تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذلك قرأ الجندي كل رسائل وكتابات طه حسين، وخلص إلى أنها تتمحور حول نقاط بعينها ألحَّ عليها وهي: القول ببشرية القرآن وإنكار القراءات، والتناقض بين نصوص الكتب الدينية وما وصل إليه العلم الحديث، وقوله: "إن الدين لم ينزل من السماء، وإنما خرج من الأرض، كما خرج القوم أو الجماعة أنفسهم"!.

وإثارة الشبهات حول ما أسماه القرآن المكي، والقرآن المدني، وهي نظرية أعلنها اليهودي جولد زيهر، وانتقاص صحابة رسول الله ص ووصفهم بأنهم من الساسة المحترفين، والحملة على الإسلام من خلال الأزهر الشريف، وإهانته، والدعوة إلى إلغائه، والترويج للفكر الوثني اليوناني، والادعاء كذبًا بأن المسلمين قبلوه، وشكلوا عليه فكرهم، وإشاعة الأسطورة في سيرة الرسول ص بعد أن نقاها المفكرون المسلمون منها، والتزيد في الإسرائيليات في كتابه "على هامش السيرة"، واعتماد المصادر المشبوهة: كالأغاني ورسائل إخوان الصفا، والدعوة إلى الأدب المكشوف والإباحي، واتهام القرن الثاني الهجري بأنه عصر شك ومجون في كتابه "حديث الأربعاء"، والدعوة إلى اقتباس الحضارة الغربية (حلوها ومرها)، وما يُحمد منها وما يُعاب، في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر"، وإنكار شخصية عبد الله بن سبأ اليهودي، وتبرئته مما أورده الطبري، ومؤرخو الإسلام من دور ضخم في فتنة مقتل عثمان في كتابه "الفتنة الكبرى"، وإقرار مفاهيم كنسية حول الإسلام، ووصفه له بأنه دين (التراتيل الوجدانية)!.

ويتوصل أنور الجندي في قرارة نفسه إلى أن طه حسين ليس مرددًا لأقوال المستشرقين، ولكنه داعية أصيل للفكر الغربي (قديمه اليوناني، وحديثه الفرنسى) وليس الفكر العربي الإسلامي في تقديره، سواء في ماضيه أو حاضره، إلا تابعًا للفكر اليوناني، ولابد أن يكون تابعًا للفكر الغربي، هذه هي الرسالة التي يحمل لواءها ويعتنقها طه حسين، وأنه لم يكن أديبًا عربيًا إسلامياً يراعي مجتمعه وبيئته، ويطمح إلى رفعته، بقدر ما كان بوقًا يتلاعب به الغربيون والمستشرقون من أجل تنفيذ آرائهم وخططهم الإجرامية في القضاء على التراث العربي الإسلامي، وحضارتنا الزاهية.

وهو ما نجح في إشاعته طه حسين حسب كلام أنور الجندي عن طريق تلاميذه الذين رددوا آراءه بلا فهم ولا منطق أو دراسة، في حين أنها سُمٌّ زُعاف، يقضي على الأخضر واليابس.

وفي النهاية .. نجح الفارسان الكبيران أنور الجندي ومحمود شاكر في تعرية طه حسين، وكشفه أمام الرأي العام العربي، كصنيعة للاستعمار والاستشراق، وأنه ما قدَّم دراسة إلا كان للغرب هدف من ورائها، وأن وجهه الحقيقي الممالئ للغرب يفوح بالعمالة، والخيانة للعروبة والإسلام.

http://img.naseej.com/mags_design/logo_almujtamaa.gif

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير