[في رمضان .. يختلف الناس في العادات والعبادات]
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:28 م]ـ
من فضل الله تعالى على الأمة أنه أكثر لها مواسم الخير والعبادة, وفتح لها أبوابًا من النفحات الربانية, والتي من أعظمها خيرًا وبركة شهر رمضان الذي حظي بفضائل, لم تكن لغيره من الشهور.
وفيه يختلف المسلمون في استقبالهم للشهر الكريم؛ باختلاف طبائعهم وأجناسهم ومجتمعاتهم، فمنهم من يُخطط لقضاء موسم مبارك، يستفيد فيه بتلك الرحمات المنزلة، والعطايا الربانية المؤكدة، ومنهم من يقضي الأيام المباركات بلا مبالاة ولا تخطيط حسن، ولسان حاله يقول إنما هي أيام كبقية الأيام، فلا صلاة ولا صيام ولا قيام ولا مسجد ولا صدقات؛ وإن كان .. فبلا خشوع ولا تفكر ولا احتساب.
تجديد التوبة
وأول ما يحتاجه العبد بين يدي هذا الشهر الكريم كما يرى الكاتب والباحث الأستاذ عصام زيدان أن يُجدد التوبة والإقلاع عن كل الذنوب وأن يستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب والإقلاع عنها وعدم العودة إليها فالله تعالى يقول "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
ويضيف الأستاذ زيدان أن هذا هو شهر التوبة فإذا مضى ولم يتب العبد فمتى يتوب إذن؟! فربما لا يستطيع العبد إدراك رمضان مرة أخرى وقد يكون آخر رمضان في حياته ومن ثم فهي فرصة ثمينة وقد تكون الأخيرة.
التخطيط الحكيم
وعن التخطيط لكيفية قضاء رمضان هذا لعام يشير الكاتب غازي كشميم الصحفي بجريدة المدينة السعودية- ملحق الرسالة؛ إلى أنه لابد من وضع خطة عامة يسير عليها المسلم خلال أيام رمضان حتى لا يضيع وسط زحام انشغاله في أمور الدنيا، ولذا فقد وضع لنفسه خريطة يومية يسير عليها، فمن الساعة 9:30 إلى 4:15 دوام في العمل، ومن 4:30 وإلى 5:30 ذهاب إلى المسجد وقراءة قرآن هناك وفي الخامسة والنصف في البيت لمشاهدة برنامج تلفزيوني أو قضاء احتياجات الأهل أو اللعب مع أولادي، وبعد المغرب الجلوس مع الأهل مع إمكانية قراءة عابرة أو مشاهدة لبرنامج تلفزيوني آخر. ثم الاستعداد لصلاة التراويح.
ويؤكد كشميم على وضع برنامج رياضي بعد صلاة التراويح ويكون لمدة ساعة على الأقل، وذلك لهضم طعام الإفطار، وتهيئة الجسم لتقبل فترات الصوم مرة أخرى، ويكمل خريطة يومه ففي الحادية عشر مساءًا وحتى الثانية عشر ونصف قراءة كتاب اليوم، ثم صلاة شيئاً من الليل لمدة ساعة تقريبًا، ثم تناول السحور.
في حين يبدأ الأستاذ أحمد الطنيخي الصحفي في الوكالة الألمانية بالقاهرة يومه بالسحور ثم صلاة الفجر ثم بداية اليوم العملي حتى قرب الإفطار تقريباً، يتبعها صلاة العشاء والتراويح وقراءة القرآن -قدر المستطاع-، مع ضرورة توفير وقت كافي للجلوس مع الأولاد والأسرة والزيارات الاجتماعية".
أما عبد الرحمن المسيري فيقول غالباً ما أقوم من النوم متأخرًا، أقضي النهار بالعمل، حتى موعد الإفطار، وبعده أذهب لصلاة التراويح، ثم أعود للمنزل لأقرأ الورد اليومي من كتاب الله تعالى ثم أتهجد وأتسحر وأصلي الفجر وأنام.
ويشير الأستاذ ربيع الزواوي "استشاري نظم الجودة وتكنولوجيا المعلومات"، ومدير عام شركة أيزوتك" إلى أنه لا يعجبه أولئك الذين ينظرون لشهر رمضان على أنه شهر لتقليل الأعمال، صحيح ينبغي أن نجتهد فيه في العبادة، لكن هذا ليس على حساب السعي والاجتهاد والجد، فنكون غرضًا لأعداء الله الذين ينتقدون الإسلام ويذرون عليه ويحاربون شريعتنا.
ويشير الزواوي إلى أنه قد خطط لأن يتلوا القرآن في الشهر الكريم أكثر من مرة، وأنه سيواظب على سنة التراويح مهما كلفه الأمر من وقت وجهد، كما أنه لن يستجيب لكثرة دعوات الإفطار فهي أكثر شيء مضيعة للوقت في رمضان وهي سبب أكيد لثقل الجسم عن صلاة الليل.
كما أن من خططه للشهر أن يقرأ القرآن على عالمٍ متخصص في القراءات هو فضيلة الدكتور جلال حمام الأستاذ بجامعة الأزهر، مؤكداً على أن هذا العمل سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا دخل رمضان يُدارس جبريل القرآن، ولذلك استحب كثير من العلماء أن يُراجع الإنسان القرآن على عالم في هذا الشهر الكريم لما فيه من خير وبركة في الوقت والجهد والمآل.
¥