4 ـ في سياق كل فن من تلك الفنون هناك ملاحظات لو ذهب الإنسان ينظر فيها لما انتهى، يعني على سبيل المثال في مقررات النحو، أسهل كتاب في مقرراته (مغني اللبيب)، وهل هذا كلام يعقل؟، قفزة مباشرة للكتاب وشرح الرضى على الكافية وابن يعيش على المفصل، ليه يعني؟؟
حتى العروض حفظ نظمين في فن آلة بعيدة قليل الفائدة في نفس الموضوع، وكتاب ثالث دراسة؟!!
وفي علم الكلام إضاءة الدجنة المتن المغمور غير المخدوم ولا المحرر وتجاهل الخريدة البهية مثلا، أو أضعف الإيمان الجوهرة، أو السنوسية الوسطى، أو حتى أم البراهين!
وفي المنطق تكرار لمتون هزيلة والمحصلة السلم وإيساغوجي، رغم أن السلم نظم إيساغوجي، وحتى لم نر شرحا (ولو متوسطا) للسلم، الباجوري مثلا مش حنقول الصبان على الملوي، ولا رأينا الأمات الكبار كالخبيصي ولا العطار عليه، ولا حتى المتوسطات كالشمسية.
ولا رأينا كتابا ولو واحدا للفلسفة مثلا (مادام الأمر قائما على الاستقصاء للفنون حتى الهجاء يعني!)، لا نقول هداية الحكمة للأبهري ولا حتى تجريد الطوسى، لكن ولا الشفاء لابن سينا حتى؟!
وفي أحاديث الأحكام البلوغ والمنتقى والتقريب و (كله)، هل هذه منهجية، وكله حفظ؟؟؟؟
شروح الموطأ (كله)، شروح للبخاري ومسلم، ولكن لا شرح مستوعب على أبي داود (أهم كتب السنة الستة من حيث الفقه والأحكام) ولا على الترمذي مطلقا (الذي من كان في بيته جامعه كأن في بيته نبي يتكلم)؟!
هل يتصور للخارج من هذا البرنامج أن يكون (زكيبة) أبيات شعر، يحفظ له بالقليل عشرين ألف بيت، وأقول ـ والله يعلم ـ أنني أعرف شخصيا بعض الإخوة الشناقطة من هذا القبيل (آلاف الأبيات و سطور المتون لكن طبعا ليس واحد على مائة من المذكور فوق) ومع ذلك ضعف في فهم المسائل، وقلة في تفقه النصوص، وعدم قدرة على مناقشة المسائل أساسا، وأكون كذابا أشرا إن كنت أقول إن هذه النوع هو أقلية أو أكثرية في هؤلاء الإخوة، لكن الشاهد أن يجب أن يتخلص الناس من (شهوة المناهج) و التوسع فيها كأنه للتفاخر فحسب.
ولنكن في إطار (إن منكم منفرين)، و (أفتان أنت يا معاذ)، و (وما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)
والله المستعان
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:20 ص]ـ
يا عمرو!
اسمح لي -فقط - جزاك الله خيراً (!!):
لا (تنفعل) زيادة عن اللزوم!!
ولا أظن أحداً سيخالفني في أنك ضيقت واسعاً وانتقدت كثيراً من الأشياء التي هي داخلة في دائرة الاجتهاد!!
وهل خرج من ذلك المركز طالب نهائي اجتاز كل تلك المقررات حفظا ودراسة؟، وإن نعم فكم؟، وإن كانوا كذا فأين هم في دنيا الناس؟ وما تأثيرهم على الأمة؟، يعني لا أحد منهم كتب لنا درء تعارض جديد، ولا فتح الباري صغير ولا أي شيء، ولا تأصيل علمي سديد في نازلة يستعصي على الرد والجدل، ولا شيء!
لماذا لم تكلف نفسك أن تتعرف على المركز قبل أن تبادر بالتعقيب؟!
فكل من يعرف المركز يعرف أنه لا زال في بدايته، فكيف تريد (درء تعارض) جديد، و (فتح الباري) صغير؟!
ولا أظن أن المشرفين عليه يضرهم تغيير شيء يرونه خطأ في البرنامج ..
مثل تلك التصورات الخيالية تورث طلبة العلم اليأس والقنوط، وهجر العلم، واحتقار النافع المفيد الذي يحصله
قال الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى في لقائه مع قناة الجزيرة: " كتاب السيوطي هو كما قلت لك الذي سماه (الكوكب الساطع) عقد به كتاب (جمع الجوامع) لابن السبكي، والمتن المنظور مهم جدا عندنا، كانت الأمهات يقلن لأولادهن: اللي ما يحفظ ابن السبكي يقعد عند أمه ويظل يبكي "
علق شيخنا الفاضل عصام البشير المراكشي حفظه الله على هذه الكلمة بقوله: " ما أكثر البكاء، وما أشد العويل إذن!
ومثل هذه العبارات ينبغي أن ترفع همم الطلبة، ولا تفهم بشكل معكوس، فتكون مثبطا لهم عن الطلب المتدرج المنهجي ".
أقول: فمن ورث (اليأس) و (القنوط) عما تسميه (تصورات خيالية)، لا يكون إلا واقعاً في (الفهم المعكوس) الذي تكلم عنه الشيخ!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:40 ص]ـ
كون الشيء يدخل في دائرة الاجتهاد لا يعني أنه لا يجوز انتقاده، بل لا يعني أنه لا يجوز القول بفساده أصلا
وقد أبديت وجهة نظري ورأيي، وكونه يضيق واسعا، أو يوسع ضيقا فأنا لست مسؤولا عن مركزهم، ولن أسحب تزكيتي له مثلا!!
وكذلك سواء أكان قديما أو جديدا، فربنا يعطينا وإياهم طول العمر على الطاعة ولما ينفذوا نبقى نشوف درء التعارض الصغير وفتح الباري الصغير!!
والمشرفون لا يضرهم لو رأوا خطأ أن يغيروه، طيب حبذا!، وإلا لماذا يبدي الإنسان رأيه؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:42 ص]ـ
ثم ضيقت واسعا إيه، هو الواسع اللي فوق هذا حد يقدر يضيقه!!
¥