بعض المنتسبين إلى العلم الذين يرون أن في انضوائهم تحت هذه الدعوة سلباً لصلاحياتهم وإذهاباً لمكانتهم وتحولهم من أمة متبوعة إلى أناس تابعين عند ذلك أوضح الشيخ طريقته بالتدريس والكتابة للعلماء والمسؤولين في كل قطر يعرض عليهم منهجه ودعوته وأنه لم يأتي الناس بأمر غريب ولكن جاء بكتاب الله وبسنة رسوله ويطلب من كل من وقف أن يبدي اعتراضه أو يوضح منهجه أو يقدح في هذا المنهج الذي جاء به حتى يتبين هل قدحه مبني على حق أم منطلق من هوى وتعصب بغيض هذه الدعوة مضت في سبيلها محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب جاهدا في الله وسارا يدعوان كل من حولهم إلى الانضواء تحت هذه الدعوة وسماع الحق والعمل به وقبوله ولاطمئنان إليه فيستجيب من يستجيب وينأ من ينأ ولكن بطول الزمن ولله الحمد وصبر أولئك مكن الله لهذه الدعوة فوضح أمرها واستبان للناس منهجها واستفاد منها من في هذه البلد ومن غيرها من العالم الإسلامي وعرفوا أنها دعوة صالحة ومنهج إسلامي كتاب وسنة وما أجمع عليه سلف هذه الأمة.

أيها الأخوة

لكل داع إلى الله عدو حتى يكون هذا العدو سبباً في انتشار هذا الحق ووضوح هذا السبيل وأعداء الشيخ قالوا عنه ما قالوا وافتروا عليه من الأباطيل ما افتروا ولكن ولله الحمد ذهبت تلك الأباطيل ووضح الحق واستبان الهدى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير