[رحم الله الشيخ الشاب ..]
ـ[مزاحمة الركب]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة حافظ من حفَّاظ الأردن رحمه الله وغفر له و للأماة الموضوع منقول من أحد الاخوة بارك الله فيهم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال تعالى: {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات .. }
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوساً جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ".
وقال عليه الصلاة والسلام: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوماً، ويضع به آخرين "
أمّا بعد:
فلقد فجعنا في هذه البلاد - والله المستعان - برحيل رمزٍ من رموز هذا الدين، وعلَمٍ من أعلام هذه الأمّة، ألا وهو: الشيخ: " رامز بن علي بن سالم بني أحمد "، نسأل الله أن يتغمده برحمة منه وفضل.
هذا الشيخ الشاب لم يتجاوز الخامس والعشرين من عمره، وكان من المجدِّين المجتهدين على أنفسهم، وكان ترتيبه الأول على الأردن في " الثانوية العامة / شريعة "، وقد رزقه الله همَّة عالية، بذلها في حفظ كتاب الله تعالى وحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحفظ المتون الفقهية والعقيدية والحديثية وغيرها.
ولم يكن ميسور الحال، فقد كان شابّاً غير عامل، وأول ما جاء إلى أحد شيوخه – وهو الشيخ رمضان الجلاَّد – وقد دلَّه على سماع أشرطة الشيخ ابن عثيمين، اعتذر بأنه لا يملك مسجلاًّ!.
وقد اتصل بي يريد شفاعة للوصول للشيخ يحيى اليحيى – ولم أكن أعرفه وقتذاك عن قرب – فأعلمته بالطريقة التي يتصل بها بالشيخ.
فسافر إلى مكة المكرمة لحضور دورة حفظ الصحيحين عند الشيخ يحيى اليحيى فأتمهما، ثم السنن الأربعة، ثم الموطأ، ثم مسند الإمام أحمد، والحاكم، والبيهقي، والبزار، ومعاجم الطبراني – أظنه انتهى منها وسيسمعها في الدورة القادمة -، وكلها مذكرات الشيخ يحيى اليحيى.
ولم يكن بعيداً عن حفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والطحاوية، والجزرية، وملحة الإعراب، والرحبية، والسفارينية، ونونية القحطاني، وغيرها ... .
وسمع كثيراً من أشرطة الشيخ ابن عثيمين، ولخصها في مذكرات خاصة به.
ولم يكن متفرغاً للطلب تاركاً العمل والدعوة، بل كان من النشيطين في الدعوة إلى الله تعالى، فكان يحدِّث الناس في مآتمهم وأفراحهم واجتماعاتهم، ويزورهم في بيوتهم فيعلِّم الجاهل، وينصح، ويعظ ويُرشد بما رزقه الله تعالى من علم.
وبسببه اهتدى شباب كثر، وخرجت الملهيات من بيت أهله، وحفظ على يديه أكثر من (9) شباب كتاب الله تعالى كاملاً، وفي الطريق إلى حفظه (9) آخرون.
وقد كان إمام مسجد في أيامه الأخيرة، ولم يكن متزوجاً، فقد كان يريد العمل ومساعدة أخيه الأكبر منه مقابل ما ساعده في الدراسة.
وقد استغل سكن المسجد في تجميع الشباب الجامعيين والطلبة الكبار لتحفيظهم كتاب الله تعالى في العطلة الصيفية الماضية، وقد زرتهم وزاروني فرأيت عجباً من همتهم وجلدهم واحترامهم لشيخهم، فقد منعهم من سماع الأخبار وقراءة الصحف – فضلاً عن غيرهما من الملهيات – حتى يحفظ كل واحدٍ منهم ما تفرغ لأجله، وقد التقينا بهم عند نهاية الصيف، فسألنا مجموعة منهم عن حفظهم في تلك الفترة فكان أن قال واحد منهم أنه حفظ القرآن في (29) يوماً، والباقي ضعف تلك المدة ومنهم من زاد على الضعف، والباقي في أواخر حفظهم.
ولما انتهت العطلة بقي مع مجموعة منهم ممن يستطيع التفرغ، والباقي يأتيه في نهاية الأسبوع ليراجع حفظه ويثبته، ويتم من لم يتمه.
¥